8 أشهر مرت على الحادث الأليم، الذى راح ضحيته 16 مجنداً من أبناء مصر، بعدما اغتالتهم يد الغدر على الحدود فى رفح أثناء تناولهم وجبة الإفطار فى شهر رمضان الماضى، ورغم تلك الأشهر إلا أن نتائج التحقيقات لم تبصر النور حتى الآن، الأمر الذى يصيب أهالى هؤلاء الشهداء بالحزن الشديد، فقد فقدوا أبنائهم، ولم تنطفئ نيران قلوبهم بإعلان أسماء الجناة أو الجهات التى اغتالتهم مع سبق الإصرار والترصد. «فيتو» زارت عدداً من أسر هؤلاء الشهداء فى الدقهلية والشرقية وقنا .. وترصد هنا آلامهم بالكلمة والصورة أسرة محمد عبدالغفار: « فرح أخته انقلب لمأتم».. ونبحث عن مسئول يأتى بحقوق الشهداء من بين شهداء رفح هناك 4 من أبناء محافظة الدقهلية وهم وليد ممدوح زكريا قنديل، من قرية بساط كريم الدين التابعة لمركز شربين، والشهيد حامد عبد العاطى عبد العزيز حامد، 22 سنة، والذى حصل على معهد سياحة وفنادق من نبروة، وباسم محمد محمود، من دكرنس، أما الرابع فهو محمد إبراهيم إبراهيم عبد الغفار، من قرية الستايتة بمركز المنزلة. وبعد تلك الفترة الطويلة والتى لم يتمكن اهالى هؤلاء الشهداء من الحصول على حقوقهم انتقلت «فيتو» الى قرية الستايتة مركز المنزلة والتى تبعد عن المدينة بحوالى 15 كيلو، وقبل وصولنا للقرية كانت صور الشهيد محمد عبد الغفار تملأ جدران المنازل بالقرية والتى اصبح يعرفها اهلها بقرية «الشهيد»، مفتخرين به شهيدًا. وبالقرب من منزله جلس والده بجوار سبيل للمياه كتب عليه «الشهيد محمد عبد الغفار.. شهيد الغدر برفح»، حزينًا ينظر الى صورة نجله تارة ويبكى تارة اخرى، وعلى منزله علق لافتة كبيرة مكتوبًا عليها منزل الشهيد، وداخل منزله ملأت صوره التى تكاد تنطق «اريد القصاص»، كما علقت لافتة مكتوبا عليها «غدروبى.. وانا صائم وبصلى وفطارى جنبى وقرآنى فى ايدى». قال الحاج ابراهيم ابراهيم عبد الغفار، والد الشهيد محمد، ل«فيتو»: إن الرئيس محمد مرسى دائمًا يغلق ملف القضية، وهو ما يثبت تورطه فيها وأن له مصلحة كبيرة فى اغلاقها، متهمًا حركة حماس بقتل الجنود المصريين على الحدود. وتساءل: «ما هى أسباب سحب قوات التأمين قبل الواقعة بعدة أيام.. واختفاء القيادات من التواجد بالكتيبة؟» وطالب والد الشهيد بفتح تحقيق فى القضية وإعلان المتهمين ومحاسبتهم، مؤكدًا أنه لم يتقدم بأى شكاوى للمسئولين لأنه لا يعرف طريق الشكوى وسط تجاهل المسئولين لهم، على الرغم من انهم وعدوا بمعاش ووظيفة لشقيق الشهيد محمد، ولكنهم لم يفوا بوعدهم، حسب قوله. وقالت ناصرة والدة الشهيد محمد: «ابنى كان الأوسط بين ولدين و3 بنات وكان خريج دبلوم صنايع وكان باقى له 6 اشهر وينهى خدمته العسكرية، ودائمًا كان يحلم ان ينهى الخدمة ليخطب ويتزوج، وقبل الحادث بشهر كان هناك وحدة انضربت، وعندما القوا القبض على عدد من المتهمين، قالوا: إن الدور المرة المقبلة على وحدة محمد». وأضافت: «وقتها شددت وزارة الدفاع الحراسة على تلك الوحدة لمدة شهر، ولكن قبل الحادث بعدة ايام سحبت هذا التواجد المكثف لها، وعندما حكى لى نجلى قلت له إن الوحدة تيقنت ان الأوضاع اصبحت فى امان لذلك سحبت القوات». وتابعت وفى عينها الدموع: «كانت أخر اجازة له قبل وفاته بأسبوع عندما جاء ليجهز لفرح شقيقته على العيد قبل وفاته ب10 ايام، وسافر ليطلب اجازة على فرحها وبالفعل أخذ اجازة 4 ايام، ولم ينزل ابنى للفرح ولم يكن عندنا فرح ولكن بقى عندنا ميتم بعد مقتله وسنظل فى هذا الميتم لأخر العمر، فنحن علمنا بخبر ضرب الكتيبة واتصلنا عليه كان لا يرد على الهاتف واتصلنا على الكتيبة انكرت لنا خبر الوفاة، حتى اليوم التالى اتصلت بنا الوحدة لنستلم جثمان محمد». وطالبت والدة الشهيد بمحاسبة من قاموا بتلك الجريمة ومعاقبتهم، قائلة: «لابد أن يتخذ اى موقف ضد المجرمين لاننا لا نعرف من هم ولا فيه مسئولين ولا حد راضى يقابلنا، المفروض كنا نلاقى حساب اللى قتلوهم دمهم سايل على التليفزيون زى ما دم ولادنا سال امامنا على التليفزيون». واستطردت: «كل ما يثور فى خاطرى لماذا كلما قام السيسى بمحاولة فتح ملف الشهداء يقوم محمد مرسى بإغلاقه مرة اخرى؟ «فدم اولادنا فى رقبتك يا مرسى وسنظل نقول حسبى الله ونعم الوكيل». ودخلت فيتو الى غرفة الشهيد محمد عبد الغفار لتجدها كما تركها أخر زيارة له تحتوى على ملابسه التى كان يرتديها أخر مرة سافر بها ولم يعد بعدها، وقالت والدته وهى تنظر الى الغرفة: «لم أدخلها بعد وفاته منعت اخواته ان يدخلوها، فهو كان يحلم فيها ان يصبح عريسًا، ويمتلك شقة يتزوج بها ولكن مات قبل يحقق حلمه».