أثار الإعلان عن تفاصيل زيارة الشيخ ياسر برهامى -نائب رئيس الدعوة السلفية- إلى أمريكا، ومعه وفد من قيادات حزب النور، يضم الدكتور أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق وعضو الهيئة العليا للحزب، والدكتور أحمد خليل عضو الهيئة العليا، والمتحدث الرسمى باسم الحزب نادر بكار، وعمرو المكى مساعد رئيس الحزب للشئون الخارجية، ردود أفعال واسعة فى الأوساط السياسية، وخاصة بين الإسلاميين. مصادر داخل حزب النور اكدت أن اللقاءات ستكون مع الجاليات المصرية والإسلامية فى أمريكا لعرض وجهة نظر السلفيين فى كل الأمور السياسية والدينية فى مصر، نافية أن يكون هناك أى لقاءات رسمية تجمع وفد النور بسياسيين أمريكان أو بإدارة البيت الأبيض، مشيرة إلى أن زيارة الولاياتالمتحدة ليست الأولى، بل تكررت من قبل بعض قيادات الدعوة السلفية فى المؤتمرات السنوية للمراكز الإسلامية والجمعيات الدعوية هناك، ومنهم الدكتور ياسر برهامى والدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور أحمد فريد، أعضاء مجلس أمناء الدعوة السلفية. فيما كشفت مصادر مطلعة أن زيارة السلفيين إلى أمريكا تعبر عن رغبة السلفيين فى عرض أنفسهم كبديل للإخوان. وأرجعت المصادر الهدف من الزيارة إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن السلفيين، استغلالا لمعارضة النور الشرسة داخل مجلس الشورى للإخوان، والتى أدخلت الحزب كنعصر فاعل فى الحسابات الأمريكية الجديدة، ينتظر أن يلعب دورا رئيسيا فى المعادلة السياسية المصرية، فى ظل دعم سعودى قوى للسلفيين فى مصر، ودخول المخابرات السعودية كطرف فاعل فى المفاوضات بين السلفيين والأمريكان لإقناع الإدارة الأمريكية بأهمية الاعتماد عليهم بديلا لجماعة «بديع»، ردا على الدعم القطرى للإخوان. المصادر أوضحت أن الخلاف القائم بين السعودية والنظام الإخوانى بدأ يتصاعد فى الآونة الأخيرة، بعد فتح العلاقات المصرية الإيرانية على عكس رغبة النظام السنى السعودى. وكشفت المصادر أن بعض الجهات المختصة فى الدعوة الإسلامية فى امريكا ، ستكون همزة الوصل بين الإدارة الأمريكية والسلفيين، وأنه سيتم عقد لقاءات بين وفد النور وبعض الناشطين الأمريكان ذوى الأصول المصرية للاستماع إلى قراءاتهم لأوضاع الجماعات والأحزاب الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية والأقباط والمرأة، بما يمثل اختبارا لتلك القيادات. وأشارت إلى أن هناك مركزين إسلاميين سلفيين فى الولاياتالمتحدة، هما «المنهال» و»التوحيد»، سيتوليان عقد اللقاءات بين المسئولين الأمريكان والدعوة السلفية فى مصر. الدكتور خالد علم الدين -القيادى البارز بحزب النور- أكد أن من حق الحزب الذى يملك ثانى أكبر قاعدة شعبية فى مصر عرض نفسه كبديل للإخوان، قائلا وبلهجة حادة: «نعم سنعرض فكرنا على الجميع، لأننا البديل الأقوى لحكم مصر». وأوضح الدكتور شعبان عبد العليم -الأمين العام لحزب النور- أن الوفد السلفى قد يلتقى بعض رجال السياسة الأمريكان، لكن ليس هناك لقاءات مرتب لها مع شخصيات عامة أو أحد المسئولين فى الإدارة الأمريكية. ومن جانبه رفض المهندس جلال مرة -أمين عام حزب النور- محاولات تشويه زيارة الحزب السلفى، قائلا: «لا نقبل أن يزايد علينا أحد بأننا نعرض أنفسنا على أمريكا أو غيرها، لأننا حزب فاعل وثانى أقوى حزب فى مصر، ولو كان هناك لقاءات مع سياسيين سيتم الإعلان عنها ولن نخفى شيئا».