لا تزال فضائح الثانوية العامة تتواصل، فلم تستطع وزارة التربية والتعليم، منع نشر امتحانات الدور الثانى وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى رغم أن بعض لجان امتحان الدور الثانى لم يكن فيها سوى مجموعة طلاب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وبين امتحانات الثانوية العامة في الدورين الأول والثاني، هناك قاسم مشترك يتمثل في حالة الغياب التام لرئيس عام الامتحانات الدكتور رضا حجازي، وهو الأمر الذي دفع عددا كبيرا من مسئولى وزارة التربية والتعليم للتساؤل حول الدور الفعلى ل"حجازي"، وهل هو الذي يرغب في الغياب عن مشهد الثانوية العامة هربا من المسئولية ومواجهة الرأى العام أم أنه يتم تهميشه من المشهد؟ في لقاء سابق مع الدكتور رضا حجازي، أكد أنه تضرر كثيرا من منصب رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة، والذي يلزم صاحبه برئاسة امتحانات الثانوية العامة، ولا يترك رئيس القطاع فرصة دون أن يتحدث عن الأضرار المادية التي لحقت به وفى المقابل حجم المسئوليات والمشكلات الملقاة على عاتقه منذ تولى المسئولية في أكتوبر من عام 2015 قياسا بالتدريبات التي كان ينفذها وقت أن كان نائبا لمدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، حتى أصبحت كلمات الدكتور رضا حجازى مادة تلوكها ألسنة الموظفين داخل الإدارات التابعة للقطاع في ديوان عام الوزارة. وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن هناك اتجاها لدى الوزير الدكتور الهلالى الشربينى للإطاحة برئيس قطاع التعليم العام من منصبه، على خلفية سوء الأداء داخل القطاع، وحالات الترهل الإداري، والتهرب من المسئولية في العديد من الملفات التي يتحمل مسئوليتها بالدرجة الأولى رئيس القطاع. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدكتور رضا حجازى يردد لكل من يلتقى بهم أنه راحل عن الديوان، وأن الأوضاع لم تعد تساعد على العمل، وتنفيذ ما يحمله من أفكار ورؤى لتطوير العملية التعليمية، دون أن يكون هناك صدى على أرض الواقع يعبر عن تلك الرؤى أو يشير إليها. وأكدت أيضا أن هناك حالة من الغضب المكتوم بين وزير التعليم ورئيس القطاع، وأن الخلافات بينهما بدأت مع امتحانات الدور الأول من الثانوية العامة، وأن الوزير وجه لرئيس القطاع انتقادات لاذعة بسبب عدد من القيادات التي اعتمد عليها الدكتور حجازى وكانت من أسباب فضائح التسريب التي شهدتها الثانوية العامة هذا العام، فضلا عن تسريب تفاصيل الاجتماعات واللقاءات التي كانت تجمع الوزير ورئيس القطاع، في حالة أثارت استغراب عدد من قيادات التربية والتعليم، وأثارت التساؤلات حولها. المصادر ذاتها، أشارت إلى أن بداية التغييب الفعلى كانت في أثناء التجهيز لنتيجة الثانوية العامة في الدور الأول، فقد فوجئ رئيس عام الامتحانات بأنه يتم التجميع النهائى للنتيجة دون علمه، كما أنه لم يكن على دراية بموعد إعلان النتيجة، وتلقى اتصالا هاتفيا من مكتب الوزير ليلة المؤتمر الصحفى الذي تم فيه إعلان النتيجة وأسماء الأوائل. ولفتت المصادر إلى أن دور رئيس الامتحانات في امتحانات الدور الثانى يقتصر على الإجراءات الإدارية والأوراق التي يجب أن يعتمدها بتوقيعه.