محمد حسان يحرم الترحم على شهداء الأقباط الجماعات السلفية مفرخة الجماعات الجهادية، ولا يمكن أن يتحول شخص عادي إلى جهادى دون المرور على الجماعات السلفية وإن لم يكن تابعا لها تنظيميا سيكون أحد مريدى شيوخ السلفية العلمية، وأحد هؤلاء الذين يطوفون ويلهثون وراء حضور خطبهم ودروسهم الدينية. ونجد كثيرا من الفتاوى التي أطلقت دون تحفظ أو مواربة ضد الآخر وذهب البعض إلى تكفيره والآخر طالب بعدم السلام على من يختلف معك دينيا وآخر أكد أن "الآخر" لا يجوز له أن يتولى أمور المسلمين. وفى هذا التقرير نرصد ونلقى الضوء على الفتاوى التي تهاجم غير المسلمين وتحرض بشكل مبطن عليهم. ويأتى على رأس القضايا (قضية بناء الكنائس) حيث يذهب قادة السلفية إلى تحريم بناء الكنائس بشكل قاطع. يقول الداعية السلفى الشهير أبو إسحاق الحوينى "في ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد"، فضلا عن رفضه القاطع للفتاوى التي تبيح التبرع للأقباط لبناء كنائسهم بأى حال من الأحوال. لم يقف الأمر عند هذا الحد إنما ذهب الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى تحريم تهنئة الأقباط في أعيادهم. وتدخل ضمن الفتاوى التي تزيد من الفجوة بين أبناء الوطن الواحد فتوى شاذة للداعية السلفى محمود المصري، حيث أفتى بأنه لا يجوز بدؤهم- يقصد غير المسلمين- بالسلام ولا حتى القول لهم أهلا أو سهلا لأن ذلك تعظيم لهم. وهذه الفتوى التي لم تختلف عن تلك التي قدمها محمد إسماعيل المقدم، فقد أخذ يلف ويدور في تبرير الحديث "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه" مبررا حرمة بدء غير المسلمين بالسلام بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكفار - على حد زعمه. أما المفكر الإسلامى سليم العوا، القريب من التيار السلفي، فذهب بعيدا في بغض الآخر حيث زعم وجود أسلحة داخل الكنائس في مصر مما سبب حالة من الترقب وتأجيج المشاعر. وهاجم محمد سليم العوا الكنيسة القبطية المصرية واعتبرها في حوار له مع «الجزيرة» أحد العوامل المؤججة للفتن الطائفية بالمجتمع. ووصف الكنائس بأنها «دولة داخل الدولة المصرية»، مؤكدًا أنها تحتجز النساء الراغبات بالإسلام مثل كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، على حد زعمه. أما الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، فأفتى بأنه لا يجوز الترحم على شهداء النصارى.. وقال إنه يجوز تعزية النصارى في مصابهم، فهذا من البر الذي أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واستشهد بقول تعالى، [لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ]، بشرط عدم الترحم، لأنه لا يجوز اعتمادًا على قول الله تعالى، "مَا كَانَ لِلنَّبِى وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِى قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ". وللفتاوى الشاذة تاريخ طويل في الأفكار السلفية ويعود أصلها إلى أبعد ما يكون من الشيوخ المحدثين على شاكلة أبو إسحاق الحوينى وبرهامى وغيرهم. والذي تركوا ميراثا من الكراهية والبغضاء والغل، بما لا يواكب ما يدعو إليه الإسلام من الرحمة والود والتكافل وعدم إيذاء غير المسلمين.