شهدت مولد عميد التكفيريين عام 1906 في المنيا عرفت منطقة «أبوهلال» ب«معقل الدم والدين»، ولا تزال هناك الصور المؤيدة للرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي، إلى جانب انتشار العناصر المتطرفة التي تعمل ليل نهار على نشر فكرها الإرهابى الذي يناصب الدولة العداء. "أبوهلال" استوحش في الثمانينيات والتسعينيات فيها «الفقر والجوع والعوز»، ليصبح المثلث هذا أرضا خصبة للجماعات الإسلامية والإخوان لتحكم قبضتها على تلك المنطقة، ويبلغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة، واستطاعت الجماعات تلك السيطرة عليهم من خلال فشل الأجهزة التنفيذية في تقديم الخدمات الأساسية المطلوبة لأهالي المنطقة فقد قامت تلك الجماعات الإسلامية بإنشاء مسجد "الحق والرحمن"، يجاوره مسجد "عمر بن الخطاب"، وقدمت ما فشلت فيه الأجهزة التنفيذية من خدمات طبية، حيث أسست مركزا طبيا مكونا من ثلاثة طوابق لخدمة أهالي المنطقة بالمجان، إلى جانب إنشاء مراكز دروس تقوية ودروس قرآنية. ووصل الأمر في "أبو هلال" إلى تطبيق بعض أحكام الشريعة، وتحديدا "الجلد وقطع الأيدى للسارق" داخل ساحة المسجد وأطلق عليها "المحكمة الشرعية"، كان الحاكم بأمره في ذلك الوقت أمير الجماعة الإسلامية "على عبد الفتاح"، الذي قاد فرقة "الشواكيش"، التي تخصصت في إقامة الحد وتطبيق الشريعة على أهالي المنطقة. ومن المنيا خرج "عاصم عبد الماجد" و"عصام عبد الفتاح" و"عصام دربالة" و"صفوت عبد الغنى" و"علاء صابر"، وهم قيادات تابعة للجماعة الإسلامية والإخوان وذاع صيتهم في فترة الثمانينيات والتسعينيات ومازالت منازلهم وأسرهم موجودة حتى الآن في تلك المنطقة، توغلوا في ربوع القرى والعزب والنجوع والقرى لنشر أفكارهم وتجنيد الشباب كما كانت تلك المنطقة هي الملاذ الآمن ل"عاصم عبد الماجد"، لينطلق منها على قرى المحافظة بمختلف مراكزها التسع لينشر فكر الجماعة في قرى المحافظة، مستغلا فقر القرى واحتياجاتها للخدمات والمرافق والأموال. وبدأ "عبد الماجد" ابن قرية "دير عطية" بالمنيا والذي ولد في عام 1958، في تكوين جيش من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و19 عامًا، واستغل القرى الصحراوية البعيدة عن رقابة الأجهزة الحكومية، وقام بتدريبهم على حمل السلاح وإطلاق الأعيرة النارية صوب الأهداف الأمنية، وتقسيمهم إلى مجموعات. ركز "عاصم عبد الماجد"، ومن معه في تحويل بعض القرى إلى "إمارات إرهابية"، مخالفًا قواعد الجماعة التي كانت تهدف إلى السيطرة على محافظة بأكملها وتحويلها إلى "إمارة لهم".. فقد غير "عبد الماجد" فكرته وفكر الجماعة بعدما فشل في تحويل محافظة أسيوط عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومهاجمة مديرية أمن أسيوط وبعض النقاط الأمنية داخل المحافظة، فتأكد له أن فكرة تحويل محافظة إلى إمارة تابعة للجماعة لن يكتب لها النجاح. كما تعاون "عبد الماجد" مع "شوقى الشيخ"، أحد أبرز قيادات الجماعة وقتها، وحاول الاثنان تحويل قرية "الكحك" لإمارة إرهابية، لكنهما فشلا في تحقيق الأمر، كما فشلا في تحويل قرية "كوم الصعايدة" في بنى سويف، وفى ظل الأحداث التي شهدتها مصر وحالة الانفلات الأمني بعد ثورة 25 يناير 2011، حاول "عبد الماجد" تحويل "قرية دلجا" الكائنة بمركز ديرمواس جنوبالمنيا إلى إمارة تابعة لجماعته، وأعلن الأمر وقتها من فوق منصة داخل القرية قائلا: اختار الله ورسوله القرية لتكون إطلاقة لتطبيق شرع الله وشريعته على المسلمين والأقباط دلجا هي الإمارة".. لكن محاولته لم تستمر طويلا، بعدما اقتحمت قوات الأمن القرية وسيطرت عليها بشكل كامل.