واقف على سور المدرسة لا بيا ولا عليا ومش عايز انعق ولا اقول قاق قاق علشان الدنيا نهار وانا فى الصباح بكون كسلان حتى اهرش تحت جناحي.. وكمان الناس لما بتسمع صوتي في الصباح بيتشائموا ويحدفوا عليا طوب ويقولولى غور عالصبخ يا غراب البين وبينما أنا ساكت هس هس فوق سور المدرسة سمعت أحد المدرسين بيسأل زميله: تفتكر هيبقى فيه دراسة ولا هيقفلوها علشان الكورونا؟! فرد عليه زميله قائلا: يارب يا شيخ الكورونا تملأ الدنيا ويقفلوا المدارس علشان العيال يفضلوا معتمدين على الدروس الخصوصية ومش فاهمين أي حاجه
فقال الأول: يا أخي فأل الله ولا فألك.. الكورونا دي وباء وأديك شايف الناس عماله تموت زي الفراخ فقال الثاني: عادي يا مان.. مصائب قوم عند قوم فوائد.. لو المدارس رجعت تشتغل احنا اللي هنموت من الجوع زي الفراخ قال الأول: ليه كدا يعني؟! فقال الثاني: علشان الوزير ده مش ناوي يجيبها البر ومش هيرتاح غير لما يلغي الدروس الخصوصية ويتفرج علينا واحنا منتظرين نقبض المرتب اخر الشهر زينا زي مدرسين الرسم والألعاب.. انت شايف المنصات اللي عاملاها الوزارة والبرامج التعليمية ومجموعات مدرسية ودروس خصوصية داخل المدارس.. عايزين يشاركونا في السبوبة بتاعتنا بأى شكل من الأشكال فقال الأول: ياعمنا ماهي برضو المجموعات والدروس داخل المدرسة بتجيب فلوس.. هى قليلة آه بس احسن من الكورونا ومن حالة الفشل اللى العيال فيها بقالهم سنتين بعيد عن المدرسة.. وثانيًا كل واحد بياخد رزقه اللى كاتبهولو ربنا.. اهم حاجه الوباء دا يغور.. وعموما مهنة التدريس دى رسالة سامية قبل ما تبقى مصدر دخل فقال له الثاني: لا مؤاخذه سامية دي تبقى حماتك.. الكلام دا كان زمان.. لكن حاليا مش بيأكل عيش.. يا بني آدم لو المدارس قفلت بالإضافة للدروس احنا ممكن نعمل الأبحاث للعيال في نص السنة وفى آخر السنة.. دي بتكسب دهب وهنا بقا مقدرتش اقعد ساكت ووقفت على رجلى وفردت جناحاتى وأخذت أنعق بأعلى صوت "قاق قاق" حتى أزعجتهم وكان نفسى اقول لباقي الناس اللى سامعه نعاقي وبيهشوني ويقولولي غور يا غراب البين إن وسطيهم بني آدمين يستاهلوا ضرب القباقيب وليس الضرب بالطوب.. بنى ادمين الفرق الوحيد بيننا وبينهم انهم مش بينعقوا ويقولوا قاق قاق!
