فى خطوة جديدة نحو إحكام قبضتها على انتخابات مجلس النواب المقبلة، تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى تجنيد نحو 55 ألف إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، لخدمة مصالحها، وذلك بتجهيز الدعاة للإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة، فى حال تهديد القضاة بعدم الإشراف عليها. ولعل هذا أبرز ما تلقاه الدكتور جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، خلال زيارته لمكتب الإرشاد بالمقطم، وتدور تكهنات حول الشخصيات التى قابلها عبد الستار وعدد من قيادات نقابة الدعاة المعروفة بالمهنية، وعلى رأسهم الشيخ رجب عبد العزيز . اللافت أنه عقب الزيارة بساعات قليلة، بدأت الأوقاف فى مخاطبة الأئمة التابعين للجماعة لحثهم على الاستعداد للإشراف على الانتخابات البرلمانية. « فيتو» رصدت نص الرسالة التى أرسلتها الأوقاف للآلاف من الأئمة، تطالبهم بالاستعداد ل«غزوة الصناديق» والتى جاءت كالتالى: «استعدوا للإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة أيها الدعاة، فالناس قبلوا أن تكونوا بينهم وبين الله، فكيف لا ترضون أن تكونوا بينهم وبين الصناديق». خريطة حشد الأئمة من 27 محافظة، تتلخص فى مخاطبة أعضاء مجلس إدارة نقابة الدعاة فى مختلف المحافظات، والبالغ عددهم 25 عضوا، يعملون لخدمة مصالح وتنفيذ أوامر جماعة الإخوان فى المناطق المتواجدين بها، سواء بدعم قرارات الرئيس مرسى وسياسته أو مهاجمة معارضى النظام. ويتمركز جل الأئمة من أعضاء الجماعة بالأقاليم، فعددهم فى القاهرة الكبرى لا يزيد على 3 آلاف إمام وخطيب، فيما يقاربون نحو 12 ألفاً بمحافظات الوجه القبلى، و9 آلاف بالوجه البحرى. الدكتور خلف مسعود - القيادى بحركة أئمة بلا قيود - علق على رسالة الأوقاف، مؤكدا: «الحركة لن تشارك فى الإشراف على أى انتخابات، والدولة غير مهتمة أصلا بالدعاة، فهى لم تنشئ نقابة لتجميع شملهم أو توفر كادر لتحسين أوضاعهم»، محذرا من خطورة استخدام الدعاة فى الصراع السياسى على الدعوة ووسطيتها، بقوله: «الأئمة يجب ألا يكونوا طرفا فى الصراعات السياسية، ودورهم هو تنوير الناس بصحيح الإسلام ونبذ أعمال العنف والتخريب، وضرورة الالتحام بين أبناء الوطن، وهو الأمر نفسه الذى تحاربه جماعة الإخوان المسلمين، فى الكثير من قرارتها». ويرى مسعود أن حشد الأئمة المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين سيكون من الأقاليم وليس من القرى، لأن جماعة الإخوان تلعب على فكرة الأئمة المستبعدين أمنيا، وهم المتواجدون فى القرى. واتفق الشيخ محمد البسطويسى -نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة- مع سابقه، مؤكدا رفض نقابته المشاركة فى الإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحجة أن الأئمة لا يجيدون العمل الإشرافى ولم يشاركوا من قبل فى الإشراف على الانتخابات. الشيخ البسطويسى الذى لفت إلى وجود محاولات لإرهاب القضاء، وتهديده من حين إلى آخر، شدد على ضرورة عدم توريط الأئمة فى الصراع السياسى والحزبى، مشيرا إلى أن النقابة لن تسمح بإشراف الدعاة على الانتخابات لأنهم سيتم اختيارهم بناء على الانتماء الحزبى والسياسى، وهو ما يشكك فى نزاهة النتيجة قبل إعلانها. وأضاف أن مكتب الإرشاد سيطالب أئمته بتوجيه الناخبين، وسيستغل احترام المواطنين للزى الأزهرى وعمامته، لتوجيههم نحو الإدلاء بأصواتهم لصالح مرشحى الجماعة، وذلك بعد أن أخفقت الجماعة فى رشوة البسطاء فى القرى والنجوع ب»زجاجة الزيت وكيس السكر». فيما أكد المستشار زكريا شلش -رئيس محكمة جنايات الجيزة- أن الدستور نص على أن القضاء هو الجهة الوحيدة التى من حقها الإشراف على الانتخابات، وأن للقضاة الحق دون غيرهم فى الإشراف والمراقبة على الانتخابات، معتبرا أى انتخابات يشرف عليها غير القضاة باطلة بقوة الدستور، ويترتب عليها حل مجلس الشعب، واصفا من دعا لإشراف الدعاة على الانتخابات ب«الجهل السياسى».