حسنين مستفهما: إلا قول لي يا عوضين.. أبوك الحاج الزند ده مش ناوي يجيبها البر ولا إيه؟ الراجل لامم القضاة والمستشارين وبتوع النيابة ومقعدهم في النادي وعمالين يهروا في كلام لا طالع سما ولا نازل أرض، إيشي أنون السلطة القضائية، وإيشي استقلال القضاء، وكله على بخت القيراطين اللي حيلتي اللي لهفهم مني الواد أبو حفيظة الأوجري لما أجرتهم له السنة اللي فاتت بعد زراعتهم ما بقتش جايبة همها، قام ابن المؤذية طمع فيهم ونصب جواهم عشة، وأجرلي شوية بلطجية يكرشوني كل ما أروح آخد حقي، يقوم أبوك الحاج الزند يشجع القاضي اللي هايحكم لي في القضية هو وزمايله كل ما معادها يقرب ع الإضراب والاعتصام في النادي بتاعهم اللي في مصر عشان الكلام اللي لا أنا ولا أنت فاهمينه.. ! أهوم بيعطلوا مصالح الخلق ويزيطوا مع الزيطة وخلاص ومرتباتهم ماشية يا عم الحاج والغلابة يخبطوا دماغهم في الحيط، ولا أنت إيه رأيك يا عوضين؟ عوضين ينظر إليه بعينين حائرتين ويكمل شد الأنفاس من مبسم الشيشة الراقد في دعة بين يديه. حسنين مغتاظا: آني عارف إنك لا بتشفع ولا بتنفع، ماحدش ابن حلال في القهوة دي يفهمني الراجل الزند ده بيعمل فيّ كده ليه؟!! يتدخل هاني المعجباني في الحديث قائلا: أنا أفهمك يا عم حسنين, قانون السلطة القضائية ده أهم قانون في البلد، لأنه ببساطة إحنا عارفين إن العدل أساس الملك، قوم لما يبقى ميزان العدل معووج لا القيراطين بتوعك هايرجعوا ولا حاجة هاتمشي صح في البلد من أساسه، وأبوك الحاج الزند هو وبقية قضاة البلد الشرفاء بيكافحوا عشان القضاء يستقل، يعني يبقى صوته من دماغه، يقضي بين الناس بعدل ربنا مش بهوى بعض الناس المغرضين، فهمت بقى يا عم حسنين إن الجماعة في مصر ما بيلعبوش ، دول بيجبولك حقك برضه بس انت اللي مش واخد بالك, علشان همك على القيراطين بتوعك وبس، طيب وبقية مصالح الخلق تيجي إزاي وميزان العدالة مايل؟! وهنا يقفز في الكلام كعادته الحاج بعضشي, شيخ البلد كلاتها, الذي كان ملقيا أذنه من أول الحوار قائلا: علي النعمة الواد هاني المعجباني ده ماهو عارف حاجة، الواد من ساعة ما راح الجامعة في البندر وأبوه بيستغيث من أفكاره السمّاوية وكلامه اللي زي الدبش وفيه ناس بتقول إنه بقى شيوعي والعياذ بالله، اسمع ياد ياهاني يابن إمبارح أنت وحسنين وبقية القهوة، قانون السلطة القضائية ده معناه إن القضاة مش مكفياهم الأملة اللي هم فيها وبدل وكرا فتات وعربيات وربنا كارمهم والناس بتقول لهم يا بهوات، لأ عايزين كمان يعملوا سلاطين على كل البشرية في البلد لأجل الافترا والظلم ما يزيد ، عشان كده تلاقي العالم المشايخ بتوع مجلس الشورى مشيبينهم وبيحطوا لهم القانون بتاعهم على مزاجهم، لأجل ما يجيبوا مناخيرهم الأرض, بالذات لما بعت لهم جواب شرحت لهم فيه معنى استقلال القضاء اللي كانوا محتارين فيه ومش فاهمينه، هانقول إيه عالم مشايخ وغلابة بس أرزاق.. باضت لهم في القفص. حسنين متهللا: الله ينور عليك يا عم بعضشي يا كايدهم، طيب ما تنورنا وتقول لنا معناة استقلال القضاء بالمرة.. ربنا يكرمك يا شيخ؟ بعضشي مستأنفا حديثه بخيلاء: أهو استقلال القضاء ده أنيل من السلطة القضائية.. ليه بقى؟ لأن معناه إن القضاء يستقل بكل اللي حواليه ويديهم بالبرطوشة القديمة على دماغتهم ولا يقدروا يفتحوا بوقهم، ويبص لهم من فوق لتحت ويعاملهم على أنهم قلة وبهايم، شوفتوا بقى إن ربنا أنقذ مصر بحالها من استقلال القضاء والبلاوي الزرقا اللي كانت هاتيجي وراه ببركة دماغ العبد لله. عاشور السلفي مبتهجا: فتح الله عليك وعلى والديك أيها الأخ بعضشي، ثم ناظرا إلى بقية المقهى بصلف، ألا تكبرون؟!!