اتعجب ممن ينصبون أنفسهم صناع قرار وأولى أمر .. العالمين ببواطن الأمور وهم كثر أصبحوا خبراء تعليم ومحلليين استراتيجيين ونشطاء سياسيين .. هناك فرق بين النقد البناء وبين من يتبع سياسة الكيل بمكيالين خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمستقبل أولادنا .. فهنا لا مجال للنقاش والشد والجذب فقد سادت حالة من الجدل بعد قرار وزير التربية والتعليم الأخير، بتنقيح مناهج اللغة العربية، حيث قررت الوزارة حذف بعض الدروس من الفصل الدراسي الثاني لمعظم مراحل الدراسة خاصة 6 فصول من قصة عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبى أما إذا علمنا أن هناك فقرة من كتاب الصحابي "عبد الرحمن بن عوف"، الذي يدرسه طلاب الصف السادس الابتدائي، تتحدث عن "صليل السيوف وقراع الأسنة"، وهو الوصف المستخدم في النشيد الرسمي لتنظيم داعش "صليل الصوارم" فماذا نحن فاعلون هل سنطالب بحذفها أم سنترك أطفالنا تدرس مثل هذه الدروس والعبارات إذا كان وزير التربية والتعليم هو المسئول الأول عن وضع سياسات الوزارة والمعنى بتقييم المنظومة التعليمية ككل بما فيها المناهج من خلال الخبراء والمتخصصين وآساتذة الجامعة بالمراكز البحثية التربوية والمناهج والتقويم ، وحينما تقرر هذه اللجان حذف دروس أو أجزاء من المناهج للسنوات الدراسية المختلفة تقوم الدنيا ولم تقعد رغم أن هذه اللجان المتخصصة قامت بدراسة الأمر جيداًلإنها ليست فرد أو اثنين بل هى لجنة مكونة من عدة أعضاء فنرى حزب النور يعترض على حذف قصة عقبة بن نافع من منهج اللغة العربية للصف الأول الإعدادي، وحذف قصة صلاح الدين الأيوبي بالصف الخامس الابتدائي بدعوى تنقيح المناهج اعتداء على التاريخ ومسخ للهوية. ونرى بعض الخبراء التربويين يقولون أن الوزير السابق كان قد حذف أجزاء ودروس من المناهج التى تحرض على العنف وأنه كان قد بدأ خطة تطوير وكان يجب أن يستكمل الوزير الحالى خطة تطوير المناهج بدلاً من تكثيف جرعة الحذف حتى لا يخل ذلك بالمادة العلمية والبعض الآخر يرى أن التركيز على المعارك في الفتوحات التاريخية تترك أثر سيئ لدى الأطفال، وكان على واضعى القصة أن يبدأوها بدخول صلاح الدين على ريتشارد قلب الأسد لعلاجه. الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم أكد أن مناهج التربية والتعليم بها كثير من المغالطات الجسيمة، منها ما يحرض على العنف ويؤثر على عقول أبنائنا وأن قصة الفتوحات التي تدرس لأبنائنا في المدارس بها حشو مبالغ فيه بالإضافة إلى احتوائها على عبارات تعلم العنف هذا بالإضافة إلى أن المستشرقين الغربيين يترجمون هذه الأعمال ومنها الفقرات التي قال إنها تحض على العنف، "ليدّعوا بعد ذلك أن الإسلام انتشر بحد السيف ومن خلال العنف وهو كلام غير سليم". وأشار الرافعي إلى وصايا صحابة رسول الله لقادة جيوشهم، بمعاملة أهالي البلاد التي يفتحوها معاملة طيبة والحفاظ عليها وعدم تخريبها و إذا كانت الوزارة قد أكدت أنه لا مجال للتراجع عن عودة المحذوفات من مادة اللغة العربية ولكننى أرى أن تنقية المناهج جزء من كل وأن القضاء على الفكر الإرهابى والمتطرف يجب أن يبدأ من تأهيل المدرس الذى يتعامل مباشرة مع التلاميذ فى المدارس ويبثون أفكاراً متطرفة بأذهانهم وليس أدل على ذلك واقعة ضبطت لجنة المتابعة بالإدارة التعليمية للخليفة والمقطم مدرس بمدرسة جنى دان الخاصة الدولية ،يقوم بتدريس عذاب القبر لتلاميذ الصف الثانى الإبتدائى ،وقد تم إنهاء تعاقد المدرس فورا ،جدير بالذكر أن مدرسة جنى دان الخاصة هى إحدى مدارس 30 يونيو المتحفظ عليها والتى كانت تملكها وتديرها إبنة خيرت الشاطر، وكانت تدرس مثل هذه الدروس، ولكن بعد ثورة 30 يونيو تم تطهير المواد العلمية للطلاب، كما تم التحفظ على المدرسة وتم إبعاد إبنة الشاطر من المدرسة نهائيا . [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة