دخل علينا فى حارة درب المهابيل عضو فى جماعة الإخوان، والحق أقول لكم إنه لم يحدث أن كان أى فرد من أفراد حارتنا منتميًا لهذه الجماعة، كل حارتنا كانت بريئة من الانتساب لهذه الجماعة والحمد لله، ولكن حدث ما ليس منه بد وسكن فى حارتنا واحد عرفنا من أول وهلة أنه من تلك الجماعة القلقة المقلقة، ستقولون لى كيف عرفتم أنه من أفراد جماعة الإخوان، المسألة بسيطة جدًا، فعندما جلس معنا فى الحانة سمعنا ونحن نتحدث عن الحال المهبب الذى وصلت إليه البلد، فتدخل الإخوانى فى الحديث قائلاً: اسمحوا لى أن أدلى بدلوى فى هذا الموضوع، فقال صديقنا السميدع بصوت منخفض: هذه أول علامة من العلامات، فقد كان الفأر يلعب فى عبى من جهة هذا الرجل. قلت له متسائلاً: لماذا يا سميدع؟ رد السميدع وهو يهمس فى أذنى: لم أسترح لهذا الرجل وهاهو يؤكد شكوكى، لقد تحدث عن « الدلو» وقال سأدلى بدلوى. تعجبت وقلت: وما معنى هذا؟ قال: الدلو هو الجردل، والجردل هو أحد شعارات جماعة الإخوان، إذ أنها تربى أفرادها على أن يكونوا مجرد جرادل. استطرد السميدع بصوت مرتفع موجهًا كلامه للأخ الإخوانى: قل ما عندك يا أخى . قال الإخوانى: أقسم بالله أننى لست إخوانيًا، ولا علاقة لى بهم، ولكننى أحبهم وأقول يجب أن نعطى لهم فرصة. همس السميدع فى أذنى ثانية: وهذه هى العلامة الثانية، لست إخوانيًا وأحبهم، ويجب أن نعطى لهم فرصة، خذ بالك من كلامه يا جوسقى. عاد الإخوانى للحديث: الذين يعارضون الإخوان فلول، والإخوان هم من قاموا بالثورة، والليبراليون يرفضون الإسلام، ومن انشقوا عن الإخوان ينطبق عليهم قول الرسول فى المنافق «إذا خاصم فجر» . رفعت صوتى فى وجهه قائلاً: كفاية يا أخ، عرفنا إنك من الإخوان، ألا يوجد مقرر آخر يحفظونه لكم. احتد الأخ عليَّ وانفعل انفعالاً كبيرًا ثم قال: أنا لست من الإخوان، أنا أحبهم، يجب أن نعطى لهم فرصة، مرسى أحسن رئيس، يكفيه أنه يحفظ القرآن، أتقارنون مرسى بمبارك. ثم أخذ الرجل يهذى وهو يكرر فى عبارات رتيبة:«أنا لست إخوان، أنا لست إخوان، أنا لست إخوان، إخوان، إخوان، إخوان ». حاولنا إسكاته، إلا أننا لم نستطع، فعرفنا أن الشريط الذى تم تركيبه فى مخ رأسه قد سف بسبب الانفعال، فأخذ يكرر نفس الكلمات . وعلى حين غرة قام بعض أهالى الحارة بمحاولة إسكاته، إلا أن الأخ الإخوانى انفعل عليهم، وإذ فجأة رأيناه وقد خلع حذاءه وقذف به الجالسين. تعجبت من الحال المتردى الذى وصلت إليه أخلاق أفراد الجماعة، فى ظل قيادة تكذب وتعد فلا تفى، وتخون عندما تؤتمن، حتى أن ثقافة الحذاء أصبحت هى الثقافة السائدة عند الجماعة، وفى ظل الحالة المتردية التى تمر بها البلاد أخذنا العجب من ذلك الخلاف المفتعل بين الإخوان والسلفيين، وكان البعض من قبل قد تعجب من العداء المستحكم الذى كان قائمًا بين الشامى «السلفيين»، والمغربى «الإخوان المسلمين» ثم إذ فجأة «اتلم الشامى على المغربى» لحاجة فى نفس الإخوان وحاجات فى نفس السلفيين، وبعد أن كنا نظن أن اختلافهما رحمة، أيقنا أن اجتماعهما نكبة على مصر!! وعند سؤال مرشد الإخوان عن نزيف الأموال الذى حدث فى مصر والذى تسبب الإخوان فيه بسبب سوء إدارتهم، وعن وعودهم الأكيدة بتحقيق الرخاء للشعب ثم قيامهم بلحس هذه الوعود، وأنهم نالوا بفسادهم نقمة المصريين، قال لا فض فوه هذه نقرة وتلك نقرة، وكأن الوعود التى قطعوها على أنفسهم كانت سرابًا أو هشيمًا تذروه الرياح رياح المصالح الخاصة!! أعود إلى ما حدث فى حانة درب المهابيل عندما قذفنا الأخ الإخوانى بالحذاء، إذ أن كل أهل الحارة تكأكأوا على هذا الإخوانى وانهالوا عليه بأحذيتهم، وأخذ البعض يركله فى مؤخرته حتى تورمت تلك المؤخرة إلى الحد الذى ظننا فيه أن الإخوانى أصبح كله مؤخرة حمراء . وفى غضون ذلك فوجئنا بوكالات الأنباء تتوافد على المكان لتصوير تلك الأحداث، ثم رأينا الأستاذ الصحفى إبراهيم عيسى وهو يقتحم المكان وأمامه كاميرا لإحدى القنوات الفضائية، وأخذ عيسى ينقل الأحداث للمشاهدين قائلاً: قام أهل حارة درب المهابيل بالاعتداء بالضرب بالأحذية على أحد أعضاء جماعة الإخوان، وقد ترتب على ذلك أن ( باتا ) العضو المضروب وهو فى هم ونصب، وقد ذكر لى أحد الخبثاء من أهل حارة درب المهابيل فى لقاء جمعنى وإياه قبل التصوير تعليقًا على هذه الأحداث: إن أحد شيوخ الإفتاء الجدد فى الفضائيات أفتى بتطبيق حد (القذف) على هذا العضو . ثم استطرد عيسى قائلاً للمشاهدين: وقد يقول قائل إن حديثك أيها الإعلامى جاء على ( المقاس) تمامًا فنحن فى ظل جماعة الإخوان نعيش على ثقافة الحذاء، والدليل على ذلك أن كل أخ من الإخوان يقف فى مظاهراتهم «حذاء» أخيه، كما أن مسألة الضرب بالحذاء هى من المسائل القديمة فى الجماعة، إذ سبق أن قام أحد الإخوان فى برلمان من برلمانات مبارك برفع الحذاء فى وجه أحد المعارضين، والحقيقة أننى جمعت فى حديثى لكم بين الواقعة (القديمة) لحذاء البرلمانى الإخوانى، والواقعة (الجديدة) إذ يربطهما (رباط ) واحد. سكت عيسى بعض الشىء ريثما تصور الكاميرا بعض وقائع المعركة الجارية بالأحذية، ثم قال: وأنا معك ياعزيزى فيما ذهبت إليه، إذ لم يكن( التفصيل) الذى ذكرته غريبًا عن جماعة الإخوان قديمًا وحديثًا، بل إنه يعبر عن الخلاف (الجاهز) الذى ينتظر (ركلة) ليطفو على السطح .. لك أن تعلم ياعزيزى أن هذا للأسف الشديد هو ( لسان ) حال جماعة الإخوان من أعلى رأسها إلى أخمص (قدمها) .. وإذا كانت هذه هى طريقة تعامل أعضاء الإخوان مع الشعب الذى انتخبهم.. فما بالك بعضو الإخوان الجديد الذى ما زال ( بلمعته) ولم يستو على (قالبه) بعد.. ألا يحتاج إلى ( رباط ) قوى يربطه بالجماعة؟ ثم ألست معى فى أن مكانة الرئيس ( واسعة ) على محمد مرسى نوعًا ما!! وما بالك بالشعب الذى ( ضاق ) ذرعًا بفشل الإخوان، فأخذ ينعى ظروف معيشته التى ( ضاقت ) ماذا يفعل هذا الشعب المسكين وهذا هو حال من يحكمهم؟ أليس من الأفيد لهم فى هذه الحالة القيام بالمظاهرات وممارسة كل الفاعليات لعل الحالة ( تمشى معاهم )، ويترتب على ذلك أن يتغمدنا الله برحمته فتأخذ الإخوان ( شوطة ) تبعدهم عن الحكم . وإذ فجأة وأثناء حديث عيسى دخل إلى المكان بعض أفراد جماعة الإخوان، وقاموا بحدف الأحذية من على كاميرا عيسى فأصيب هو شخصيًا بجانب لا يستهان به، فقال (جازمًا ): أليس ماحدث الآن أمام أعينكم يفسر لنا وبالأكيد لماذا كل عضو من أعضاء جماعة الإخوان تراه دائمًا وهو مقطب الوجه وعامل (بوز) وكأنه ( دايب) من كثرة العمل السياسى والدعوى، كما يفسر لنا نشاط الأخ ناصر ( الحافى ) عضو جماعة الإخوان وهجومه على المحكمة الدستورية، وقد يظن الواحد منا أن هذا العضو ( كعبه ) عالى ويتحدث بطلاقة وكأنه أبو ( لمعة )، ولكن ياويح (لسان) حاله هذا مجرد ( دهان ) عل ( الوش ) أو تستطيع القول إنه مجرد (فَرشة) من العضو، ليوحى لنا أنه هو الذى يعلم مع أنه ( بيمسح ) بتصرفه تاريخ جماعته. وهنا وقفت أمام كاميرا إبراهيم عيسى وقلت: اسمحوا لى أن أخاطبكم، فأنا أبو يكح الجوسقى شيخ حارة درب المهابيل، أقول لكم: لك الله يا مصر ولكم الله يا شعب مصر العظيم، فإن المصائب يجمعن المصابينا لقد جاءت كل مصيبة لتقف (حذاء) أختها.. لك أن تعلم يا عزيزى المشاهد أن المصائب لا تأتى فرادى ولكن يأتين سيرًا على (الأقدام )، متعاقبات ( فردة فردة ) فالأخ يُضْربُ بالحذاء والمصرى تكفيه الإشارة .