إجراءات منظمة لدخول وخروج الجثامين من المشرحة، وضعتها النيابة العامة ومصلحة الطب الشرعي للحفاظ على حق المتوفى وحمايته لحين دفنه بمثواه الأخير، ولا تتعامل مشرحة زينهم فقط مع الموتى، ولكنها أيضًا تتولى فحص المصابين والمتقاضين، والأسلحة المستخدمة في الجرائم، والمخدرات والسموم في قضايا المخدرات. وتتولى مشرحة زينهم فحص وتشريح الجثث في الأحوال الجنائية، والتعرف على الجثامين مجهولة الهوية، وتجميع أشلاء الموتى في الكوارث الجماعية، فضلًا عن الكشف على المصابين والمتقاضين في القضايا الجنائية والمدنية والعمالية، وضحايا جرائم العنف الجنسي، وقضايا العقم والعنة والرتقة، وقضايا الحمل والولادة والإجهاض، وكذلك قضايا الإفراج الصحي عن المساجين والمعتقلين والمشاركة في لجان تنفيذ أحكام الإعدام القضائي. وفيما يتعلق بفحص وتشريح الجثث، ترصد «فيتو» رحلة الجثمان منذ لحظة دخوله من باب المشرحة وحتى دفنه بمعرفة ذويه أو النيابة العامة. آليات دخول الجثمان المشرحة ويدخل الجثمان إلى مشرحة زينهم بإذن من النيابة العامة، التي تأمر بنقل المتوفى إلى مشرحة زينهم في حالة حوادث الطرق، أو حالات الشبهة الجنائية، وأول إجراء يُتبع مع الجثمان لحظة دخوله إلى مشرحة زينهم، إذا كان الجثمان معلوم الهوية، يتم تسجيل جميع البيانات الخاصة به في دفتر كبير بالمشرحة، يضم الاسم، وبيانات البطاقة الشخصية، ورقم المحضر، وتاريخ الدخول إلى المشرحة، ومن تسلم الجثمان، وسبب قدومه إلى المشرحة، سواء حادث طريق أو حاله جنائية. تشريح الجثمان وقبل البدء في تشريح الجثمان يُعد تقرير بتوصيف دقيق للحالة التي عليها الجثمان قبل التشريح، مع تصويرها تصويرًا دقيقًا، وبعد التشريح، يتم إعداد تقرير آخر بما انتهت إليه عملية التشريح، والأسباب التي أدت إلى الوفاة، وإثبات ما أُخذ من الجثمان للتحليل، في بعض الحالات، لإرسالها إلى المعامل الطبية والكيمائية، وترقيم هذا الجزء بنفس الرقم الخاص بالجثمان. الانتهاء من التشريح وبعد الانتهاء من التشريح يتم تغسيل الجثمان بمعرفة مغسل المشرحة، وتنتظر المشرحة لحين إصدار قرار من النيابة العامة بتسليم الجثمان إلى ذويه لدفنه، وبعد صدور التصريح، يُستخرج تصريح الدفن من المشرحة، ويتسلمه ذووه ويوقعون على تصريح بتسلمه. دفن الجثمان أما في حالة حصول الطبيب الشرعي على عينة من جثمان المتوفى لتحليلها، فلا يرتبط ظهور نتيجة التحليل بدفن الجثمان، فيُصدر تصريح الدفن وتسليمه إلى ذويه دون اشتراط ظهور نتيجة تحليل الجزء المأخوذ منه، وإذا كان هذا الجزء المأخوذ من أحشائه كبيرًا، تصدر النيابة العامة قرارًا بدفنه بعد الانتهاء من تحليله وإعداد تقرير بنتيجة هذا التحليل. الجثث المجهولة أما في حالة الجثث المجهولة، فيرد إلى مصلحة الطب الشرعي ما يقرب من 30 جثة مجهولة شهريًا، ولا يوجد مع المتوفى هنا أي شيء يثبت هويته الشخصية، فيتم ترقيمه، وتصويره فوتوغرافيا، ومعرفة أسباب الوفاة، وسحب عينة «DNA» منه لتحليلها والاحتفاظ بها لاستخدامها في حالة وصول أحد من أقاربه للتعرف عليه، ووضعها داخل الثلاجة ومعها "بطاقة ورقية" بها تلك البيانات، ورقم المحضر والتاريخ لحين قدوم ذويها للتعرف عليها، أو قرار من النيابة بدفنها. التعامل مع الجثث المجهولة ويقول الدكتور فخري صالح كبير الأطباء الشرعيين ، رئيس مصلحة الطب الشرعي، إنه يتم التحفظ على الجثث المجهولة داخل مشرحة زينهم، وكل أسبوعين تقريبًا نخطر النيابة العامة بتلك الجثث، وتظل الجثامين المجهولة محفوظة داخل المشرحة حتى تصدر النيابة العامة قرارًا بدفنها بمقابر الصدقة في أغلب الأحوال، وذلك بعد أخذ البصمة الجنائية للجثة المرقمة وحفظها، ويُوضع ذات الرقم على المقبرة، بحيث إذا حضر أحد من أهالي المتوفى فيما بعد، يطابقون البصمة الوراثية للجثة التي تم حفظها من قبل، ببصمة أحد أقاربه، وإذا تبين وجود علاقة أو تطابق بين البصمة الوراثية للجثة وبين أهله، يصبح الخيار متروكًا لهم، إما أن يوافقوا على إبقائه بمقابر الصدقة، وإما أن ينقلوا الرفات إلى مقابرهم الخاصة، بعد إذن من النيابة العامة. سرقة الجثامين وأكد كبير الأطباء الشرعيين أن مسألة سرقة الجثامين أو أعضاء منها داخل مشرحة زينهم أمر مستحيل، نظرًا لوجود عماله كافية وموظفين على مدى الساعة داخل مشرحة زينهم، لتأمين الجثث وحمايتها، وكذلك وجود أحد أفراد الشرطة خارج المشرحة لتأمينها. سرقة أعضاء الجثامين وأشار كبير الأطباء الشرعيين، إلى أنه خلال فترة عمله رصد عمليات لسرقة أعضاء من الجثامين قبل إرسالها إلى المشرحة، حيث كان هناك العديد من الحالات التي تأتي إلى المشارح، سواء التابعة إلى الجامعات أو الصحة أو مشرحة زينهم بدون بعض الأعضاء، وغالبًا يكون العضو المفقود بنسبه 99% هو "العيون" لاستخدامه في زراعة القرنية، ويقوم الطبيب الشرعي برصد ذلك، وعلى الفور يتم إبلاغ النيابة العامة وإثبات ذلك في محضر رسمي قبل تشريح الجثمان، مؤكدًا أن الجثامين في المشارح تظل في أمان تام لحين تسليمها إلى ذويها ودفنها.
