فى الوقت الذى انشغل فيه ملايين المصريين بأول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير.. انشغل «محمود» بالتفكير فى طريقة للتخلص من العار الذى لحق به بسبب سوء سلوك والدته، وبعد تفكير طويل قرر أن يقتل عشيقها فى أول أيام التصويت، مستغلا انشغال كافة أجهزة الشرطة بتأمين اللجان الانتخابية، وبالفعل نفذ جريمته واستعان بصديق له فى التخلص من الجثة.. ترى ما هى حكاية محمود، وكيف اكتشف سوء سلوك والدته، وما هى خطته لتنفيذ الجريمة؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها محقق «فيتو» فى السطور التالية: كانت البداية عندما علم المحقق بوقوع جريمة قتل فى منطقة الصف بالجيزة.. حمل أوراقه وأدواته وانطلق الى مكان الحادث، وهناك التقى بعدد من شهود العيان.. سألهم عما حدث فقالوا: « الحكاية بدأت منذ شهور طويلة، وقتها ربطت علاقة غير شرعية بين سيدة فى الأربعينيات من عمرها، وصياد شاب.. واعتاد الأخير التردد على منزلها لممارسة الحب المحرم، ومع الوقت لاحظنا جميعا هذه العلاقة غير المشروعة، وبدأ الناس يتحدثون عنها.. وكان من الطبيعى أن يعلم بالأمر، وظننا جميعا انه سيقتل أمه التى وضعت رأسه فى التراب، ولكنه فاجأ الجميع بقتل العشيق». ترك المحقق مدينة الصف وتوجه الى مركز الشرطة، وتقابل مع المقدم احمد عبدالرءوف رئيس مباحث الصف، وسأله عن ملابسات الجريمة، فأوضح أنه تلقى بلاغا بالعثور على جثة رجل فى احد المصارف، فانتقل الى مكان الجثة وتبين من خلال معاينتها أنها لرجل فى العقد الرابع من عمره يرتدى كامل ملابسه، وحول رقبته حبل ما يؤكد أنه قتل شنقا.. واوضح الضابط: «حضر أهالى المجنى عليه وتعرفوا على الجثة، ومن خلال خطة بحث محكمة توصلنا الى أنه كان على علاقة غير شرعية بأرملة فى الاربعينيات من عمرها، وان نجلها العاطل اكتشف هذه العلاقة فقتله.. وبناء على إذن من النيابة ألقينا القبض عليه، واعترف بتفاصيل جريمته». وداخل قسم شرطة الصف أيضا التقى محقق «فيتو» بالمتهم ويدعى «محمود» (18 سنة).. سأله عن تفاصيل الحادث.. بثبات واضح أجاب: « ذات يوم جلست على أحد المقاهى القريبة من منزلى، وفوجئت بأحد أصدقائى يهمس فى أذنى مؤكدا ان أمى تربطها علاقة آثمة مع صياد.. لم أصدق ما سمعته وتشاجرت مع صديقى وتركته وانصرفت.. بعد عدة أيام سمعت نفس الكلام من آخرين.. بدات أراقب والدتى الى ان شاهدت عشيقها يدخل المنزل بعد خروجى منه.. أيقنت انها بالفعل سيئة السلوك».. طأطأ المتهم رأسه إلى الأرض وأضاف: «وقعت فى حيرة من أمرى.. فالطبيعى ان اقتل امى لأنها هى التى جلبت لى العار، ولكنها أمى ولن يطاوعنى قلبى لقتلها.. بعد تفكير طويل قررت أن أقتل عشيقها لأنه هو الذى غرر بها ووضع رأسى فى التراب.. بعد تفكير طويل قررت ان ارتكب جريمتى فى اليوم الاول للانتخابات الرئاسية، لان جميع اجهزة الشرطة ستكون مشغولة فى تأمين اللجان، وبالفعل خرجت من المنزل كالعادة ولكننى انتظرت بالقرب منه.. بعد فترة حضر الصياد ودخل إلى امى.. اسرعت خلفه وأغلقت الباب من الداخل، وانهلت عليه ضربا وركلا بكل قسوة وعنف، وأثناء عراكى معه سقطت عمامته على الأرض، فأمسكتها ولففتها حول عنقه وخنقته بها.. اما أمى فقد هربت من المنزل خوفا من بطشى». عاد المحقق يسأل: «وكيف تخلصت من الجثة؟.. قال المتهم: « فى مساء نفس اليوم ومع استمرار انشغال الجميع بالانتخابات، اتصلت بصديق لى وطلبت منه مساعدتى فى التخلص من الجثة، وحملناها تحت جنح الظلام، وألقينا بها فى مصرف بالصف، بعد أن ربطناها بحجر لضمان عدم طفوها على سطح الماء، وهربت بعيدا عن المنطقة الى ان القى القبض علىَ».. محمود أكد عدم ندمه على الجريمة مشيرا إلى أنه مرتاح الضمير، وكان يتمنى ان يقتل والدته هى الأخرى ولكن قلبه لم يطاوعه.