التتار كانوا أشبه ب«داعش» ومصر تتصدى للإرهاب منذ فجر التاريخ دافع الدكتور أحمد سعيد شلبي، مدير عام تنمية مادة اللغة العربية، مستشار اللغة العربية، بوزارة التربية والتعليم عن الروايات التي يتم تدريسها ضمن مناهج اللغة العربية في مختلف مراحل التعليم قبل الجامعي، مشددًا على أن تلك الروايات تقدم قيمًا تربوية ووطنية. وحول وجود عدد من المشاهد والعبارات التي قد تفهم على نحو خاطئ، وقد يعتقد البعض أنها تدعو إلى عنف أو تطرف أوضح "شلبى" في حديثه أنه تم تشكيل عدد من اللجان المتخصصة لتنقيح مناهج اللغة العربية والقصص التي يتم تدريسها بشكل كامل... وإلى نص الحوار: بداية.. كيف ترى الانتقادات الموجهة لعدد من دروس منهج اللغة العربية في مراحل التعليم المختلفة؟ منهج اللغة العربية يقوم على ضرورة مراعاة محور التربية والمحور القومى والاجتماعى وتعليم الطلاب لغتهم والقيم الإسلامية، كما أنه يراعى دور مصر التاريخى في القضايا المصيرية في القصص والدروس المتضمنة، وحول الانتقادات التي يوجهها البعض فإنه مع العام المقبل ستكون تلك المناهج والروايات خالية تمامًا من أي عبارات قد يسيء البعض فهمها، كما ستكون خالية من أي بعد سياسي. تحديدا.. كيف ترى اللغط المثار حول رواية «وإسلاماه».. واتهامها بالتحريض على العنف؟ «وإسلاماه» مقررة على طلاب الصف الثانى الثانوي، وقد أثارت النائبة البرلمانية منى منير جدلًا حولها، بعد أن تقدمت بمقترح لمجلس النواب طالبت فيه بتعديل بعض أجزائها، والمشهد الذي اعتمدت عليه النائبة والذي يتحدث عن مقتل أسرى التتار سبق وأن أثاره الكاتب الدكتور خالد منتصر، وهذا المشهد مقتطع من سياقه التاريخى لأن التتار في تلك الحقبة الزمنية كانوا أعداء للإنسانية وكانوا يفعلون أفعالًا أفظع من أفعال "داعش" حاليًا، والقصة لها بعد وطنى وقومي، حيث تؤكد أن مصر كانت منذ القدم حائط صد للبشرية كلها ضد هجمات المتطرفين والإرهابيين، وهو نفس الدور الذي تلعبه مصر حاليًا بإصرارها على مواجهة العنف والإرهاب. لكن هل يعنى هذا أن تظل مشاهد العنف في الرواية كما هي؟ هذه الرواية يتم تدريسها منذ نحو 30 عامًا وجميعنا تتلمذنا عليها، ورغم ذلك، وحتى لا يفهم البعض مثل هذا المشهد على نحو خاطئ، فقد تم تشكيل لجنة بالتعاون مع مركز تطوير المناهج لتنقيح الرواية وإزالة الأمور التي قد يسيء البعض فهمها، والرواية خلال العام الدراسى المقبل ستكون خالية من هذا المشهد وأمثاله. وماذا عن قصة "عقبة بن نافع"؟ هذه القصة تتحدث عن واحد من كبار القادة الإسلاميين ولها سياقها التاريخى الخاص بها، وأحداثها لابد أن تفسر في ضوء هذا السياق الزمنى ومعرفة الأحوال البيئية والاجتماعية في زمن أحداث القصة، ومع ذلك فقد كانت قصة "عقبة بن نافع" ضمن القصص والمناهج التي تم تنقيحها عن طريق لجان متخصصة وتم حذف بعض العبارات التي قد يفهمها البعض على نحو خاطئ، ورغم أن تلك الجمل كانت لا تثير مشكلات قبل سنوات إلا أن اللجان التي نقحت القصة راعت البعد الاجتماعى الحالى في عملها وانتهت بتعديل تلك العبارات، وتم عرض تلك التعديلات على لجان عليا بالدولة وأقرتها. هل هناك تعديلات على دروس اللغة العربية بعيدًا عن الروايات؟ على مدى عامين سابقين شهدت مناهج اللغة العربية المقررة على جميع الصفوف تنقيحًا من بعض العبارات والجمل المثيرة للجدل، وقد حدث منذ عامين تدخل سريع وتم حذف بعض الدروس من مناهج اللغة العربية وتعديل دروس أخرى، وذلك تم عن طريق لجان متخصصة، وهذا العام استكملت اللجان عملها على نحو أعمق، وستشهد مناهج اللغة العربية معالجة كبيرة يراها الطلاب وأولياء الأمور بدءا من العام الدراسى المقبل، وتم استبعاد كل ما يمكن أن يكون له أبعاد سياسية أو يفهم على نحو خاطئ اجتماعيًا، وتم التركيز بشكل كبير على القيم التربوية والإنسانية. هل هناك كتب أخرى تتبع اللغة العربية ستشهد تعديلًا؟ هناك أيضًا كتاب " كفاح شعب مصر" فقد تم حذف فقرات منه رأت اللجنة أن وجودها غير تربوى لأنها غير مناسبة للظرف التاريخى والاجتماعى الذي نحياه الآن، وذلك رغم أن تلك العبارات تفهم في سياقها، فإن من يقتطعها من سياق القصة قد يفهمها على نحو خاطئ، وهى قصة وطنية تحكى عن كفاح الشعب المصرى ضد الاستعمار، وتبرز قيم المصريين في الدفاع عن الأرض ومواجهة المعتدين والغزاة، وبها بعد قومى يحكى عن أخلاق المصريين في الحروب، وأن الشعب المصرى لا يعتدى على أحد؛ ولكنه أيضا لا يقبل أن يعتدى عليه أحد.