"باتنين ونص.. وتعالى بص".. لن يكون غريبا أن تسمع تلك الكلمات خلال الأيام المقبلة داخل أروقة وردهات شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، فالشركة التي يبدو أن قيادتها أضاعت البوصلة الموجهة لطريقة وأسلوب عملها، تناست أن الدور الأساسى الذي أوجدت من أجله متعلقا بالإنتاج الدرامى وإنتاج الأعمال الدرامية، وقررت أن تدخل سوق "البيزنس"، لتنتج جهاز العروسين، عن طريق الاستعانة بعمال الديكور التابعين للشركة في تصنيعها، بعدما عملت بمنطق "الإيد البطالة". ووفقا لمصادر، تحدثت إليها "فيتو"، فإن اجتماع مجلس إدارة الشركة الأخير تم خلاله مناقشة مقترح بإنتاج غرف نوم للعرائس واستغلال عاملي الديكور في الشركة لتولي تلك المهمة، وعلي غير المتوقع نال ذلك المطلب مباركة محمد العمري، رئيس الشركة وبقية أعضاء مجلس الإدارة باعتباره فكرة جديدة بدلا من الاهتمام بالبحث عن حل لأزمة تعثر إنتاج الدراما وعدم وجود الشركة على خريطة الأعمال الفنية. واستكمالا لخطة تخلي قيادات الشركة عن دورهم الأساسي في إنتاج الدراما وتسويق الألبومات الغنائية واستغلال التراث الفني والكنوز التي تحويها السجلات كان ذات اجتماع مجلس الإدارة على موعد مع عدة قرارات أخرى، رأت المصادر أنها تسهم في دعم خطة "الخلع" الممنهجة التي تهرب بها الشركة من ساحة المنافسة الفنية. وأوضحت المصادر أن مجلس الإدارة قرر خلال الاجتماع ذاته الموافقة على قرار بيع الملابس الموجودة في مخازن الشركة، بسعر 2 ونص جنيه للكليو، وهى – وفقا لتأكيدات المصادر- ملابس كانت تستغل في تصوير الأعمال الفنية، وبدلا من تنظيفها والحفاظ عليها ومحاولة تسويقها وتأجيرها أعلن مجلس الإدارة بيعها بأسعار زهيدة.. المثير في الأمر هنا، أنه بالتزامن مع حالة النشاط التي دبت في مجلس إدارة "صوت القاهرة"، وتحديدا فيما يتعلق ب"بيزنس الملابس وغرف النوم"، على الجانب الآخر، تعانى الشركة من حالة خمول كبيرة فيما يتعلق بالإنتاج الفنى، ليس هذا فحسب، لكن يمكن القول إن الأزمات باتت تحاصر أسوار الشركة من جميع الاتجاهات، وهو أمر أوضحه توقف العديد من المشروعات الفنية التي تم الإعلان عنها والترويج لها باعتبارها عودة للشركة لتخوض غمار المنافسة وهي مسلسل طلعت حرب وغيره من الأعمال التي أوجدت لنفسها مساحة كبيرة من تصريحات "العمري" للصحف والمجلات منذ توليه رئاسة الشركة، إلا أن تنفيذها فعليا على أرض الواقع لم يتم، ما دفع البعض للإشارة إلى أنها تدخل تحت بند "الشو الإعلامي"، ليس أكثر لاسيما وأن الاستديوهات الخاصة بصوت القاهرة بالعباسية تحولت إلى ملكية خاصة ل"الفئران والقوارض"، وفقا لما أكدته المصادر.