مصدر مطلع داخل جماعة الإخوان المسلمين كشف ل"فيتو" العديد من الكواليس داخل أروقة الإخوان، مؤكدًا أن أهم مشكلة تواجه الجماعة هى تمرد قطاع كبير من شباب الإخوان اعتراضًا على سياسات قيادات مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت والدكتور محمود غزلان، نواب المرشد العام للجماعة. وأكد المصدر أن حُمى التمرد داخل الجماعة لم تقتصر على الشباب فقط، بل طالت قيادات كبيرة فى الإخوان، لكنها خارج مكتب الإرشاد مثل الداعية الاسلامى وجدى غنيم الذى يستحوذ على ثقة ومحبة قطاع عريض داخل الجماعة، فقد قام غنيم بتوجيه نقد لاذع فى الفترة الأخيرة للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية وللجماعة، واتهمه بأنه سيسهم فى نشر التشيع فى مصر إلى جانب العديد من الاتهامات الأخرى. المصدر أضاف أن تصريحات غنيم ضد مرسى أحدثت شقًا فى الصف الإخوانى، وبدأ شباب الإخوان يتساءلون خلال جلساتهم مع قيادات الشعب والأسر: هل وجدى غنيم الذى تربينا على نصائحه وأحاديثه عندما يهاجم الرئيس مرسى يكون على خطأ أم صواب؟ ووصل هذا الأمر إلى مكتب الإرشاد، فانزعجت القيادات بشدة، وبحسب المصدر قام أحد قيادات الجماعة الذى تربطه علاقة جيدة بغنيم بالسفر إليه لإقناعه بالعدول عن هجومه على الرئيس فى هذه الفترة، وبالفعل اقتنع غنيم، وبدأ يساند الرئيس مرسى مرة أخرى، لكنه أبلغ القيادى الإخوانى اعتراضه على السماح للسياح الإيرانيين لدخول مصر، وقال إن السياحة الإيرانية هى الباب الخلفى لدخول التشيع إلى مصر. الأزمة الثانية التى تهدد عرش الجماعة من الداخل هى المرشد السابق للجماعة محمد مهدى عاكف، وأكد المصدر أنه لا يعبأ نهائيًا بقرارات مكتب الإرشاد التى طالبته أكثر من مرة بعدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الاعلام أو شن هجوم على اى من مؤسسات الدولة فى هذه الفترة لكى لايتم استخدامها ضد الجماعة والرئيس، إلا أنه مُصر على موقفة الرافض ان يتم تطبيق مبدأ السمع والطاعة عليه. وكشف المصدر أن هناك خلافات شديدة حدثت داخل مكتب الإرشاد، خصوصا بعد أن حاول الدكتور جمعة أمين - نائب المرشد- فرض وصاية الجماعة على "عاكف"، إلا أن الأخير احتد عليه وطالبه بالخروج من مكتبه، وقال له: "متنساش يادكتور أنى أنا كنت مرشد الجماعة، وفيه بيعة لى بالسمع والطاعة لا تزول أبدًا". وفى مفاجأة من العيار الثقيل كشف المصدر أن مكتب الإرشاد من الممكن أن يضطر للصدام مع عاكف فى الفترة المقبلة، وخصوصا أن الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة يخشى الدخول فى صدام مع عاكف لأنه يعلم تمامًا أنه شخصية قوية وصدامية، لذلك يحاول إبعاد نفسه عن الصدام معه. ومن أسباب الخلاف بين عاكف وقيادات الإرشاد أنه مازال على علاقة بعدد كبير من خوارج الجماعة، وخصوصا المحامى مختار نوح - القيادى الإخوانى السابق - إذ تجمعهما علاقة قوية ووطيدة، وطالبته الجماعة أكثر من مرة بقطع علاقته به، لكنه رفض لدرجة انه تم اتهام عاكف اكثر من مرة انه هو مصدر المعلومات التى يقولها نوح فى وسائل الإعلام المختلفة، والتى تخص أدق أسرار الجماعة. وفى مفاجأة أخرى - كشفها المصدر - أنه حدث خلاف كبير داخل مكتب الإرشاد حول إسناد منصب مدير جمعية الإخوان المسلمين التى تم إشهارها برقم 644 لكى لا يتم صدور حكم عن محكمة القضاء الإدارى بحل الجماعة، وكان من أشد المعارضين لتولى عاكف هذا المنصب المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة. وترددت أنباء عن أنه تم تهديد عاكف بغلق مكتبه الخاص داخل مقر المركز العام للإخوان المسلمين اذا لم يلتزم بقرارات مكتب الإرشاد ويكف عن تصريحاته لوسائل الإعلام، وطالبوه بتكليف المتحدثين الإعلاميين للجماعة بإبلاغ ما يريده للإعلام، وأكد المصدر ان الشاطر يصفى حساباته مع عاكف لأنه كان من اشد المعارضين لترشحه فى الانتخابات الرئاسية. الأزمة الاخطر التى تهدد الجماعة هى "حريم الإخوان"، وقال المصدر إن ما يحدث داخل الجماعة الآن هو جزء من المسلسل التركى "حريم السلطان"، فكما كان يحدث من مؤامرات داخل قصر السلطان العثمانى"سليمان" يحدث أيضًا داخل جماعة الإخوان المسلمين. فمن المعروف أن سيدة الإخوان الأولى ليست زوجة المرشد العام للجماعة، ولكنها السيدة عزة أحمد محمد توفيق" زوجة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد والملقبة ب"أم المؤمنين"، ولا يستطيع أحد أن يرد لها كلمة، ولكن الأمر تغير بعد وصول الدكتور محمد مرسى الى كرسى الرئاسة، وأصبحت زوجته السيدة "نجلاء" هى سيدة مصر الأولى، وبدأت الغيرة تتسرب الى القلوب، وبدأت زوجة مرسى تتعامل على أنها زوجة الرئيس، ولابد أن تكون الكلمة لها وأن يسمعها الجميع، وهذا ما لم ترض عنه زوجة الشاطر. كذلك تراجع دور زوجة الدكتور عصام العريان -نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، زعيم الأغلبية فى مجلس الشورى- بعد أن تراجع دور زوجها داخل الجماعة، وبدأ يظهر دور زوجة عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية وأم المهندس جهاد الحداد المتحدث الإعلامى للجماعة. المصدر أكد أن هذا الأمر خطير جدا، ومن الممكن أن ينعكس بالسلب على الجماعة، إذ تقوم كل زوجة بنقل ما يدور بالحرف الواحد الى زوجها، مما تسبب ذلك فى إحداث حالة من الفتور فى علاقات القيادات.