«الطالبات المبتعثات إلى الأزهر يتركن الإسلام»، هكذا قالت إحداهن ل«فيتو»، وزادت على ذلك قولها: صعوبة المناهج، وعدم تبسيط الأساتذة لها، والمعاملة السيئة داخل الأزهر، دفعت بعضنا إلى ترك الإسلام». «عائشة كامينجو»، إحدى الطالبات الوافدات القادمة من أستراليا للدراسة بالأزهر قالت : في الوقت الذي يجب أن يأتي الدارسون للأزهر لتوطيد علاقتهم بالدين الإسلامي، فإن هناك حالات ممن اعتنقوا الإسلام ارتدوا عنه». وعندما سألناها عن السبب؟ أجابت: الأزمة يمكن اختزالها فى 3 عناصر، هى: العلوم الشرعية المعقدة، عدم لجوء الكثير من أعضاء هيئة التدريس إلى التبسيط فى الشرح، ما يتسبب في نفور الكثير من الوافدات من العلوم الدينية، ثم التجاوزات السلوكية من بعض العاملين فى الأزهر، وتحديدا مدينة البعوث، والتى لا تواكب ما ندرسه من أخلاق الإسلام. كامينجو أكدت أن عددا من طالبات أستراليا وجيبوتى تركن الإسلام بالفعل وحزمن حقائبهن وعدن إلى بلادهن لهذه الأسباب. غير أن عبدالله أوبيلا، رئيس برلمان طلاب الوافدين، يقلل من خطورة الأزمة، واصفا المرتدات عن الإسلام بالعدد القليل. مضيفا ل«فيتو»: الطالبات اللاتى تركن الإسلام لم يمر علي دراستهن بالأزهر سوى شهر واحد فقط، ولم يستطعن الإلمام بالعلوم الدينية ومن ثم فإنه ليس من المنطقي تحميل المؤسسة الأزهرية المسئولية. وقال أوبيلا: هذا لا يعني عدم وجود مشاكل ومعوقات أمام الطلاب الوافدين، وعندما سألناه: مثل ماذا؟ أجاب: تأخر الموافقات الأمنية لطلاب السنوات الأولى بالكليات والدراسات العليا، كما طالبنا بتغيير لوائح المنح ليصرف الطالب منحته فور تقديمه الأوراق إلى الكلية، ومشكلة الزحام في قسم جوازات البعوث، وتعديل نظام الدراسات العليا ليكون التمهيدي سنة واحدة بدلا من سنتين وأن يكون الامتحان في الدور الثاني في المادة التي رسب فيها الطالب دون إعادة جميع المواد وأن يتم إنشاء نظام الدبلوم . من جانبه أكد الدكتور علي عبدالباقي أمين مجمع البحوث الاسلامية أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم التسهيلات أمام الوافدين خاصة الناطقين بغير العربية، وقد يضطر إلى مخالفة القانون في بعض الأحيان من أجل تسهيل العمليات الدراسية علي الطلاب الوافدين والبالغ عددهم أكثر من 40 ألف طالب وطالبة من اكثر من 100 دولة على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الأزهر المؤسسة الوحيدة التي تقوم بتغيير تأشيرات الطلاب من السياحية إلى تأشيرة دراسية وهو ما يسبب بعض المشاكل والعراقيل الأمنية، خاصة أن أكثر من 70% من الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر دخلوا مصر عن طريق تأشيرات سياحية وبالتالي لا يحق لهم الإقامة أو الدراسة بمصر.