لاتفيا.. بقعة ساحرة على الأرض توصف في أدب الرحلات ب"مفتاح الجنة"، وتتمتع بموقع جغرافى مميز على بحر البلطيق في أوروبا الشمالية، الأمر الذي جعلها عرضة للأطماع الخارجية بشكل دائم، يحدها من الشمال إستونيا، ومن الجنوب ليتوانيا، ومن الشرق الاتحاد الروسي، ومن الجنوب الشرقى روسيا البيضاء، وتشترك بحدود بحرية إلى الغرب مع السويد. ريجا.. عاصمة لاتفيا، واللغة اللاتفية هي اللغة الرسمية، وعملتها هي "اللاتس" استبدلت في الأول من يناير 2014 باليورو، وتعد من دول أوروبا المهمة على صعيد التعليم والتنمية البشرية، رغم مرورها بتحديات قوية، بهدف نيل استقلالها لمدة قرن من الزمان. سحر لاتفيا لا يقتصر على غناها الطبيعي، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخها الموغل في القدم، وتنوعها الثقافى والرياضى، ولم تنفض لاتفيا سوى في عام 1991 غبار عصور مضت من الاحتلالات والغزوات التي استهدفتها، بسبب موقعها الجغرافى المميز كحلقة وصل بين أوروبا والشرق، ورغم أنها نالت استقلالها في عام 1918، فإنها مرت بعد ذلك بمرحلة من عدم الاستقرار والصراعات ساهم فيها بلا شك التجاذب الذي كان قائمًا آنذاك بين الألمان والسوفييت، وسرعان ما غرقت لاتفيا في بحر من الدماء خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ضمها الاتحاد السوفييتى بالقوة عام 1940، ثم احتلها النازيون بعد ذلك بسنة، لتعود إلى السيطرة السوفييتية عام 1944 بعد انسحاب الألمان منهزمين. "لاتفيا" بدأت في التعافى منذ تحقيقها الاستقلال الكامل العام 1991 في عهد ميخائيل جورباتشوف، عندما انضمت إلى عضوية الأممالمتحدة ثم الاتحاد الأوروبي، وانفتحت على العالم متسلّحةً بإرث ثقافى وحضارى وتاريخى عظيم، جعل منها محط أنظار شريحة واسعة من السياح الأجانب، لا سيما من دول البلطيق والمناطق المجاورة، ويساهم هذا الإرث بلا شك في دفع لاتفيا حيث إنه في عام 2007 وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادى العالمى- فقد تم تصنيفه على أنه رقم 54 من بين 139 دولة تتنافس لتكون أفضل وجهة سياحية. وخلال صفحات هذا الملف ترصد"فيتو" مظاهر الحياة بكل أشكالها في لاتفيا لتعريف القارئ المصرى والعربى بتحفة فنية غائبة عن خريطة السياحة والاستثمارات العربية.