ساندت الوهابية السلفية منذ نشأتها فى نجد نظام آل سعود الذى يقوم على المفهوم القبلى العربى الجاهلى القديم وهو الحكم المتوارث لأسرة غالبة، ومع ثبوت تناقض وراثة الحكم مع ثوابت الإسلام ومفهومه فقد سعى محمد بن عبد الوهاب إلى نحت مسوغ شرعى منحول يدعم حكم تلك الأسرة للبلاد تحت مفهوم البيعة، مما أغرى عبد العزيز بن سعود فى نهاية الأمر لنعت الجزيرة العربية كلها باسم أسرته تحت مسمى المملكة العربية السعودية. ولم يسلم الوهابيون من فتنة مفهوم الأسرة المالكة، فأسسوا برعاية آل سعود أسرة موازية ولكنها كهنوتية عقائدية متوارثة تملك الدين فى سابقة تاريخية إسلامية باسم أسرة (آل الشيخ)، يتوالى عليها أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتسيطر على تابعيها لمصلحة آل سعود وتلزمهم بفتاواها، إنها المملكة العربية الوهابية والتى دعمها ابن سعود داخل كيان المملكة العربية السعودية، واتخذت من الشكليات النجدية من ملبس وهندام أصلا للدين، ثم أعادوا تصدير ذلك المفهوم الشكلى باسم الإسلام لكافة المسلمين مدعوما بأموال النفط الوفيرة، وصوروه كأصل للفطرة الإسلامية الصحيحة وعنوان لها، وشكَّلَت سيطرتهم على ساحة الحرمين سندا روحيا قويا للولوج إلى داخل عقل وعقيدة المسلم الذى يهوى فؤاده إليهما، ولذلك أنفق آل سعود المليارات لعمارة الحرمين لإضفاء الشرعية المتجددة على احتكار تلك الأسرة الملكية الوهابية لشعائر الحج والمسجد الحرام الذى جعله الله للناس سواء، لتصير الدولة السعودية فى نهاية الأمر مركز الخلافة الدينية الفعلية لكل العالم الإسلامى، وتكون الوهابية النجدية هى أصل الدين وتمثل -فى زعمهم- صحيح الإسلام والمرجعية الشرعية لكل المسلمين. ولكى يكون أعضاء أسرة (آل الشيخ) العقائدية كهنة الإسلام المتوارثين وأصحاب الأمر والنهى فيه بلا منازع أرسلوا الموالين لهم مبشرين للوهابية لكل بلاد العالم الإسلامى كمندوبين لآل الشيخ بالوكالة، مدعومين بالمال الوفير ونفوذ وسلطة آل سعود، بعد أن تم تجنيدهم وإعادة تشكيلهم لاختراق عقول تلك الشعوب، وكان قلب مصر وعقلها هو مركز الهدف وساحة الهجمة وموضع الضربة.