الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية: مصر تمتلك الآن أسطولين لفرض سيادتها على البحرين الأحمر والمتوسط

* القوات المسلحة لم تبخل علينا في امتلاك وحدات ذات تقنية عالية لحماية المسرح البحري للبلاد
* نقوم بتأمين منصات وحقول البترول والغاز وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس
* تعاون مشترك مع العديد من الدول العربية في عملية "إعادة الأمل" لليمن
* فرقاطات حديثة من طراز «جوويند» تصل مصر
* تدريبات مشتركة مع الجانب الروسي خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح
قال الفريق أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، إن القوات المسلحة اصبحت تمتلك أسطولين "الأسطول الشمالي والجنوبي" وسيقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدشين الأسطولين ورفع علم القوات المسلحة على المنيسترال "أنور السادات "للأسطول الجنوبي في البحر الأحمر احتفالا بأعياد القوات البحرية هذا العام.
وأكد ربيع أن القوات البحرية تقوم بدور كبير مع باقي أجهزة القوات المسلحة في حربها على الإرهاب بسيناء .
وأضاف ربيع أنها تقوم بحماية السواحل وقطع الإمداد والدعم اللوجستي عن الإرهابيين ومنع تهريب أو دخول السلاح عن سيناء عن طريق البحر.
وأشار ربيع في حوار خاص ل "فيتو": بمناسبة الذكري 49 للقوات البحرية والتي توافق مع احتفال مصر بأعياد أكتوبر أن القوات البحرية جاهزة لحماية المياه الإقليمية والاقتصادية والسواحل المصرية على مدى الأربع والعشرين ساعة، وأن التأمين والمرور القريب والبعيد يتم على مدى الساعة لمسافة أكبر من 1200 ميل بحري، لفرض «سيادة الدولة» بممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها ومطاردة كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين أو الإضرار بمقدرات الشعب المصري.
وإلى تفاصيل الحوار:
*ارتبط اسم القوات البحرية بسجل زاخر من البطولات والتضحية ما أسباب اختيار هذا اليوم عيدا للقوات البحرية؟
في يوم 21 أكتوبر 1967 جاءت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة «إيلات» والتي كانت تعتبر من أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية لأنها اخترقت المياه الإقليمية بشكل سافر استعراضا للقوة على مسرح العمليات البحري وعلي الفور صدرت الأوامر بمغادرة 2 لنش صواريخ بحرية سطح\سطح لأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة في تدمير وحدات بحرية كبيرة مثل المدمرات والفرقاطات، مما أدي إلى تغيير الفكر الإستراتيجي العالمي، فأخذنا من هذا اليوم العظيم عيدا للبحرية.
في ضوء الاستكشافات الجديدة من الغاز الطبيعي والبترول في البحر المتوسط ما هو دور القوات البحرية في تأمين هذه الحقول؟
إن القوات البحرية تمتلك حاليا وحدات ذات تقنية عالية للعمل في كافة المجالات وحماية المسرح البحري للبلاد، بجانب المهام القتالية المكلفة بها لحماية وتأمين المياه الإقليمية والأهداف الحيوية والاقتصادية بالبحر. فنحن نقوم بحماية حقول البترول التي تم اكتشافها مؤخرا على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط.
وذلك كان يتطلب وجود قوة عسكرية قوية تحميه بامتلاك القوات البحرية وحدات حديثة مثل حاملات الطائرات طراز الميسترال-والرقاطة فريم-والغواصات طراز 209-والقرويطات طراز جويند"لها قدرة عالية للبقاء في البحر لفترات طويلة وتتميز بالاتزان القتالي وأصبحت القوات البحرية قادرة على حماية الاستكشافات الجديدة وتأمين مصادر الطاقة من الغاز الطبيعي والبترول في كلا البحرين.
*ما هو الدور الذي تقوم به القوات البحرية في معاونة الدولة للتنمية؟
القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة تقوم بدور هام وحيوي في تقديم الدعم لأجهزة الدولة، والاشتراك في أعمال الإنقاذ البحري، ومكافحة التلوث البحري، وعمليات الإخلاء، وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية التي تتعرض للمحن في حالات الطقس الردئ خاصة بمنطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ، ومكافحة أعمال تهريب البضائع بالبحر كالسولار والسجائر والأدوية ذات الطبيعة الخطرة.
وحول ماهية الدور الذي تقوم به القوات البحرية لمساندة أجهزة الدولة المختلفة وكذلك دعم مسيرة التنمية والبناء، لافتا إلى أن القوات البحرية تقوم بإمداد هيئات الموانئ بالمرشدين البحريين، وكذلك قادة القاطرات نظرًا لما لهم من خبرات في قيادة الوحدات البحرية ذات الإزاحات المختلفة، في إطار التعاون الوثيق بين القوات البحرية وهيئات الموانى ووزارة النقل.
كما تقوم القوات البحرية بإعداد وتأهيل الضباط البحريين والمتقاعدين للعمل بالقطاع المدني وهيئة الموانى وهيئة قناة السويس، من خلال عقد الدورات المختلفة بمعهد الدراسات العليا البحرية، طبقا لتعليمات المنظمة البحرية العالمية.
*في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات للأمن الإقليمي والعربي ما هي أهمية التعاون المشترك بين الدول الشقيقة والصديقة في تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة؟
تتعرض منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط للعديد من التحديات التي تؤثر على الأمن القومي المصري والعربي، ومن هذا المنطلق أدركت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة أهمية التعاول والعمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة بشأن تدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية في العالم، ومشاهدة أساليب التدريب القتالي بالبحر والتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا ونظريات التسليح والتكتيكات، قال قائد القوات البحرية: «إن القوات البحرية تشترك مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت والأردن وليبيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا اليونان في تدريبات بحرية مشتركة، مما يكون له أبلغ الأثر في الاستفادة المتبادلة من خلال نقل الخبرات». بالإضافة إلى الاشتراك مع الدول العربية في عملية إعادة الشرعية إلى اليمن "إعادة الأمل" بتنفيذ حصار بحري للساحل اليمني لمنع تهريب الأسلحة للحوثيين اعتبارا من مارس 2015 بناء على رغبة الرئيس اليمني عبد ربه منصور.
*كيف تواكب القوات البحرية تدريب الفرد المقاتل على التطور الهائل الذي حدث في تحديث أنظمة التسليح؟
في إطار الدعم الكامل والمستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة يجرى تطوير وتحديث القوات البحرية وذلك من خلال المحافظة على رفع الكفاءة الفنية للوحدات البحرية المقاتلة، وتدبير وبناء وحدات بحرية جديدة وحديثة ومتطورة وتوفير تدريب حديث يشمل مساعدات تدريب متطورة وتوفير سبل الحياة الكريمة للفرد المقاتل والرفع من روحه المعنوية ورفع كفاءة وبناء منشآت جديدة.
والقوات البحرية تعمل في إطار المنظومة الكاملة للقوات المسلحة التي تهدف إلى المساهمة في التقدم الاقتصادى لمصر، بإنشاء وتشغيل الموانئ المختلفة.
بالإضافة أن القوات البحرية، تواكب التطور وتقف على مسافة متساوية بين بحريات العالم بخطوات حثيثة وواسعة، فالعالم الآن في تطور سريع ومذهل في تكنولوجيا التسليح البحري، بالإضافة إلى تطور نظم الاتصالات ونقل المعلومات، مشيرا إلى وضع خطة شاملة لتطوير قواتنا البحرية تشتمل على تزويدها بأحدث أنواع الوحدات البحرية الحديثة وطبقا للمتطلبات العملياتية والمهام المسندة إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة.
*القوات البحرية حصلت على وحدات جديدة مؤخرا بما يتناسب مع التحديات التي تواجهنا داخليا وخارجيا على أي أساس يتم اخيتار هذه الوحدات؟
القوات البحرية تواكب الجديد والحديث دائما في مجال التكنولوجيا وأنه روعي في الحصول على الوحدات البحرية الجديدة، أن تكون ذات قدرات قتالية عالية وتتميز بتكنولوجيا الإخفاء والتمويه ولها قدرة الاتصال عبر الأقمار الصناعية، كما روعي فيها أن تشتمل على منظومات قيادة وسيطرة عالية التقنية وأن تكون ذات معدلات استهلاك منخفضة للوقود لزيادة قدرتها على البقاء في البحر.
إلى جانب التدريب المستمر للضباط والأفراد على الوحدات المنضمة حديثًا للقوات البحرية وذلك بإيفاد الضباط والأفراد ببعثات تدريبية خارجية للتدريب على الأجهزة والمعدات الحديثة في مختلف التخصصات مع الاهتمام بنقل المعرفة والتكنولوجيا لإعداد الكوادر اللازمة لتشغيل تلك السفن والمعدات باحترافية.
ولدى القوات البحرية منظومة متكاملة من المعاهد والمنشآت لتأهيل الضباط والأفراد لنقلهم من الحياة المدنية إلى كونهم جنود محترفين، وتتمثل تلك المنظومة في: «الكلية البحرية لتأهيل الطلبة وتخريجهم برتبة الملازم بحري - معهد الدراسات العليا البحرية لتأهيل الضباط في مختلف المستويات والتخصصات»، بالإضافة إلى منح الضباط المتقاعدين والعاملين بالبحر أرقى الشهادات الدولية في مجال العلم البحري.
حيث إن المعهد معتمد من المنظمة البحرية الدولية «imo»، والمنشآت التعليمية لتأهيل ضباط الصف والأفراد في مختلف التخصصات البحرية بالإضافة إلى أكاديمية مكافحة الحريق وحصر العطب المعتمدة دوليًا وتعد الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.
*كيف يتم الاستفادة من التدريب مع الجانب الروسي سواء في مصر أو روسيا؟
القوات البحرية الروسية من أقوى القوات البحرية عالميًا، لذلك فإن التدريب معها يعطى استفادة كبيرة للقوات البحرية المصرية في شقيها التدريبي والعملياتى فمثلًا الشق التدريبى يعطى إتقانا لتنفيذ المهام المختلفة وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا على الوحدات البحرية من خلال الاستفادة من التطور في مساعدات التدريب المتوفرة لدى الجانب الروسى، والاستفادة من التدريب في ظروف جومائية مختلفة ومسرح مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات، وكذا الإبحار لمسافات طويلة لتدريب الأطقم للإبحار لدولة روسيا والتواجد بالبحر الأسود.
أما الشق العملياتى فيعطى إظهار قدرة القوات البحرية المصرية على التواجد في مناطق بعيدة وتواجد العلم المصرى خارج مسرحى الحرب والعمليات، كما أن هذا النوع من التدريبات يمكننا من تنفيذ مهام مشتركة مستقبلية مع الجانب الروسى خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة الغير شرعية.
وذلك في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، وكذا الاستفادة من التواجد بدولة روسيا للتعرف على الأسلحة والمعدات الجديدة ومراكز القيادة والسيطرة الروسية المتطورة، ولا بد ألا نغفل أن التدريبات المشتركة تعطى تقوية وتطوير في العلاقات المصرية الروسية.
*ما هو دور القوات البحرية في عملية «حق الشهيد» بشمال سيناء؟
القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية تعمل طبقًا لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتنفيذ الأهداف الإستراتيجية / التعبوية / التكتيكية المحددة بواسطة القيادة العامة للقوات المسلحة في جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة وبالتالى كان للقوات البحرية المصرية دور في عملية (حق الشهيد) هذا الدور يتلخص في الآتى:
أ‌-عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر كذلك منع أي إمدادات أو دعم أن يصل لهم من جهة البحر.
ب‌-الاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمة أو سفينة مشتبه فيها.
ج‌-قامت عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها وتعقيمها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال كانت تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من المرحلة الأولى لعملية حق الشهيد للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
*متي تتسلم مصر الغواصات الألمانية؟
هناك تعاون عسكري كبير بين مصر وألمانيا، سنتسلم أول غواصة من طراز دولفين «تيب 209» من أصل 4 غواصات، في أوائل عام 2017، وهناك أطقم مصرية بالفعل نقوم بالتمرين عليها الآن في ألمانيا.