سحر نصر وراء استبعاد داليا خورشيد من وزارة الاستثمار.. ومفاوضات قرض «النقد الدولى» أشعلت الخلافات بين الوزيرتين "دبلوماسية" وزيرة الهجرة أنقذتها من مخطط سامح شكرى لشطب الوزارة.. ونادية عبده رفضت تعيينها في محافظة أخرى منى محرز نائب وزير الزراعة بترشيح من شقيقها.. وغادة والى كسبت ثقة وود البرلمان وضمنت الاستمرار في «التضامن» تعالت أصوات الجنس الناعم بالتهليل فرحا، بعد تعيين أول سيدة في مصب محافظ، وهى الدكتورة نادية عبده محافظ البحيرة الجديد، التي تم تعيينها مؤخرا في حركة المحافظين، الأمر الذي اعتبرنه انتصارا للمرأة، ومحاولة لوقف سيطرة الرجال على المناصب القيادية في الدولة، إضافة إلى وجود 3 وجوه نسائية في الحكومة الحالية «الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، التي تم تعيينها مؤخرا ضمن التعديل الوزاري»، وكذلك تعيين الدكتورة منى محرز في منصب نائب وزير الزراعة للثروة السمكية والحيوانية والداجنة. كواليس كثيرة ترصدها "فيتو" في هذا التقرير حول ما يدور في دهاليز وزارات الحكومة بين الوزيرات أو كبار القيادات النسائية، إضافة إلى تفاصيل الوجوه النسائية المرشحة لتولى مناصب رفيعة المستوي. المعارك كثيرة وكان آخرها تلك التي اشتعلت بين الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتورة داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، والتي تم الإطاحة بها في التعديلات الوزارية الأخيرة. وعلمت "فيتو" من مصادرها الخاصة أن سبب الخلاف بين نصر وخورشيد يرجع إلى سيطرة الأولى على مقاليد الأمور في الحكومة، وظهر ذلك واضحا عندما لم تبلغ داليا خورشيد بموعد وصول بعثة صندوق النقد الدولى للقاهرة للاتفاق على قرض ال12 مليار دولار إلا قبل موعد وصولها بأيام قليلة. وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد احتدت بشدة على الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، وتركت الاجتماع المشترك بينهما في مجلس الوزراء، ويمكن القول إن هذه الواقعة كانت بداية النهاية للدكتورة داليا خورشيد في حكومة المهندس شريف إسماعيل، واستمر الخلاف بينهما واضحا خلال اجتماعات قانون الاستثمار الموحد حتى رحلت داليا خورشيد في التعديل الوزارى الأخير، ونجحت سحر نصر في دمج الوزارتين. والمثير أن سحر نصر تركت مكتبها في وزارة التعاون الدولي، وقررت المكوث في مكتب وزارة الاستثمار، وحرصت على ذلك منذ اليوم الأول، فرحة بالنصر الذي حققته. التعديل الوزارى الأخير - ووفقا للمصادر- كان يحمل مفاجآت كثيرة في الدقائق الأخيرة قبل عرضه على البرلمان، وأهم هذه المتغيرات هي إبلاغ المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء للدكتورة داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة بالشكر على ما بذلته من جهود الفترة السابقة، وأنها لن تستمر في التشكيل الحكومي، لتصدر بعدها بيانا صحفيا نشرته كافة وسائل الإعلام تعلن فيه أنها لم تدخر جهدا طوال فترة توليها المسئولية. المفاجآت تضمنت أيضا قرار القيادة السياسية بالتضحية باللواء محمد على الشيخ وزير التموين، وتعيين الدكتور على مصيلحى بديلا عنه بعد أن كان تم الاستقرار عليه في منصب وزير الاستثمار.. وهو ما جعل حقيبة الاستثمار خالية، ما دفع رئيس الحكومة للاتصال مرة أخرى بالدكتورة داليا خورشيد ليطالبها بالاستمرار إلا أنها رفضت ذلك وبشدة واعتبرت أن العودة بعد إعلان الاستبعاد إهانة لها. رفض "داليا" البقاء اضطر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء للاتصال هاتفيا بالدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى يطلبها في لقاء عاجل بمقر الحكومة، وحينما حضرت أبلغها رغبة القيادة السياسية في دمج وزارتى التعاون الدولى والاستثمار تحت رئاستها، وهو ما قبلت به "سحر" رغم أن الوزارتين هم كبير ومسئولية كبيرة لا يستطيع تحملها وزير واحد في ظل تكليفات الرئيس بجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الجارى تنفيذها. وحاولت سحر نصر أن تكسب ثقة العاملين بوزارة الاستثمار بإعلانها رفع أية قرارات تعسفية للوزيرة السابقة داليا خورشيد ضدهم، لاسيما وأن "داليا" كانت عصبية جدا في الفترة الأخيرة قبل الإطاحة بها وكان الجميع يعمل لها ألف حساب. وعلمت "فيتو" أن الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى والاستثمار تعمل حاليا على البحث عن رئيس للهيئة العامة للاستثمار بدلا من رئيسها الحالى محمد خضير أخلص رجال داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة وذراعها اليمنى، الذي استعانت به في هذا المنصب الهام منذ تعيينها وزيرة. أما الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، الملقبة بالوزيرة الحديدية لاسيما بسبب نجاحها في الاحتفاظ بمنصبها الوزارى منذ فترة طويلة بسبب هيمنتها على كل شيء في وزارة التضامن ورئاستها لجميع اللجان وعدم سماحها ببزوغ نجم أي قيادة بالوزارة حتى لا يسحب البساط من تحت أقدامها وتضمن الاحتفاظ بمنصبها الوزاري. وزيرة التضامن تتمتع بعلاقات جيدة مع كافة وزراء الحكومة، وتحرص دائما على أن تضع في مقامها الأول تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في موعدها، رغم أية ظروف لأن ذلك سر بقائها وهى تحكم بقبضة من نار ولا تسمح بمن يخالف تعليماتها في الاستمرار. كما تحرص وزيرة التضامن على أن تجعل مجلس النواب في صفها، وهى بالفعل نجحت في ذلك، بفضل تلبيتها لطلبات أعضاء مجلس النواب لأهالي دوائرهم خاصة برنامج تكافل وكرامة. وحول كواليس تعيين الدكتورة منى محرز نائبا لوزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، فإن الأمر جاء بناء على تزكية من شقيقها الذي يعمل كمسئول كبير في مجلس الوزراء، وتربطه علاقات قوية بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب أنها تعتبر إضافة قوية لوزارة الزراعة وتتمتع بثقة العاملين بالوزارة. أما السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة، فأشارت المصادر إلى أنها خاضت حرب بقاء مع وزير الخارجية السفير سامح شكري، الذي أوصى بضرورة إلغاء الوزارة، لاسيما وأنها لا تقوم بدورها وأن وزارة الخارجية هي لا تزال من تتولى التعامل مع مشكلات المصريين في الخارج وليس وزارة الهجرة، ما يعنى أن هذه الحقيبة الوزارية تمثل تداخلا في الاختصاصات المشتركة بين الوزارتين. ورغم أن الوزيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الرحيل إلا أنها نجحت بدبلوماسية شديدة في إقناع القيادة السياسية بالاستمرار، ووعدت بالعمل وفقا لسياسة وزارة الخارجية وبالتنسيق مع وزيرها السفير سامح شكري، بدعوى أن الجميع يعمل في حكومة واحدة والتوقيت ليس مناسبا للأطماع والمصالح الشخصية. أما نادية عبده التي تم تعيينها مؤخرا في منصب محافظ البحيرة، فقد عرض عليها المهندس شريف إسماعيل في البداية تولى محافظة أخرى لكنها تمسكت بمحافظة البحيرة، والتي كانت تعمل فيها في منصب نائب المحافظ، واستطاعت أن تقنعه برحيل المحافظ السابق والحصول على مكانه حتى تضمن النجاح، لاسيما وأنها تعرف كل كبيرة وصغيرة عن البحيرة، ولديها رجالها الذين يعملون تحت رئاستها. كما أن المصادر أكدت أن نادية عبده كان لديها تخوفات لرفض القيادات بأى محافظة أخرى التعاون معها.