الكونجرس سيصدر تشريعا لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.. أمريكا تسعى إلى تأسيس «منظمة للأمن بالخليج» «ترامب» يساند مصر شريطة ضمان «الطاعة» والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل صراعات عدة وتوترات جارفة تشهدها المنطقة العربية بالتزامن مع توقع البعض انفراجة في العلاقات المصرية الأمريكية والعربية الأمريكية عقب دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن هناك من يرى أن الفرحة بتولى ترامب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ما هي إلا خدعة كبرى لما تربطه من علاقة قوية بإسرائيل وتبعات ذلك من نقل السفارة الأمريكية من إسرائيل للقدس ومعاقبة الأممالمتحدة على قرارها بمنع الاستيطان وكل ما من شأنه اندثار حلم الدولة الفلسطينية. حول هذه القضية وقضايا أخرى تتعلق بالملف السورى والسعودى وغيرها حل الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمى للصحافة والخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ضيفا على "صالون فيتو" في ندوة لمناقشة تداعيات سياسة "ترامب" على المنطقة والعديد من الملفات الشائكة... وإلى أهم ما جاء بالندوة: إلى أين تنتهى الأزمة المصرية السعودية في تقديرك؟ وما نقاط الخلل الفعلية في هذه العلاقة؟ ترجع الأزمات إلى اعتبارات خاصة بالأسرة السعودية والتنافس ما بين أطراف مختلفة داخلها، الملك سلمان قرر أن يفعل شيئا لم يحدث من الملوك السابقين وهو أن تكون مصر داعمة لتغيرات عدة داخل المملكة وأن تلبى دائما ما تطلبه منها ونجد أن كل التقارير التي تحدثت عن الأزمة تتناول 3 نقاط أساسية، أولا أن المملكة ليست راضية عن مسألة مشاركة مصر في عاصفة الحزم واعتبرت ذلك خديعة لها، الأمر الآخر أنهم يريدون استلام جزيرتى تيران وصنافير فورا ودون أي تأجيل معلنين أنهم ليس لهم علاقة بالإجراءات القانونية والدستورية التي تجرى الآن، أما الأمر الثالث فهو أن السعودية ترى إن مصر أخذت الكثير من الدعم المالى والاقتصادى دون أن تحصل المملكة على ما تريده. وهل من انفراج وشيك أم أن الحكم الأخير بمصرية تيران وصنافير سيزيد من حالة الاحتقان ؟ الحديث عن قرب حل الأزمة غير واضح خاصة أن الحكومة والرئاسة تتعامل مع الوضع بتكتم شديد، وهذا غير جيد لأنها قضية تهم وتشغل الرأى العام وهذه القضايا يجب التعامل معها بشفافية وليس داخل الغرف المغلقة، وفى كل الأحوال ليس في مصلحة الدولتين أن يخسر كل منهما الآخر لأن كل منهما في حاجة للآخر. هل ترى أن الأزمة النفطية وتقلص الاحتياطي النقدى السعودى يتجه بالمملكة إلى سياسة انكماشية داخلية والتوقف عن لعب دور كبير على الساحة العربية؟ بشكل عام هناك تغيرات في المجتمع السعودى خاصة بعد تفتح الطبقة المتوسطة ورغبتهم بوجود ملكية دستورية، والمجتمع لم يعد منغلقا، وإذا لم يجد هذا التطور صدى في نظام الحكم بالتأكيد سينتج مسافة، بالإضافة إلى وجود توجهات داخل الأسرة الحاكمة من بعض الأمراء والشيوخ بأن إعطاء المصالح المطلقة ل «ولى ولى العهد» ليست إيجابية، خاصة أنه ليس لديه الخبرة الكافية، الجزء الآخر نقل السلطة من أبناء عبد العزيز وإخواته إلى جيل أولاد الأحفاد بما نتج وجود صراع، كما أن هناك صعوبات اقتصادية في السعودية نتيجة تمويل عاصفة الحزم واتخاذ عدد من الإجراءات الاقتصادية ليست ذات كفاءة، في ظل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر إلى السعودية على أنها منبع الإرهاب لذلك ظهر قانون جاستا. هل تعتقد أن علاقة مصر وأمريكا تتحسن عقب مجيء ترامب ؟ أم أن لغة المصالح ستغلب على القرار الأمريكى كما هي العادة ؟ أتصور أن يصيب العلاقات المصرية الأمريكية شيء من التوتر، مع وجود بعض اللمحات الإيجابية المحدودة، فكل ما قيل حول أفكار ترامب الإيجابية تجاهنا ينحصر في موقف مصر الصارم من الجماعات الإرهابية، ودعوات تجديد الخطاب الديني، إضافة إلى نية "ترامب" بعدم التدخل في تغيير النظام المصرى كما فعل باراك أوباما أو هيلارى كلينتون، تحت مظلة "حقوق الإنسان"، فهو ينتوى دعم مصر في حربها ضد الإرهاب، ومساندتها اقتصاديا، لكن شريطة إبداء "الطاعة" واعتراف مصر بالقدس عاصمة لإسرائيل، فكل المؤشرات تخبرنا أن ترامب لديه خطة محددة للمنطقة العربية وسيعمل على فرضها، وأولى خطوات تنفيذ تلك الخطة يظهر من خلال محاولات تأسيس ما يشبه منظمة للأمن بالخليج ومنطقة البحر الأحمر، بعضوية مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن المحتمل ضم إثيوبيا إليها على أن تكون إسرائيل عضوا مراقبا بها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما موقف "ترامب" حال ما رفضت مصر الانضمام إلى تلك المنظمة بتشكيلتها المقترحة؟ أتوقع ممارسة ضغوط كبيرة على النظام المصرى حينها. هناك من يرى أن أمريكا رفعت يدها من منطقة الشرق الأوسط لانشغالها بمعركتها مع الصين ودول شرق آسيا كقوى صاعدة وتسعى بريطانيا لشغل موقعها الفارغ بالمنطقة.. فما رأيك؟ أمريكا دولة عظمى ولا يمكن أن ترفع يدها بالكامل عن المنطقة، وبريطانيا لا تمتلك القوة الكافية لتلعب دور البديل الأمريكى بالمنطقة، فكل ما يقوم به النظام البريطانى هو دور خبيث ودفعنا ثمن ذلك ومازلنا، مثال على ذلك مبادرة بريطانيا لوقف السياحة في مصر عقب سقوط الطائرة الروسية، كأنهم يزايدون على الموقف الروسي، وعندما نتباحث مع الجانب البريطانى بشأن عودة السياحة لا يأتينا رد غير المطالبة بمزيد من الانتظار كنوع من ممارسة الضغوط ولكن بطريقة "شيك"، لذلك أقول إن بريطانيا لا تستطيع أن تلعب دورا منفردًا وكل مواقفها داعمة "السياسة الأمريكية" بالمنطقة، كما أن أمريكا مازالت لديها مصالح بالمنطقة فعلى أقل تقدير، أي توتر تشهده المنطقة، يزيد من طلبات شراء السلاح الأمريكى بمليارات الدولارات. هل خرج العرب والأمريكان من مولد سوريا بلا حمص وأصبح لروسيا اليد الطولى ؟ التدخل الروسى تسبب في تغيير المعادلات في سوريا والمنطقة، وهذا التوازن الجديد ظهر مع انسحاب أمريكا ووجود مجموعات مرتزقة من جنسيات مختلفة،من ضمنها سعوديون وتونسيون وباكستانيون وسودانيون ظهر هذا عندما تم تحرير مدينة حلب، وهنا يبرز تساؤل بوضوح: ما المكاسب التي جعلت دولًا مثل قطر وتركيا والسعودية أو الولاياتالمتحدةالأمريكية تتوغل داخل سوريا لتدعم معارضة مرتزقة ؟ ثم يخرجون قائلين "إن أي حل يجب أن نراعى فيه هؤلاء"، ومن وجهة نظرى هذا غباء بعد محاولتهم إقناع العالم أن ما يحدث معارضة معتدلة، وفى حقيقة الأمر هذه مافيا تهدف لإسقاط النظام السورى وتعديله بين عشية وضحاها لصالح نظام أيديولوجى مضر يؤثر في سوريا والمنطقة كلها أما النظام الروسى كان أكثر دقة في معالجة الأمور فأرى أنه إذا سقطت سوريا، ستسقط معها دول أخرى، فبالتالى روسيا تواجهه بقوة تحالف الدول لدعم مرتزقة بشدة لإسقاط سوريا ودفعوا في سبيل ذلك ثمنا باهظا، وأثبتوا أمام العالم أن لديهم تصميما على إنهاء مثل هذا الفكر. من الملاحظ أن عدد المصريين بتنظيم داعش أقل بكثير من باقى الجنسيات الأخرى.. فما السبب من وجهة نظرك؟ لأن المجتمع المصرى بشكل أو بآخر ما زال وسطى التوجه، ومازالت بداخله ترسبات من الاعتدال الفكري، وهذه ميزة لا تتوافر في كافة الجنسيات الأخرى خاصة العربية، مثل السعودية، العراق، جنوبتونس، وكذلك جنوبالجزائر، حيث يمتاز أهل تلك المناطق بالشخصية الجامدة الصلبة، وبالتالى تشكل تلك المجتمعات بيئة خصبة لتصدير العناصر الإرهابية وتغذية كيان "داعش"، فتخبرنا الإحصاءات أن تونس تلك الدولة الصغيرة – رغم علمانية نظامها الحاكم- صدرت نحو 5 آلاف إرهابي، بينما مصر صدرت نحو 800 إرهابى فقط. هل تشهد العلاقات المصرية التركية أي تحسن في المستقبل القريب؟ لن يتم إعادة التفكير في تحسين علاقتنا بتركيا إلا في حالتين، الأولى اختفاء أردوغان من الساحة السياسية التركية، والثانية تغير طريقة تفكير أردوغان بالكامل، ووقف تصرفاته العدائية تجاه مصر، وهذا برأيى في حكم المستحيل، وبالتالى ستظل مصر تسعى إلى ضبط النفس والامتناع عن الإتيان بأى تصرف قد يؤدى إلى إهانة الشعب التركي.