«فلسطين دائماً فى القلب والعين.. سنظل الأولى بالشعب الشقيق.. لن نسمح لأحد بالمزايدة على دورنا فى مساندة القضية.. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود» ، هكذا ظل يردد قادة جماعة الإخوان المسلمين، طوال السنوات الماضية، مؤكدين أن قضيتهم الأولى هى نصرة الشعب الفلسطينى الشقيق، وتحرير المسجد الأقصى.. هؤلاء هم الإخوان قبل الوصول للسلطة فى 30 يونيو الماضي، بعدها تبدلت الأحوال، وتغيرت استراتيجية الجماعة وأولوياتها، لتتحول فلسطين بسبب كرسى الرئاسة، إلى قضية هامشية، تدخل ضمن لعبة السياسة والمصالح. قبل ثلاثة أعوام من الآن، منع الرئيس السابق حسنى مبارك سفينة المساعدات التركية المعروفة ب«مرمرة1»، من الوصول إلى غزة، عبر معبر رفح، لفك الحصار عن القطاع، معللاً الأمر بالكلمة الشهيرة «دواع أمنية»، وحينها هاجم الإخوان مبارك بكل قوة، وخرجوا فى تظاهرات حاشدة للتنديد بموقف النظام وتواطؤه مع اليهود، واليوم، وفى عام 2013، فعل «مرسي» نفس الموقف، ومنع سفينة مساعدات انطلقت فى 18 مارس الماضي، من بريطانيا، وتحمل اسم «مرمرة 2»، فى طريقها إلى قطاع غزة، للتضامن وفك الحصار، معللاً رفضه لنفس السبب الذى هاجمت جماعته مبارك، من أجله، وهو «دواع أمنية». 28 يوماً كاملةً مرت على السفينة المتواجدة حالياً بمعبر مساعد، تنتظر موافقة السلطات المصرية.. 28 يومًا صمت خلالها النظام بقيادة الرئيس مرسي، وفضحت حقيقة دعم الإخوان للقضية الفلسطينية، ومساندتهم لها. قافلة الإغاثة «مرمرة 2»، ضمت مساعدات إنسانية لقطاع غزة، عبارة عن 10سيارات إسعاف وسيارات دفع رباعى وشاحنات تحمل حليب أطفال وأجهزة حواسب آلية وكراسى متحركة للمعاقين و«حفاضات» أطفال وأدوية ولوازم طبية، انطلقت فى 15 مارس الماضى من بريطانيا، وانتقلت منها إلى فرنسا ثم إسبانيا فالمغرب، وانتظرت خمسة أيّام قبل دخولها الجزائر وتونس، ثم علقت فى معبر مساعد على الحدود التونسية الليبية لمدة 4 أيام. من جانبها، رفضت السلطات المصرية معبر السلوم، دخول القافلة لأسباب أمنية، الأمر الذى أدى إلى عودتها إلى منفذ مساعد الليبى مرة أخرى، انتظارًا للسماح لها بالمرور عبر الأراضى المصرية، وصولًا إلى غزة. وفى نفس السياق، أعرب طاقم القافلة الذى يضم 16 إنجليزيًا من أصول فلسطينية و7 أتراك وتونسى وأمريكى واحد، عن استيائهم إزاء رفض السلطات المصرية السماح لهم المرور عبر أراضيها، خاصةً مع علمهم بموقف المصريين، وتحديداً الإخوان، الداعم للقضية الفسطينية. فيما أكدت هاجر المطيرى، صحفية تونسية بوكالة الأناضول التركية للأنباء، وإحدى الناشطات المشاركات بقافلة الإغاثة، على استمرار جهود الجمعيات الأهلية فى مصر وتونس وليبيا، للتواصل مع الحكومة المصرية، لإقناعها بمرور القافلة براً.