إلا قولي يا عوضين الحتة الحلوة اللي إحنا ماشيين فيها في مصر دي تبقى إيه ؟ إحنا يا سيدي ماشيين في شارع .. في شارع أيوه .. قصر العيني وداخلين على ميدان التحرير بإذن الله . والله عشت وشفت مصر وميدان التحرير بتاع الثورة يا حسنين ياابن ستيتة، إمال البتاع المحروق هناك ده يبقى مبنى إيه ياعوضين ؟ وإيه اللي ولّع فيه كده ؟ بص يا سيدي ده اسمه مممم المنجم .. المعجم ... أيوه « المعجن العلمي» وده ولع أيام الثورة بتاعة 25 يناير بس مش في الثورة ذات نفسيها إنما بعديها بشوية، أيام حكم أبوك الحاج طنطاوي ومجلسه يعني المقعد بتاعه اللي كان بيسهر فيه كل ليلة مع حبايبه وياخد ويدي في أمور البلد لحد ما جم الجماعة أم دقون طويلة وقنطروه . ودا مين اللي ولع فيه كده يا عوضين وإيه أصل الحكاية ؟ بص يا سيدي أنا كنت طور الله في برسيمه زي حالاتك كده لما شفتو بيولع في التليفزيون بتاع الجزيرة مباشر مصر حدانا في البلد على دش قهوة الحاج عباس لحد ما سألت أبوك الحاج بعضشي اللي فهمني كل شيء بالتفصيل . يا سلام آبا الحاج بعضشي .. ده علامة ياواد يا عوضين، دا البلد كلاتها لما بتغلب في حاجة لازم تروح تسأله، طيب وقال لك إيه يا وله ؟ شوف يا سيدي .. قال لك « المعجن العلمي « ده بناه الفرنسويين أيام الحملة بتاعت نابليون بونابارته على مصر ولمّ فيه العلما بتوعهم بس في الخفا يدرسوا في مصر ويتكتكوا عشان يحتلوها أكتر، الكلام ده كان في الدور الفوقاني اللي كانوا بيطلعوا له بسلم سري، أما تحت فكان ناصب مكنة طحين كبيرة تخش عليها أرادب القمح بتاعة الفلاحين عشان تبقى دقيق وعامل قسم كبير للعجين والخبيز عشان الناس الغلابة اللي واقفين يشحتوا قدام «المعجن العلمي».. زكاة عن عين وعافية الفرنساويين اللي في البلد واللي في فرنسا، حاكم البلد دي طول عمرها خيرها لغيرها يا حسنين يا خويا وعشان برضه يكسر عينهم، ويتقي شر الحسد اللي بيبظ من عينيهم الوحشة وقرهم الدكر، وبعدين تنه كده لحد ما راحت عليه السنين وجت .. وولع زي ما قلت لك كده . يا سلام يا عوضين أبوك الحاج بعضشي ده موسوعة، وشوف ربك برضه ما بيسيبش، طال الزمان ولا قصر برضه سبحانه وتعالى عاقب الفرنسويين اللي احتلوا مصر وحرق لهم « المعجن العلمي «بتاعهم.. شوف بعد كام سنة، على الله بقى يتعظوا ويتهدوا عننا بقى .. داهية لا ترجعهم ولا ترجعه.