أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة خلال كلمته التي ألقاها بالمنتدى العربي الثالث للنهوض باللغة العربية بجامعة الدول العربية بمناسبة احتفالها باليوم العالمي للغة العربية أن هناك بقية أمل يمكن أن يبنى عليها العمل العربي المشترك والتي يعد مشروع الحفاظ على اللغة العربية والثقافة العربية أحد أهم محاورها. كما أكد أن أعظم أساليب الدعوة تأثيرا في النفوس والقلوب والعقول هي تلك القائمة والمبنية على بيان وعظمة بلاغة وإعجاز النص القرآني وفهم مقاصده ومراميه، وأن عدم القدرة على فهم النص أحد روافد الزلل والتطرف الفكري، ذلك أن أكثر شباب وعناصر الجماعات المتطرفة إما غير قادرين على فهم النصوص وإما أنهم متعمدون تحريفها ولي أعناقها لخدمة رؤاهم الهدامة. واستشهد وزير الأوقاف بأبيات من رائعة حافظ إبراهيم "اللغة العربية تتحدث عن نفسها" نذكر منها: رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالًا وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظًا وغاية وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة أَعْظُمًا يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقًا مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي فإمّا حَياة تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي وإمّا مَماتٌ لا قيامَة بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ