يحيا المسلمون والاقباط فى مصر بمحبة وإخوة فى إطار الحياة الاجتماعية المشتركة، فلا يوجد حفل زفاف للأقباط لا يحضره المسلمون والعكس صحيح ايضاً، لكن تبدو الطقوس المعمول بها لإتمام صلوات الزفاف المسيحى «الإكليل» غير مفهومة لكثير من الإخوة المسلمين، وفى هذا الموضوع نحاول تبسيط صلوات طقس الإكليل المسيحى. يعتبر الزواج أحد أسرار الكنيسة السبعة، وقد شرعه الخالق تعالى منذ البدء، وذلك واضح من قول السيد المسيح: (أما قرأتم أن الذى خلق من البدء، خلقهما ذكراً وأنثى). وقال: من أجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسداً واحداً، إذا ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد، «فالذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان».( إنجيل متى 19: 4-6) جذور قديمة يلزم لإتمام الزواج فى الكنيسة صلوات معينة, وذلك كما كان فى مصر القديمة، فصلاة الزواج كان ضرورياً إتمامها فى المعبد، ولابد أن يقوم بها الكهنة والمعروف أنه عندما دخلت المسيحية إلى مصر، دخلت كرسالة مكتوبة بلا موسيقى، فتم استخدام الموسيقى الفرعونية القائمة فعلاً، ووضعت عليها الكلمات المسيحية فهى نفس الألحان الفرعونية ويسمى ما يقال فى صلاة طقس الزواج ب«اللحن الفريحى» وتسمى هذه الصلاة ب«صلاة الإكليل». ويسمى العامة الخطبة المسيحية ب«نصف الإكليل» وهى مجرد محضر يوقع عليه المخطوبان والشهود ويحدد به موعد الزواج، وبعض الشروط الخاصة بما يقدمه العريس من هدايا «الشبكة» مع الاتفاق على كيفية تأثيث المسكن. «إكليل الشرف» والإكليل أصلاً يعنى التاج، وذلك بالنسبة للزواج كسر مقدس بصلوات الكاهن يحل للزوج والزوجة أن يصيرا فى شركة لا تنفصل إلا بالدنس- أى الزنى- بدخول طرف ثالث. والإكليل نفسه هو ما يوضع على رأس العريس والعروس, إشارة إلى أنهما صارا رأسى الأسرة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة, والكنيسة كلمة يونانية تعنى جماعة المؤمنين وهى تطلق أيضاً على مبنى العبادة المسيحية ذاته والتاج رمز للشرف العظيم الذى يناله الإنسان بالارتباط, ويتلو الكاهن لكلا العروسين وصية خاصة للالتزام بها من ناحية الطاعة. والاحترام المتبادل والإخلاص والوفاء والتعاون على مشاق الحياة. ومن طقوس الزواج المسيحى أيضاً أن يقوم الكاهن بربط دبلتى العروسين فى منديل كرمز للرابطة المزمع عقده, ثم يفك المنديل فتقوم العروس بتقديم إحدى الدبلتين للعريس كما يقوم العريس بتقديم الدبلة الأخرى لعروسه، تعبيراً عن الارتباط, كما يتم إلباس العريس حلة مزخرفة مثل حلل رجال الدين للتعبير عن قداسة هذا الزواج ,ويوضع على رأس كل منهما تاج يشير إلى أنهما صارا فى مملكة جديدة، وهى الأسرة. وبعد نهاية الصلوات يقوم المدعوون بتقديم التهانى للعروسين مع أهلهما خارج الكنيسة. «لحن التسليم» وأشهر الألحان فى صلوات الإكليل لحن يسميه العامة بلحن « التسليم» . تقول بعض كلماته «استلم يا عريس عروسك وحلالك» ويعتبره البعض نهاية الطقوس لإتمام الزفاف. أما عن الكنائس التى يتم فيها الزفاف فيتم إيجارها، وهناك كنائس معروفة للأغنياء من الأقباط مثل كنيسة العذراء بأرض الجولف، او الملاك شيراتون أو كنيسة مارجرجس بهليوبوليس، أو الكاتدرائية الكبرى، أو البطرسية، وكنائس للمتوسطين من الأقباط مثل كنيسة العذراء ب«الزيتون» وغيرها، وعذراء المعادى ومارمرقس المعادى ويتراوح إيجار الكنائس مابين 500 و 1500جنيه.او 2000 جنيه .