أبحاث علمية لتصنيع محطات تحلية عملاقة محليا.. ومصر تنافس إسرائيل فى لف الأغشية الأسموزية أصبح لا مفر من مواجهة الحقيقة، نحن فى بداية معركة البقاء؛ إما أن نكمل ونواجه تحديات نقص المياه، أو ننتهى ونندثر، بعد أن تربص بنا أصدقاء الأمس وباتوا يهددونا بسلب حقوقنا المائية فى ذروة الحاجة. أعلنها الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، صريحة قبل شهور "نحن فى مرحلة الفقر المائى الصعب"، وزادها من الشعر بيتًا بأن السبيل للمعجزة والبقاء فى ظل متغيرات كثيرة مناخية وسياسية فى حوض النيل هو مجموعة من المشروعات تقدر بنحو 900 مليار جنيه يجب أن تنفذ خلال العشرين عامًا المقبلة. لكن أول الغيث قطرة بعد أن وضع القدر أمام مصر مشروعا بحثيا جادا عمل عليه مجموعة ضخمة من العلماء المصريين للوصول أى تكنولوجيات لتحلية المياه التى تحتكرها الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا، ونجحت مصر لأول مرة فى التوصل لطريقة لف الأغشية الأسموزية، إحدى التكنولوجيات التى تحتكرها الدول الثلاث فى صناعة محطات تحلية المياه. بالنسبة للشرق الأوسط فإن محاولات الوصول إلى أسرار صناعة الأغشية الأسموزية، وكيفية لفها لم تعمل عليها إلا إسرائيل قبل عدة سنوات، والآن أصبحت مصر منافسا بعد أن توصلت إلى أولى الخطوات بتصميم ماكينات اللف والوصول إلى طريق لف الأغشية الأسموزية التى تعتبر إحدى أهم مراحل التحلية، وفقا للدكتور حسام شوقي، رئيس مركز التميز العلمى لتحلية المياه بمركز بحوث الصحراء. الوصول إلى طريقة اللف ليس النهاية، بل بدأت مصر، من خلال هذا التجمع العلمي، والتعاون المشترك لفريق مركز بحوث الصحراء وفريق من جامعة أسيوط، بالمرحلة الثانية لاكتشاف طرق تصنيع المراحل الأخرى من محطات التحلية وصناعة الغشاء نفسه منذ بدايته وصب الطبقة المزيلة للأملاح.. وهى مراحل بدأ الفريق فى تملك المعرفة حول تصنيعها، إلى جانب بدء دراسة وتصميم مضخات الضغط العالى التى تمثل 39% من حجم محطة التحلية، حيث تعتبر محطات الأغشية الأسموزية هى الأفضل لمصر من محطات التحلية بالتكثيف، حيث تستهلك الأخيرة من 6 إلى 10 كيلو وات لإنتاج متر مكعب واحد من المياه، بينما تستهلك طريقة الأغشية 3.5 كيلو وات كهرباء، وفى حالة انتهاء المرحلة الثانية خلال السنوات المقبلة تكون مصر توصلت لمعرفة تصنيع نحو 70% من حجم وحدات محطة التحلية، هذا بخلاف توصل فريق مركز بحوث الصحراء من قبل إلى طريقة تصنيع الفلاتر المنزلية الصغيرة مقاس 2 ونصف بوصة، والتى بدأ تصنيعها محليا منذ فترة. يقول الدكتور حسام شوقى إنه لا مفر من الاتجاه لتحلية المياه، وهو ما بدأت مصر فيه منذ سنوات فقدرات التحلية الحالية تبلغ 130 ألف متر مكعب يوميا، ومخطط خلال 3 سنوات أن نحلى 500 ألف متر مكعب، وبعد 7 سنوات نأمل أن نحلى مليون متر مكعب، وهذا التوجه يظهر أن لدينا نحو 43 محطات تحلية، فمحافظة مطروح أصبح لديها فائض فى المياه بعد أن كانت تعتمد على مياه الخزانات فمحطة الرميلة وحدها تنتج 24 ألف متر مكعب فى اليوم، وستزيد ل48 ألف مكعب، وهناك محطة تجهز فى سيدى برانى. وهناك محطة "اليسر" التى ستفتتح فى الغردقة وتنتج 80 ألف متر مكعب فى اليوم وهناك 3 محطات يتم تشييدها فى جبل الجلالة بطاقة 150 ألف متر ومحطة فى جنوب العلمين تنتج 150 ألفا، وهناك إمكانية لزيادة إنتاجها إلى 450 ألف متر مكعب ومحطة فى شرق القطارة بطاقة 150 ألف متر، ومحطة جديدة فى العاصمة الإدارية بقدرات كبيرة، غير أن القطاع الخاص بدأ يعمل فى هذا المجال إلى جانب الأفراد الذين يعتمدون على محطات التحلية الصغيرة. وأضاف شوقى أن المشروع أسس كنواة لتحلية المياه فى مصر والعمل عليها خلال السنوات المقبلة بجدية للوصول إلى نتائج تضمن تصنيع مصر لأساسيات محطات المياه والمنافسة بها عالميا. وفى الوقت الحالى نلقى دعما من وزارة الإنتاج الحربى للوصول فى يوم من الأيام لتصنيع الأغشية الأسموزية ولفها فى مصر فمرحلة اللف ليست سهلة كما يخيل للبعض بل تعتمد على علم وأسرار صناعة تحتكرها الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا التى دخلت السوق قريبا، وفى الوقت الحالى تحاول الهند والصين الوصول لنتائج متقدمة حول تصنيع محطات المياه؛ نظرا للتكتم الشديد من الدول الثلاث المحتكرة على أسرار الصناعة منذ نحو 60 عامًا.