ظلت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية حديث العالم لأنها المرأة الوحيدة ببريطانيا التي ترأست حزب المحافظين من 1975 إلى 1990، كما أنها المرأة الوحيدة التي تقلدت منصب رئيسة الحكومة في بريطانيا عام 1997، وفازت به لثلاث مرات على التوالي.. لقد تميزت المرأة الحديدية بصلابتها وجرأتها في التعامل مع الأوضاع السياسية والاقتصادية.. خاضت حربًا طويلة ومكلفة ضد الأرجنتين من أجل الجزر التي كانت تخضع للإدارة البريطانية، وربحت تاتشر الحرب مما رفع رصيدها السياسي وأدي إلى انتخابها للمرة الثانية رئيسة للحكومة البريطانية في عام 1983.. أبرز الأشياء التي أجبرتها على إنهاء حياتها السياسية طبعها السياسي المتعنت، فقد واجهت احتجاجات موسعة من حزبها عقب السياسة الجديدة لجمع الضرائب التي كانت تسعي لتطبيقها، والتي لم تنل موافقة الشعب البريطاني الذي خرج للشارع من أجل الاعتراض على هذه القرارات، الأمر الذي دفع حزب المحافظين للتخلي عن تاتشر، وأجبرها على الاستقالة في 22 نوفمبر 1990.. العالم الآن يترقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي يتنافس عليها الآن كل من المرشحين دونالد ترامب المرشح الجمهوري وهيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية، وما تسفر عنه نتائج الانتخابات.. العالم شاهد المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين قبل بدء تصويت الناخبين بأيام، والتي أظهرت مدى تربص كل مرشح بالآخر ومحاولات التشويه والاتهامات المتبادلة وكشف الفضائح من كل لون، واستغلال كل مرشح سقطات الآخر من تصريحات تم إعلانها وتسريبات لتسجيلات.. كلاهما لعب بأوراق رخيصة للوصول إلى حكم أمريكا.. قبل بداية التصويت صوب ترامب السهام للإدارة الأمريكية واتهمها بالتدخل لتزوير الانتخابات لصالح هيلاري، ورفض أوباما تصريحات ترامب واعتبرها إهانة لأمريكا كدولة ديمقراطية.. واتهم ترامب الإعلام بكامله بالتحيز لصالح المرشحة الديمقراطية.. كل هذه الاتهامات قد تقلل من شعبية ترامب وتحول دون وصوله إلى البيت الأبيض الذي يستعد لاستقبال الرئيس الرابع والخمسين للولايات المتحدةالأمريكية.. إما فيما يخص المناظرات بين المرشحين فهي غير مؤثرة ولا تؤثر على نمط التصويت للأمريكيين، وبخاصة في الولايات الكبيرة، إنما تبين لكل من شاهد وتابع المناظرة الثالثة والأخيرة أن هيلاري كانت تتحدث على أنها الرئيسة الأمريكية، وبخاصة خلال هجومها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، واتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.. على العموم كل المؤشرات والتوقعات في صالح المرشحة الديمقراطية لتاريخها السياسي بعضويتها في مجلس الشيوخ الأمريكي، ووزيرة للخارجية، ثم مرشحة لرئاسة أمريكا، وحال فوزها في الانتخابات الرئاسية ستدخل التاريخ كأول امرأة ترأس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وثاني امرأة حديدية في العالم بعد مارجريت تاتشر.