صفاء حجازى تجهز ترددين للمحطة.. وخطاب جهة سيادية يعرقل التنفيذ جاهل من ينكر أهمية التراث الإذاعى الذي تتميز به الإذاعة المصرية، التي تمتلك منتجًا إعلاميًا نادرًا منذ ثلاثينيات القرن الماضى -بداية بثها رسميًا تحت ولاية الحكومة المصرية- بل هناك بعض المواد القليلة منذ سنوات تسبق ذلك التاريخ كانت تستخدمها إذاعات أهلية وتم الحصول عليها مع وضع الحكومة يدها على عملية البث في ذلك الزمان، إلا أنه رغم هذا لا تزال عملية الاستفادة بالتراث لصالح "ماسبيرو" أزمة حقيقية تطل برأسها من وقت لآخر، خاصة مع ما تعرضت له كنوز الميكروفون من سرقات عديدة طيلة السنوات الفائتة. إذاعة "ماسبيرو إف إم" فكرة طرأت على ذهن المسئولين في الإذاعة بهدف رفع الأتربة عن كنوز الزمن الجميل، وتهيئتها للبث عبر ميكروفون مهمته إذاعة كل ما هو قديم ونادر من التراث المكدس في شرائطه بالمكتبات، وسرعان ما لاقت الفكرة استحسان الكثيرين لتدخل حيز التنفيذ، ولضمان نجاحها اقترحت رئيسة الاتحاد صفاء حجازى أن يتم الأمر في نطاق بث تجريبى لها لمدة سبع ساعات يوميًا باستغلال جزء من البرنامج الثقافى على موجة 5'91. ومع تحقيق المحطة نجاحًا ملحوظًا، وإشادة الكثيرين بها كان ذلك دافعًا لدى لمسئولين عنها لتقديم طلب تخصيص موجة ثابتة لهم يتم البث عليها بشكل يومى كامل ووضع خطة متكاملة بها بعض مواجز الأخبار التي تجعل المستمع على دراية بالأحداث وحتى لا تصبح الإذاعة الوليدة بمثابة وسيلة انفصال عن الواقع تمامًا. مصادر داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كشفت أن هناك خمس موجات خالية لدى "ماسبيرو" يمكن أن تكون للمحطة الجديدة واحدة منها، مشيرة إلى أن رئيسة الاتحاد كانت تدرس إمكانية استغلالها، مع الأخذ في الاعتبار أن الإيجار للموجة الواحدة يصل إلى 25 مليون جنيه حال طرحها للعرض على شركات من القطاع الخاص تنوى دخول عالم الميكروفون مثل إذاعة "نجوم إف إم". وكشفت المصادر تقدم نادية مبروك، رئيسة الإذاعة، بطلب لرئيسة الاتحاد لمنحها موجة لماسبيرو إف إم، وبدورها، وعقب الإشادات التي لمستها عن المحطة وافقت "صفاء" على الأمر، وأوكلت لأمجد بليغ، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية مهمة تجهيز موجتين ليتم الاختيار من بينهما وجعلهما جاهزتين للبث في أي وقت بعد الاستقرار على تردد معين. ولكن لأن الرياح دائمًا تأتى بما لا تشتهى السفن، ففى الوقت الذي تحمست فيه رئيسة الاتحاد لبث ماسبيرو إف إم رسميًا، أكدت مصادر مطلعة اصطدام ذلك برغبة جهة سيادية الحصول على تردد جديد لاستخدامه إذاعيًا خلال الفترة المقبلة. المصادر لفتت النظر أيضًا إلى أن الجهة السيادية تقدمت بطلب ل"رئيسة ماسبيرو"، الأمر الذي دعاها لإخطارهم بوجود موجتين تم تجهيزهما بالفعل لتنتظر أن تختار تلك الجهة أيًا منهما لتصبح الأولوية لديهم في تحديد التردد المناسب، على أن تمتلك ماسبيرو إف إم التردد الثانى. ونوهت المصادر ذاتها إلى أن عدم حسم الأمر حتى وقتنا الحالى، جعل مسئولى ماسبيرو يلجئون لإرجاء البث الرسمى لإذاعتهم المعنية بالتراث لبعض الوقت. المثير أنه وأثناء وجود رئيسة الاتحاد حاليًا للعلاج في مستشفى الجلاء ومرورها بوعكة صحية أعادت رئيسة الإذاعة مخاطبتها لبث ماسبيرو إف إم بوضعها الحالى لمدة سبع ساعات على "النايل سات" ظنًا منها أن ذلك يحقق انتشارًا أكبر لها لحين إنهاء أزمة اختيار الموجة، إلا أن سيدة ماسبيرو الأولى قابلت ذلك الطلب بالرفض، حسب تأكيدات المصادر، التي بررت – بدورها – تخوف "صفاء" من سرقة مواد التراث وتسجيلها بعد بث المحطة على "النايل سات" من جهات خارجية يصعب بعد ذلك مقاضاتها كما أوضحت المصادر أنه في حالة البث رسميًا سيتم عمل بصمة للمنتج الفنى للإذاعة حتى يسهل الحفاظ عليه بعد ذلك بكل أمان حتى لو تم بثه على النايل سات مستقبلا أما وضعه الحالى فهو لا يسمح بذلك.