إحالة النائب محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، و9 آخرين من الأعضاء للجنة القيم للتحقيق معهم فيما نسب إليهم من المشاركة في مؤتمر نظمه مركز الحوار الإنسانى في سويسرا، دون استئذان رئيس المجلس، لن تحل المشكلة القائمة بين أعضاء المجلس، حول رؤيته للدور الذي يجب أن تقوم به اللجنة، والحقيقة أن حملة الانتقادات الموجهة للنائب السادات، بدأت منذ أن انتخب رئيسا للجنة، ولو عدنا إلى الخلاف الأخير بين النواب الذين طالبوا بالتحقيق مع رئيس اللجنة والأعضاء الذين شاركوا في مؤتمر سويسرا وبين السادات نلاحظ أن حسمه لا يحتاج إلى الحملات الصحفية وذلك بالرجوع إلى لائحة المجلس إذا ما كانت تسمح للنواب بقبول الدعوات الخاصة دون استئذان رئيس المجلس.. أولا تسمح وهذا ما أعلنه النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، فهناك قواعد أقرتها هيئة المكتب تقضى بضرورة إخطار المجلس بأية دعوات يتلقاها الأعضاء للمشاركة في أية فعاليات خارج البلاد، وأن النواب لم يخطروا المجلس بهذه الرحلة ففى هذه الحالة يجب أن تتخذ لجنة القيم الإجراء المناسب. ولو صح ما أكده السادات بأن المجلس ووزارة الخارجية وجهات أخرى معنية كانت على علم بالمؤتمر تحفظ الشكوى التي تقدم بها الأعضاء. والحقيقة أن القضية لا تتعلق باستبعاد السادات عن رئاسة اللجنة، أو استمراره، وإنما في تحديد مهامها واختصاصاتها، وإذا ما كانت تعبر عن الحكومة مثل العديد من اللجان الأخرى أو تعبر عن جموع المواطنين الذين اختاروا النواب بإرادة حرة.. ودون شبهة تزوير، وفق اعتراف العديد من المنظمات الدولية التي راقبت الانتخابات، ومن حق وواجب هؤلاء النواب أن يطرحوا كل التساؤلات التي تدور في الشارع المصرى دون خوف من عقوبات توقع عليهم، كما لا يمكن خداع العالم الذي أصبح بمثابة قرية صغيرة، ونبقى كل الانتقادات التي توجه إلى إدارة ملف حقوق الإنسان في مصر.. جملة وتفصيلا، خاصة أن الصحف المصرية تتضمن يوميا وقائع عديدة تؤكد أن حقوق الإنسان ليست بخير كما ينبغى أن تكون، صحيح أن هناك مبالغات عديدة تصدر عن بعض المنظمات المعبرة عن سياسات معادية لمصر، ومسئولية الرد عليها تقع على عاتق الحكومة، وما توفره من بيانات صحيحة لا تحتمل التشكيك، وليست ضمن مسئوليات لجنة برلمانية تتفاعل مع مشكلات المواطنين الاقتصادية والاجتماعية وتكشف التجاوزات الأمنية وتسعى لرفع الظلم عن الفئات غير القادرة حتى لا تفقد مصداقيتها في الداخل أو الخارج، ولن تتغير تلك المهام سواء استمر السادات.. أو أبعد!