- وزير الداخلية طلب من رئيس مصلحة السجون تسهيل إجراءات الزيارة - اللقاء استغرق 20 دقيقة بحضور اللواء خالد ثروت.. ورئيس أمن الدولة المنحل لزائره: أمتلك نسخة إلكترونية من الملفات التى أحرقت .. ولدى أدلة على الجناة مثلما صدق انفراد «فيتو» فى أول عدد لها منذ أكثر من 15 شهرا ، حول تفاصيل زيارة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر للرئيس السابق حسنى مبارك فى المركز الطبى العالمى ، وهى الزيارة التى اقترب اتفاقها من التحقق ،بعد إخلاء سبيل المخلوع فى أكثر من قضية، «فيتو» تزيح الستار عن تفاصيل زيارة القيادى الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى السرية لرئيس جهاز أمن الدولة السابق حسن عبد الرحمن فى محبسه بسجن طرة فى منتصف الأسبوع المنقضى. البداية كانت بحسب المعلومات عندما انتاب قيادات جماعة الاخوان المسلمين ومكتب إرشادها حالة من الذعر والقلق ، وذلك عقب تلقيهم منذ أيام قليلة رسائل من أبناء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز امن الدولة المنحل ، مفادها ان اللواء «عبد الرحمن» يمتلك نسخة إلكترونية من مستندات الجهاز ، وصورة طبق الأصل من المستندات التى فرمت، ومنها ما يؤكد تدخل جماعة الإخوان وشبابها مع أجهزة سيادية فى عملية الفرم والإتلاف التى حدثت أثناء أحداث ثورة 25 يناير . وفور تلقى مكتب الإرشاد تلك الرسائل استدعى الدكتور محمد بديع أعضاء المكتب كاملا ، ومعهم الدكتور محمد البلتاجى لاجتماع عاجل ، تم خلاله مناقشة موضوع حسن عبد الرحمن ، ومدى صحة مضمون تلك الرسائل ، وهل هناك بالفعل صورة إلكترونية من مستندات أمن الدولة ام لا؟ وبدأ نقاش مكتب الإرشاد على طاولة حوارية ، قادها المهندس خيرت الشاطر ، نائب المرشد ، وعرض الأعضاء آراءهم حول موضوع «حسن عبد الرحمن» الجديد الذى قلب جميع خطط الجماعة رأسا على عقب . وتحدث الشاطر مع البلتاجى ، وطلب منه التأكد من مصداقية الرسائل التى وجهها رئيس جهاز امن الدولة السابق ، ومن هذا المنطلق عرض البلتاجى على نائب المرشد فكرة زيارة سجن طرة لمقابلة حسن عبد الرحمن ، والتأكد أولا من صدق المعلومات التى وردت وما هى طلباته. وهنا عرض الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين فكرة الاستعانة باللواء خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطنى خلال زيارة البلتاجى لحسن عبد الرحمن بسجن مزرعة طرة. وبمجرد انتهاء اجتماع مكتب الإرشاد بالمقطم ، توجه البلتاجى الى ميدان لاظوغلى حيث مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وبدأ فى وضع خطة لزيارة رئيس جهاز امن الدولة السابق ، وكيف سيبدأ معه النقاش ؟ وقبل ذلك كيف سيدخل الى سجن مزرعة طرة دون علم احد ؟ .. لم يستغرق البلتاجى وقتا كثيرا ليأخذ بنصيحة "مرشده " ، فأرسل خطابا الى خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطنى طلب فيه لقاء سريع . وفور تلقى رئيس جهاز الأمن الوطنى الخطاب ، التقى الثنائى فى مكتب وزير الداخلية بمقر الوزارة ، وعرض البلتاجى على ثروت أمر رسائل حسن عبد الرحمن ، وما انتهى اليه اجتماع مكتب الإرشاد , وكان رد رئيس جهاز الأمن الوطنى سريعا "مفيش مشاكل نروح لحسن عبد الرحمن ونشوف عايز إيه بالظبط " .. ووفقا لما ورد من معلومات فى ذلك الاتجاه ، فإن ثروت طلب مساعدة وزير الداخلية محمد ابراهيم فى تنسيق الزيارة بحيث تكون سرية ولايعرف احد اى شىء عنها. وتشير المعلومات الى ان البلتاجى طلب من ثروت اخذ رأى "المرشد"حول الاستعانة بوزير الداخلية ، قبل أن يوافق "بديع" بالفعل على مساعدة الوزير فى تنسيق الزيارة . وبعد موافقة المرشد التقى البلتاجى وثروت باللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ، وطلبا منه أن يهاتف رئيس مصلحة السجون لترتيب زيارة سرية مع حسن عبد الرحمن ، على ان تكون تلك الزيارة مفاجئة لرئيس جهاز امن الدولة السابق. المعلومات أفادت ان محمد ابراهيم اتصل بالفعل برئيس مصلحة السجون وطلب منه تنسيق زيارة سرية مفاجئة لحسن عبد الرحمن ، وان رئيس المصلحة حاول ان يعرف هوية الزائرين من وزير الداخلية والغرض من الزيارة ، لكن رد الوزير كان حاسما " نفذ الأوامر وهتعرف كل حاجة فى وقتها". وقبيل الزيارة ببضع دقائق ، عاود وزير الداخلية الاتصال برئيس مصلحة السجون ، وأخبره ان الزائرين الدكتور محمد البلتاجى وخالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطنى ، ونزلت تلك الكلمات على رئيس المصلحة كالصاعقة قبل أن يرضخ لاوامر محمد ابراهيم . وفى تمام الساعة الواحدة وخمس وعشرين دقيقة ظهرا ، من يوم الاثنين ، الموافق 15 ابريل الجارى ، وصل الثنائى "البلتاجى وثروت" الى سجن مزرعة طرة ، والتقيا بحسن عبد الرحمن ، وجرى النقاش حول مصداقية تلك الرسائل التى أرسلت الى مكتب الإرشاد بشأن وجود نسخ الكترونية من مستندات امن الدولة .. وقال عبد الرحمن للثنائى " فعلا هناك ملفات الكترونية متحفظين عليها ولا يمكن لأحد العثور عليها ، وستعرض للرأى العام لتفضح الجميع" - وبحسب ما ورد من معلومات - فان عبد الرحمن أكد انه يعلم هوية الذين احرقوا ملفات امن الدولة ، وأن هناك أدلة على ذلك .. استجمع البلتاجى قواه على اثر الصدمة ، محاولا أن يقتنص معلومات من رئيس جهاز امن الدولة ، إلا أن "عبد الرحمن" أغلق فمه ملتزما الصمت تماما دون أن يتلفظ بكلمات اضافية . لكن خالد ثروت كان له توجه آخر مع رئيس جهاز امن الدولة المنحل ، فقال "يا حسن بيه انت عايز ايه بالظبط واحنا معاك" .. إلا أن عبد الرحمن استمر فى صمته كأنه لم يسمع شيئأ حتى رحل خالد ثروت ومحمد البلتاجى . وتؤكد المعلومات ان الثنائى خرجا من غرفة عبد الرحمن بعد حوار استمر 20 دقيقة فقط . مصادر "فيتو" داخل جماعة الإخوان المسلمين أكدت أن مكتب الإرشاد خاصة الدكتور محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر يعيشا حالة من التفكير والقلق ، بعد ما قدم البلتاجى تقريرا بما حدث بينه وبين حسن عبد الرحمن . وقالت المصادر ان الشاطر كلف البلتاجى برعاية ملف عبد الرحمن شخصيا ، وتقديم تقرير يومى عن عبد الرحمن فى محبسه ، مع مراقبة كل من يمت لرئيس جهاز امن الدولة السابق بصلة .