الحياة الزوجية مليئة بالتفاصيل والأسرار .. ودائما نجد المرأة متهمة بأنها تبيح بأسرارها لصديقاتها، أو أمها، أو أخواتها .. فالمرأة بطبعها ثرثارة، ومن المعروف أيضا أن الرجل لا يبوح بأسراره العائلية لأحد.. فهل الاتهامات الموجهة للمرأة صحيحة؟.. وهل الرجل بالفعل لا يبوح بأسرار علاقته مع زوجته؟.. اقتحمنا الأبواب المغلقة .. وعلمنا الحقيقة من أصحابها.. تعترف يسرا – متزوجة منذ خمس سنوات وتعمل مدرسة: بالفعل المرأة تحتاج لمن تفضفض معه من آن لآخر، سواء لطلب النصيحة أو لمجرد البوح والفضفضة والمشاركة، لكن بالطبع هناك خطوط حمراء لا يجب أن تتعداها المرأة في فضفضتها حتى مع أقرب الناس إليها، لأن الحياة الزوجية تظل في النهاية لها خصوصيتها، ودائما لا أئتمن أحدًا على أسراري إلا أختى الكبيرة، فهي إنسانة عاقلة، ومتفتحة، ودائما استشيرها في مشاكلي. أما لبنى – متزوجة منذ سبع سنوات وتعمل محاسبة تقول: إذا كانت المرأة تميل إلى الثرثرة، فالرجل أيضا كثير الثرثرة مع أصدقائه الرجال، ولكن مسألة إخراج الأسرار الزوجية، فهذا يعود إلى شخصية الشريك نفسه، فهناك نساء تميل للفضفضة، وكذلك هناك رجال يفعلون ذلك، والأمر ليس قاصرا على المرأة وحدها، فهناك رجال يحكون لأصدقائهم أدق التفاصيل التي تحدث بين زوجاتهم. ويختلف مع الرأي السابق حسن، متزوج منذ خمس سنوات ويعمل موظفًا قائلا: من الصعب أن يحكي الرجل عن زوجته مع أصدقائه الرجال، فهذا في عالم الرجال لا يجوز، وهذا يعني وكأنه يفضح زوجته أو يعريها أمام أصدقائه، فالرجل الشرقي تربى على أن بيته له حرمة ومن أكبر الكبائر أن يخرج أسرار بيته للآخرين مهما كانت درجة قرابتهم. ويؤكد صالح – متزوج منذ عشر سنوات ويعمل مهندسًا: من الصعب أن يخرج الرجل أسرار زواجه وبيته لأصدقائه أو لأي شخص .. لكن هناك بعض الأمور التي قد يفضفض بها من باب طلب المشورة كالمشاكل الاجتماعية، والمشاجرات التقليدية، ودائما لا يحكي الرجل إلا لصديق موثوق فيه، أو أحد إخوته أو أقاربه، لكن الأمر يختلف قليلا بالنسبة للمرأة، فهي لا تستطيع أن تكتم أسرارها بداخلها، ودائما تبحث عمن تفضفض معه. وتقول سارة – متزوجة منذ سنتين وربة منزل: المرأة بطبعها عاطفية وتشعر بضعفها، لذلك تحتاج دائما لمن يشاركها أحزانها، وأسرارها .. لكنها في نفس الوقت لا تحكي أسرارها لأي شخص دون تمييز، فهي دائما تحكي لمن تتوسم فيهم العقل الراجح، والقادر على كتم الأسرار، فهي ليست كما يتهمها الرجال ثرثارة، فارغة العقل.
