من لا يملك أعطى من لا يستحق، هذا ما كان من وزارة الأوقاف لجماعة الإخوان المسلمين، عن طريق منح العشرات من أئمة ودعاة الوزارة، من أعضاء الجماعة مقرا بقلب القاهرة على مساحة 250 مترا مربعا، يقع بالدور الثالث من مسجد الفتح برمسيس، ويقدر بمبلغ 20 مليون جنيه، وتم تخصيصه لعقد مؤتمرات واجتماعات "أئمة الإخوان "، لوضع خططهم ومناقشة أهدافهم الدعوية والسياسية. باب المقر تزين بلافتة تحمل عنوان "نقابة الدعاة" بموافقة من وزير الأوقاف السابق الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، لكن الغريب أنه لا يوجد هناك مؤسسون حقيقيون للنقابة. ويشرف على المقر المجهز بأفضل التجهيزات الفنية ويتضمن استراحة وقاعة مؤتمرات القيادى بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال عبد الستار وكيل الوزارة لشئون الدعوة، بمساندة من الشيخين محمد عوف وعبد العزيز رجب، من أئمة الأوقاف المنتمين للجماعة، ولا يفصحون عن لقاءاتهم التى تجرى بشكل دورى منتظم، ما يضع وزارة الأوقاف فى حرج شديد أمام العديد من الحركات الدعوية التى لم تخصص لها الأوقاف مقرا، رغم قانونية وجودها، كالنقابة المستقلة للدعاة والأئمة والحاصلة على رقم إشهار. الدكتور عبد الستار الذى يتردد بشكل مكثف على مكتب الإرشاد بالمقطم، تستعين به الجماعة فى إلقاء الخطب فى المليونيات التى تنظمها لدعم الرئيس مرسى، وأبرزها عندما تظاهر الإخوان أمام قصر الاتحادية، الأمر الذى يهدد بالحفاظ على الأوقاف كوزارة دعوية تنتهج المنهج الوسطى الأزهرى، بعيدا عن الصراعات السياسية. "يجب على الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، وجميع قيادات الوزارة سواء إدارية أو دعوية، أن توضح تفاصيل منح مقر يقدر بملايين الجنيهات للأئمة الأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين" هذا ما شدد عليه الشيخ أحمد البهى، المتحدث الرسمى لحركة أئمة بلا قيود، مؤكدا أن سياسات الوزارة لا يزال يشملها الغموض، وتميز الأئمة بحسب انتماءاتهم السياسية، ما يؤدى إلى شق الصف الدعوى، خاصة أن المحسوبين على الجماعة سيدعمون سياسات الرئيس مرسى وحكومته، بصرف النظر عن أدائها، ويهاجمون معارضيه، وكذلك الأئمة الأعضاء بحزب النور السلفى سيدعمون قياداتهم، وسيدعم آخرون النظام السابق بحجة أن البلاد كانت أكثر أمنا وأمانا. البهى يرى أن ترسيخ مبدأ العدالة يتطلب ضرورة أن تتعامل الوزارة مع الأئمة دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية، مشيرا أن منح الإخوان مقرا بهذا الثمن، يعتبر إهدارا للمال العام يجب التحقيق فيه، كما يجب على الأوقاف منح كل القوى الدعوية مقرات مماثلة. فيما رأى الشيخ محمد البسطويسى -نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة- أن الوزارة تسعى لدعم الأئمة المحسوبين على الإخوان المسلمين، لتنفيذ مخطط الترويج للجماعة، قائلا: المقر موقع لنشر فكر حسن البنا.