هربا من زحام القاهرة وبلاويها السياسية حيث ذهبت برفقة زملائى بدرب الفشارين إلى شواطئ الاسكندرية بعد ان ارتدينا تلك السراويل النصف كم – أى البرمودا والله اعلم - ومن تحتها المايوهات البفتة, وهناك فوجئت بالزميل سحلول القاضى يخرج من الماء مهرولا إلى الشاطئ هامسا : انظروا من هناك .. إنه الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين! نظر كل منا للآخر وسأل الزميل عرفة بستلة ما الذى أتى بهذا الرجل إلى هنا فى هذا التوقيت بينما القاهرة مشتعلة بانتخابات الرئاسة! ترجل كبيرنا أبو طقه وسار ناحية بديع حتى يتأكد من هويته وعاد يؤكد لنا أنه فعلا المرشد .. بعد مشاورات حثيثة قررنا أن أقوم أنا بلقائه وإجراء حوار معه, وبالفعل ضبطت المايوه ولملمت خصلات شعرى وتوجهت ناحيته حيث كان يجلس منفردا أمام شاطئ إحدى الفيلات هناك. أبدى الرجل اندهاشه من تلك المتقدمة نحوه وصرخ فى وجهى: (إنتى رايحة فين يا ست انتى) ؟! .. قلت له: أنا سطوطة الفنجرى فشارة «فيتو» يا مولانا !! .. قال: فشارة إيه وهباب إيه .. اذهبى ولملمى نفسك يا ولية أنت وارتدى ما يستر جسدك المفشول هذا! سريعا, عدت وارتديت ما يستر مفاتنى بعد أن شعرت بالحرج وعدت له قائلة: كويس كده يامولانا أم تريد أن أقابلك بالنقاب؟! .. قال : وماذا تريدين منى يا أخت سطوطة ؟! .. قلت : حضرتك تعلم أن البلد مشتعلة ورغم ذلك أنت تستمتع هنا بالشاطئ وهذا اّخر ما كنت أتصوره!!.. قال: قبل أن نبدأ الحديث معا لا أريد أن يعرف أحد بوجودى هنا.. قلت: سرك فى بير يا مولانا .. لكن قل لى ماذا سيفعل الإخوان فى موضوع المجلس الرئاسى الذى عرضه عليكم مرشحو الرئاسة؟ قال: فلنسم الأشياء بأسمائها يا سطوطة, انهم مرشحون راسبون وبالتالى ليس لهم حق الاشتراط علينا وإجبارنا على شيء . قلت له: لكن مرشحكم ضعيف, ألم تجدوا مرشحا غير مرسي هذا ؟!.. قال: مرسي هذا اختيار أخينا خيرت الشاطر فهو الذي رشحه استبنا له وخيرت لا يخطئ أبدا!! قلت: وهل تعتقد أن مرسي سيفوز بالانتخابات ويسحق شفيق رغم كل هذه الانقسامات بين رموز الثورة ؟!.. قال: خيرت الشاطر قال إن مرسي سينجح وطالما أن خيرت قال ذلك فهو كذلك!!..قلت: إذن وما دورك أنت طالما خيرت هو الذي يقول ويعيد ؟!..قال: أنا المرشد يا سطوطة..أنا الذي ألهم خيرت بما يقوله فأنا لست سياسيا يا بنتي أنا عالم !!.. قلت: عالم في ايه يا دكتور؟!..قال: أنا واحد من أعظم مائة عالم عربي وفقا للموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات في عام 1999!!.. قلت: لو سمحت يا مولانا أنا فقط المسموح لى بالفشر وليس أنت فلا يوجد ما يسمي بالموسوعة العلمية العربية ولم نسمع عنها أبدا.. قال: الأولاد هم من قالوا لي ذلك يا سطوطة ولا يجب أن أكذبهم! قلت : وهل ستطبقون الحدود بمجرد وصولكم للرئاسة؟!..قال: لا فنحن سنطبق الشريعة ثم نطالب بحدود الله بعد أن يحصل الناس علي حقوقهم .. قلت: يقال إنكم أنتم من قطع أذن الرجل في الواقعة الشهيرة التي أعقبت الثورة وأنتم من هجرتم الأسر المسيحية من ديارهم.. قال: بل السلفيون, فنحن لا نفعل ذلك! قلت: وماذا لو قام العسكر بالانقلاب علي مرسي في حال نجاحه؟..قال: الجماعة التي حملت الراية ابتغاء مرضاة الله لن تتركها تسقط أبدا يا سطوطة!!..قلت: وماذا ستفعلون في حال نجاح الفريق أحمد شفيق؟ّ!..قال: لو وصل شفيق للحكم سوف نشعلها نارا!!..قلت: سمعنا أن الدكتور محمد مرسي اتفق مع المجلس العسكري أنه في حال نجاحه سيصدر قرارا بحل الجماعة وانفصاله عنها وهذا الاتفاق سري للغاية !!..قال: ساعتها سنحل وسط مرسي ونحل المجلس العسكري نفسه!!..قلت: يا باشا كشكشها ما تعرضهاش!!..قال: يا سطوطة تعلمي ادب الحوار مع المرشد العام الذي سيحكمك أنت ومرسي ومجلسك العسكري نفسه..يا بنتي نحن نمتلك ميليشيات مسلحة قادرة علي اسقاط الجميع ولكن لم يحن وقتها بعد!! قلت: ومتي ستعود للقاهرة كي تباشر أعمالك؟!..قال: لا أحد يعلم بوجودي هنا وأخونا خيرت الشاطر يدير الأمور ويبلغني بها أولا بأول وعندما يقول لي عد سأعود!!..قلت : ولكن لماذا لم تترشح أنت لرئاسة الجمهورية استبنا للشاطر مادمت تأتمر بأمره هكذا ؟!..قال: لأن منصب المرشد العام أفضل من منصب رئيس الجمهورية يا غبية !!..قلت: كيف هذا ؟!..قال: لأن رئيس الجمهورية يكون حقا في مكان الصدارة ولكن لن تكون له صلاحيات مطلقة بعد الثورة بل سيكون مقيدا ومراقبا بعكس سلطات المرشد العام فهي مطلقة وما يقوم به مكتب الإرشاد من بيعة توجب السمع والطاعة!!..قلت : لكن حسن البنا عليه رحمة الله لم يكن ليرضي بهذا يا مولانا!!..قال: عليه رحمة الله يا سطوطة الزمن قد اختلف يا فتاتي! قلت: لكن ما رأيك في سوزان مبارك يا مولانا ؟!..قال: هي رأس الأفعي ومدبرة كل المصائب التي تحيط بالوطن !!..قلت: ولماذا لم تطالبوا بمحاكمتها كما فعلتم مع مبارك ونجليه؟!..قال: كلام في سرك يا سطوطة هذه السيدة تمتلك من الملفات ما يطيح بأي شخص في مصر..هي دائما تهدد من يقترب منها بنشر فضائحه وأنت تعلمين أننا لسنا معصومين من الخطأ يا عزيزتي!!..قلت: هل تري أن الإعلام المصري مازال يظلم الإخوان؟!..قال: هناك في الإعلام المصري أبواق يجب بتر ألسنتها بمجرد أن نحكم البلاد!!..قلت : مثل من يا مولانا؟!..قال: مثل لميس الحديدي وخيري رمضان وإبراهيم عيسي وضيفي لهم أباهم الذي علمهم السحر عادل حمودة..قلت: وهل تري انهم يؤثرون في الشعب يا مولانا ؟!..قال: الشعب واع جدا لكل المؤامرات التي تحاك ضدنا ..لكن المشكلة في الثوار والنخبة السياسية التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب..فهم سيحتجون في حالة فوز شفيق وسيخرجون للاحتجاج أيضا في حالة فوز مرسي!! قلت: أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب يا مولانا..فلقد أرغمكم المجلس العسكري علي سرعة إنجاز اللجنة التأسيسية للدستور واضطررتم إلي الارتضاء بنسبة ال50% من عضوية اللجنة رغم أنفكمّ!!..قال: يا بنتي افهمي « ولا تهلفطي» في الحديث ..نحن نأخذ المجلس والسياسيين علي قدر عقولهم ولا أخفيك سرا يا سطوطة لقد اندس بين ال50% الأخرى أبناء لنا من الإخوان غير المعروفين للمجلس ولا حتي للداخلية لكنهم معروفون بأنهم ليبراليون ويتحدثون في الإعلام باسم الليبرالية والدولة المدنية، بل واستطعنا أن نجعل الإخوة العلمانيين يطالبون بهم ليشاركوا في صياغة الدستور ..إلا أن هذا الكلام سري يا سطوطة وليس للنشر!!..وهنا قلت له أنت فعلا تستحق ان تكون فتي أحلامي يا مولانا..أنا معجبة ...أنا ولهانة..أنا مغرمة بشخصكم الجميل..لكن يجب عليك أن تعود للقاهرة فمصر بحاجة إليك وليس للشاطر!!