«برهامى» أفتى بعدم جواز وصول المسيحيين للبرلمان.. و«الحوينى» حرّم تهنئتهم فى الأعياد وطالبهم بالجزية يحارب التيار السلفى بكل قوته الدعاوى المطالبة بإلغاء مادة ازدراء الأديان، والتى كانت سببًا فى الزج بعدد من المثقفين والكتاب والباحثين خلف القضبان، المثير أن نفس المادة التى يدافع عنها أبناء التيار السلفى، والتى تنص على «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تجاوز خمس سنوات، أو غرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، ولا تجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأى وسيلة أخرى، لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية» قد تكون السبب فى إرسالهم هم أنفسهم إلى السجون. تم التحقيق مع ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بتهمة ازدراء الأديان، بعد تقديم عدد كبير من المواطنين منهم نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، بلاغات ضده، وتم إخلاء سبيله بعد التحقيق معه فى ازدراء الدين المسيحى، بينما يواجه الشيخ محمد حسان مصيرًا مجهولًا، بعد تقديم بلاغ ضده يتهمه ايضًا بازدراء الأديان، ومن المقرر أن يبدأ التحقيق معه، إبريل المقبل. وبينما تحارب الجبهات السلفية للإبقاء على مادة ازدراء الأديان، يرى العديد من المراقبين ان رموز التيار السلفى أكثر من ينطبق عليهم نص المادة، فبعض فتاواهم وآرائهم تدخل فى باب الإساءة للأديان السماوية الأخرى. من أبرز هذه الفتاوى، فتوى تكفير الأقباط، التى أطلقها الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى رده على سؤال بخصوص ترشح الاقباط للبرلمان على موقع الدعوة «صوت السلف»، حيث قال نصًا إن البرلمان سلطة تشريعية ورقابية قد تعزل الرئيس، لذلك لا يحوز للكافر أن يتولاها، فى إشارة منه للأقباط، الأمر الذى فتح باب الجدل بشأن الفتوى، خاصة بعد السماح للاقباط بالترشح على قوائم حزب النور السلفى. وأفتى برهامى بأن أقباط اليوم أهل كتاب ممن قال الله عنهم «إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية». معارك طاحنة خاضها السلفيون للقضاء على فكرة المعايدات بين المسلمين والأقباط، حيث أكد الشيخ أبوإسحاق الحوينى على عدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم قائلا: «يحرم على المسلم ان يشارك غيره من الكفار غير المسلمين فى الاحتفال بالأعياد، لانها نابعة من الود والرحمة التى هى أمور لا تجوز إلا مع أهل الإيمان فقط». ولم يقتصر الأمر على عدم المشاركة فى الاحتفالات المختلفة، بل عارض الشيخ الحوينى ايضا فكرة إنشاء الكنائس، حيث قال فى فتواه الخاصة ببناء الكنائس إنه فى ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، إذا تم هدم كنيسة لا يجوز إعادة بنائها، ولا يجوز بناء كنائس جديدة على ارض مسلمة. معركة السلفيين مع غير المسلمين، خاصة الاقباط، وصلت لضرورة القتال معهم، حتى يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية حماية لأرواحهم، مع إذلالهم، وفقًا لما جاء على لسان الشيخ أبواسحاق الحوينى، الذى طالب بان يدفع الأقباط الجزية، وذلك فى إحدى خطبه الدينية. وفى كتابه «فقه الجهاد»، أكد الدكتور ياسر برهامى على وجوب قتال اليهود والنصارى حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون»، الأمر الذى يضع هؤلاء تحت مظلة ازدراء الأديان. من خلال صفحته على موقع «أسك» الذى أطلقه منذ عدة شهور أجاز الداعية السلفى سعيد عبدالعظيم، الهارب خارج البلاد لدعمه للإرهاب، غيبة الأقباط واليهود، فى رده على سؤال أحد المتابعين له حول تحريم غيبة غير المسلم، وقال عبد العظيم: «لا غيبة لفاسق ولا كافر»، فى اشارة لليهود والاقباط.