درب الفشارين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق... فهذه المساحة ممنوعة إلا على أحفاد أبو لمعة الأصلى. يستضيفهم : حسن شاهين مثل غيري طار عقلي بسبب تلك الهوجة من التكفير التي خرجت من دعاة السلفيين والإخوان ، وكان أكثرها إثارة للجدل ما قاله الشيخ المحلاوي من أن الليبراليين كفار، وأن من لم ينتخب محمد مرسي كافر ، ومن بعده خرج دعاة من عينة عبد الله بدر الشهير بعبد الله « كُفر « وشخص غريب الأطوار اسمه وجدي غنيم خرج توا من مصحة نفسية.. ناهيك عن فتاوى أخ من النوع الإخواني «شديد التكاثر» اسمه عبد القادر أحمد عبد القادر قال إن الليبراليين هم الذين يمتلكون مزارع ثعالب !! ومزابل خنازير ويزرعون البانجو والخشخاش وأن العلمانيين كفرة، وأن الاشتراكيين ملحدون، وقد اتضح أخيرا أن نوع الأخ عبد القادر يتكاثر عن طريق «الفقس» لأنه في أصله «بيض» وقد قال لي أحد الإخوة إن الأخ صاحب اللسان النتن المسمى عبد الله بدر «كُفر» ينتمي إلى فصيلة من فصائل البيوض وهي فصيلة الحرباء «الحرباية» التي تعتمد في أكل عيشها على لسانها، ولسانها هذا يقبل أكل كل ما يقع فيه من حشرات وهوام وزواحف وقوارض صغيرة، يعني لسان لملام والعياذ بالله. زادت يا ولداه ألسنة التكفيريين حتى باتت وكأنها هي «القاعدة» لذلك حينما خرجتُ من حانة درب المهابيل الشهيرة ألتف حولي عدد من أهل الحارة، قال لي أحدهم وهو يترفق بي: يا سيد أبو يكح الجوسقي، اليوم غير الأمس، ونحن الآن في ظل حكم الإخوان، والإخوان كما تعلم أطلقوا علينا عددا من شيوخهم وشيوخ السلفيين كفرونا وكفروا عيشتنا، لذلك فإننا نفكر في إلغاء حانة درب المهابيل، باعتبارها لا تتفق مع العهد الجديد، ومن الممكن أن تصبح الحارة كلها من الكفار بسبب هذه الحانة. قلت للأخ الذي كان رفيقا بي: أنا متفق معك يا أخي، فالإخوان الآن يحكموننا، والإخوان أنواع، إخوان ولدتهم أمك، وإخوان لم تلدهم أمك ، وإخوان هايكفروا دين أمك. انبرى من بين الواقفين أحد أبناء الحارة النجباء قائلا: ولكننا لا نسكر في حانة درب المهابيل، فقط نلتقي ونتسامر، أما البوظة التي نشربها فهي بوظة لا يسكر قليلها ولا كثيرها، ورغم ذلك فإن أبا حنيفة أجاز الخمر غير المعصورة من العنب ، فالمحرم عند أبي حنيفة هي الخمر العنبية، أما خمر الشعير وغيره فلا حرمة في شرب القدر الذي لا يسكر منها. قلت للأخ النجيب: والله يا أخي لو سمعك الإخوان والوهابيون لأقاموا الحد عليك. المهم حدثت حالة جدل بين أبناء الحارة، ماذا نفعل وفتاوى التكفير تحاصرنا من كل جانب وتقفز في وجوهنا من كل حدب وصوب، كلمة من هنا وكلمة من هناك إلى أن استقر عزم أهل الحارة على أن نكون كفارا بأيدينا لا بأيدي أحد غيرنا، نجرب الكفر مرة من عمرنا ، نعيش عيشة الكفار ، نفسنا أن نجعل حارتنا هي حارة الحرام، ومن ثم بدأنا في تنفيذ فكرتنا المجنونة ، فكرة « كفار ليوم واحد». كانت أول عقبة تقابلنا هي أن الحارة فيها مسجد، فكيف نكون حارة ترفع من قيمة الكفر والحرام ويكون فيها مسجد ، ولكنني باعتباري حلال العُقَد وجدت حلا سهلا ، ذهبت إلى الخطاط وصنعت لافتة كبيرة ، ووضعتها على باب المسجد، وحينما استيقظ الناس قرأوا على اللافتة «هذا هو المسجد الحرام» إذ بما أن حارتنا هي حارة الحرام، فلا بد أن يكون مسجدنا هو «المسجد الحرام». المهم أننا أغلقنا الحارة على أنفسنا يوما كاملا لنعيش عيشة الكفار التي أوصلنا لها حكم الإخوان ، كفار كفار مش أي كلام يعني، وعندما خرجت من بيتي في الصباح إذا بابن حلزة يباغتني قائلا: عمت صباحا يا أبا يكح ..إلى أين أنت ذاهب الليلة؟ قلت له وأنا جاحظ العينين: سأذهب مع صديقي أبو جهل فى البطحاء لنلعب البولينج. انفعل ابن حلزة وكأنني آذيت الآلهة وقال لي: البولينج !! البولينج !! ويحك يا رجل هل تركت ألعاب آبائنا من كرة القدم والمصارعة الحرة وذهبت إلى ألعاب أصحاب هذا الدين الجديد؟ وقبل أن أفتح فمي بكلمة اندفع شاب من شباب الحارة يقال له السميدع وأخذ يصيح وهو يقول: يا قوم ، يا قوم. فاجتمع نفر من أهل الحارة يتساءلون عن سبب هذا الصياح .. قال أحدهم : ما الذي حدث يا سميدع؟ قال السميدع: لقد صبأت المذيعة التليفزيونية هالة سرحان. قلت له مستنكرا : من قال لك ذلك ، هذه فرية ورب الكعبة. قال السميدع باكيا: لقد شاهدتها بعيني رأسي تأكل البيتزا مع أم السحاليل في «الكوفي شوب» خلف خزاعة. قلت وأنا أتألم: واللات والعزى إنك لتهذي ، ليس معنى أنها أكلت البيتزا تكون قد صبأت، فأبو جهل كان يأكل البيتزا من يومين ومع ذلك فهو معنا. قاطعني السميدع: ليست المشكلة في البيتزا، فإن كان الأمر عليها لهان الخطب، ولكن المشكلة أنها كانت تأكلها في خزاعة. قال أهل الحارة في نفس واحد: فلتكن حرب على خزاعة، يقال إن عبد الله بدر من خزاعة ويبدو أنه هو الذي يحرض أهل حارتنا على أكل البيتزا عندهم. قلت لهم : يا قوم، يا قوم ، مهلا، لو اجتمعنا الآن على خزاعة وفيها عبد الله بدر، لخرج علينا من الناحية الأخرى بنو عبد مناف وفيهم وجدي غنيم ، فنكون قد وقعنا في الكمين. رد السميدع: لا عليك يا رجل ، فما زال عبد الله بدر يلغ في دماء إلهام شاهين ، وهو غير متأهب حاليا إلا للحريم، أما وجدي غنيم فهو مشغول حتى النخاع بحزب الدستور. ومن بين أهل الحارة تقدم رجل يقال له غطفان الدستوري ، وقال بصوت مبحوح وكأن العرسة أكلت حنكه: وماذا يقول وجدي غنيم عن حزب الدستور؟ قال السميدع: يقول إنه صبأ وأخذ يكررها، وقد شاهدته في «اليوتيوب» وهو يقول: حزب الدستور كااااافر، كااااافر . قلت منفعلا : ثكلتك أمك يا ابن غنيم، ما هكذا تورد الإبل، وما كان لك أن تكشف عن دين الدستور ، وإلا لجاز لكل دستوري أن يكشف عن دين أمك. ثم نظرت إلى ابن حلزة وقلت له: أين أبو جهل إنني لم أره اليوم كما أنه لم يذهب ليقدم القرابين للآلهة. قال ابن حلزة: لقد ذهب يا سيدي إلى دار الندوة ليلعب البلياردو، فقد عرفت أنه سيدخل التصفيات مع المسلمين. أخذت أبحث بطرف عيني عن العبد هيثم، ثم قلت: يجب أن اذهب إليه سريعا، أيها العبد هيثم، أيها العبد هيثم . انتفض العبد هيثم من بين الجموع قائلا : لبيك يا سيدي. قلت له: احضر لى الناقة الفور باى فور . قال العبد بحيرة، سيدى.. لا يوجد فى الجراج إلا الحمار الأوتوماتيك هل أحضره؟ نهرته قائلا: وأين الناقة؟ قال العبد: ركبتها سيدتى أم جميل وحاولت أن «تُأمرك» بها فغرزت فى الصحراء. قلت بانفعال : ويل للعرب من شر قد اقترب، ويل للعرب من شر قد اقترب، حتى هنا تحاولون الأمركة، الأمركة دخلت بيتي، ألا يكفيكم أمركة الطعام فأصبح طعامنا بيرجر، وأمركة الثياب فأصبحت ثيابنا جينز. انصرف الناس إلى حال سبيلهم فأخرجت المحمول من جيب « البنتاكور « فإذا بالبطارية فارغة ، ويح هذه البطارية ، كنت أريد أن أتصل بأبي لهب حتى يأتي إليَّ سريعا ، يجب على الأقل أن أرسل له sms، ناديت على العبد هيثم. رد هيثم : لبيك وسعديك يا سيدي . قلت له: أين ستذهب الآن. قال هيثم : لو سمح لي سيدي سأذهب لصلاة الظهر. قلت له متعجبا: نعم يا روح أمك ، ستذهب لصلاة الظهر !! ألست كافرا مثلنا. وهنا استدرك هيثم الأمر فقال: نعم أنا كافر، استغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم، صلاة إيه بس، أنا كنت ناسي، والله يا سيدي إني أفكر في الهجرة من فرط ما فعله فينا بنو خزاعة وبنو قينقاع، من أهل وجدي غنيم وعبد الله بدر وفصائلهم البيوضية المتكاثرة. قلت لهيثم وأنا أرفق به: معلهش يا هيثم ، فالذي يحكمنا حاليا هم التكفير والهجرة، لذلك يجب علينا التفكير في الهجرة.