لا تتوقف الحكومة عن إطلاق عشرات التصريحات حول خطط خمسية لمواجهة السيول، ولكن وزراءها مع أول اختبار و«قبل الشتا ما يدق البيبان» يغرقون في «شبر ميه»، ويقفون عاجزين أمام الأمطار التي تحاصر قرى ومدنا بأكملها، ويكتفون مثل المواطن العادى ب«الفُرجة» وإعلان أنه «ليس في الإمكان أبدع مما كان» و«ما باليد حيلة»، وكأن السيول تفاجأهم، وتأتى في غير أوقاتها، أو في أماكن غير متوقعة. الأرقام المعلنة من جانب الحكومة لمواجهة أخطار السيول تكشف وبشكل واضح، غياب الرؤية لدى الوزراء المعنيين بالملف، وتؤكد بما لايدع مجالا للشك أن مشكلة مصر ليست في قلة الإمكانيات أو الموارد، وإنما في غياب قيادات قادرة على إدارة الأزمة، والتعامل معها بشكل احترافي، يحفظ للمواطن البسيط حياته ويحميه من تقلبات المناخ.