بين عشية وضحاها تحولت الأجواء على الحدود السورية الإسرائيلية إلى جمرة نار، بعدما أعلنت وسائل الإعلام العبرية عن إطلاق صواريخ من سوريا نحو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي دون الإعلان عن إصابات. وأشارت العديد من التقارير الإسرائيلية عن حادثة هي الأخطر بين إسرائيل وسوريا في السنوات الست الأخيرة، خاصة بعدما رأى مراقبون أن إسقاط الطائرات الإسرائيلية يعد انتصارا ليس بالقليل للجيش السوري بعد ساعات من تحقيق انتصارات على تنظيم داعش الإرهابي في تدمر، وسط نفي الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لم يبلغ أي من الصواريخ التي أطلقت من سوريا ضد المقاتلات الجوية الإسرائيلية هدفه. صافرات الإنذار وبدأ التوتر على الحدود المشتركة بعد إعلان جيش الاحتلال عن دوي صفارات الإنذار في المنطقة الشمالية المطلة على الحدود السورية واللبنانية المشتركة مع إسرائيل في الساعات المتأخرة من مساء الخميس والأولي من فجر الجمعة، بسقوط 3 صواريخ بعيدة المدى انطلقت من سوريا سقط اثنان منها على مستوطنة "متسبيه يريحو" على طريق القدس أريحا والثالث بأغوار الأردن. رد إسرائيلي وسرعان ما ردت تل أبيب بشن غارات لطائرات من سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف في سوريا، بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على إطلاق صواريخ سورية تجاه هضبة الجولان المحتلة، وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها جيش الاحتلال رسميًا عن شنه غارات على سوريا، كما أنها المرة الأولى، بحسب الإعلام الإسرائيلي، التي تعترض فيها الدفاعات الجوية السورية سلاح الجو الإسرائيلي منذ بدء الحرب في سوريا. إسقاط طائرة ومن ناحيته أعلن الجيش السوري صباح اليوم الجمعة إسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة طائرة أخرى خلال شنها غارات على الأراضي السورية. وكشف صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن 4 طائرات إسرائيلية تابعة لسلاح الجو دخلت المجال الجوي السوري بمنطقة البريج عن طريق لبنان، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال هاجمت أهدافا عسكرية سورية في المدينة القديمة بتدمر بريف حمص، وأكد التقرير أن الجيش السوري هاجم الطائرات الإسرائيلية واستطاع إسقاط طائرة تابعه لسلاح الجو الإسرائيلي. F16 ولم يمر القليل إلا وصعد الجانب السوري لتأكيد إسقاط الطائرة وأكد العميد سمير سليمان، رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية بالجيش السوري، أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات جوية في الساعة الثالثة إلا ربع صباحًا من صباح اليوم الجمعة، على أحد المواقع التابعة للجيش السوري في تلال تدمر بريف حمص بوسط سوريا، لافتا إلى أن تلك الطائرات الإسرائيلية من طراز"إف 16". وأضاف سليمان إلى أن الطيران السوري تحرك بشكل سريع للرد على هذه الغارات، وتم إسقاط طائرة تابعة للاحتلال بالقرب من الأراضي الأردنية. منظومة "حيتس" وبعد إسقاط الطائرة بوقت قليل تحرك الجيش الإسرائيلي لغلق حدوده الجوية مع الجانب السوري خوفا من هجوم جديد يكبده العديد من الخسائر، وقررت إسرائيل للمرة الأولى تشغيل منظومة "حيتس" لاعتراض صاروخ مضاد للطائرات أطلق من منظومة الدفاع الجوي السورية. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، أن المنظومة شهدت اختبارًا عمليًا هو الأول من نوعه خلال اعتراضها للصواريخ التي أطلقت من سوريا، زاعمة بأن الحديث يدور عن إنجاز كبير لسلاح الجو الإسرائيلي، الذي نجح من خلال «حيتس» في اعتراض صاروخ أرض جو، لافتة إلى أنه في خطوة غير معتادة، اعترف الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات فوق سماء سوريا.
