الأحداث التي تشهدها الدورة الأوليمبية الحالية ومن قبلها الدورات السابقة كشفت –بما لا يدع مجالا للشك- أن الرياضة المصرية (بعافية)، وأن الملايين التي يتم إنفاقها في كل دورة تذهب سدى نتيجة لأسباب عديدة كلها تصب في خانة أننا فاشلون في صناعة بطل أوليمبي، ولو ظهر بالصدفة نحاربه بشتى الطرق حتى يصبح فاشلا مثل أقرانه ولنا في كرم جابر وعلاء أبو القاسم وهشام مصباح المثل والعبرة ومع كل إخفاق أو فشل نعود لنقطة الصفر.. أو نقطة ومن أول السطر.. "فيتو" قررت فتح الملف متسائلًا.. متى نصنع بطلا أوليمبيا بالتخطيط وليس الفهلوة.. بداية قال الدكتور وليد عطا، رئيس اتحاد ألعاب القوى: الموضوع يحتاج تخطيطا علميا وهو ما نفتقر إليه في الوقت الحالى، والدليل على حديثي هذا أنه هناك ثلاثة أطراف تشرف على البطل ممثلة في وزارة الرياضة، واللجنة الأوليمبية والاتحاد، مع الأخذ في الاعتبار أن الأطراف الثلاثة بينهم أزمات على طول الخط، والبطل في النهاية يكون الضحية، وعندما يحدث إنجاز فإن كل طرف من الأطراف الثلاثة التي سبق أن تحدثت عنها يحاول بكل السبل أن ينسب فضل الإنجاز لنفسه ويحاول إزاحة بقية الأطراف. "عطا" أكمل بقوله: الوزير يريد (الشو كله) ويترك الصراع بين اللجنة والاتحاد، واللجنة الأوليمبية تحاول أن تثبت للجميع أنها "المهيمنة" على كل الأمر، ومن يحاول أن يجتهد دون الرجوع إليهم تكون عاقبته وخيمة ويحرم من الدعم والدليل على كلامى هذا أن الاتحادات المغضوب عليها لم تصرف الدفعات الخمس المخصصة للاستعداد للأوليمبياد، في حين أن الاتحادات المرضى عنها صرفت كل مستحقاتها..! والحل -من وجهة نظر عطا– أن تكون هناك لجنة محايدة بعيدة كل البعد عن الأطراف الثلاثة، تكون هي صاحبة الحق في التقييم والمتابعة، ويكون أعضاؤها مستقلين تمامًا، ويمكن أن نطلق عليها "لجنة البطل الأوليمبي"، أو أي تعريف آخر لها، المهم أن تكون موجودة. الجزء الثاني الخاص بالبطل نفسه -والحديث لا يزال لرئيس اتحاد ألعاب القوى- وهو لب القضية، والذي يجب أن نوفر له كل الظروف التي تجعله دائمًا في قمة تركيزه، ولا يفكر في أي شيء سوى الحصول على البطولات، وهذا لا يحدث في مصر فالبطل في مصر إما طالب أو مجند أو عاطل يبحث عن وظيفة أو أن البدلات التي يحصل عليها هي مصدر رزقه الوحيد، وهنا لابد أن تكون هناك آلية تضمن للبطل تأمين مستقبله واعتبار اللاعب موظفا لدى الدولة، لأنه دائم التفكير في مستقبله عند الإصابة والنماذج عديدة لأنه عند الإصابة يصبح مثل "خيل الحكومة" ينتظر رصاصة الرحمة وهنا لابد أن تكون هناك وثيقة تأمين تضمن له مستقبله سواء في حالة الإصابة أو عند الاعتزال. النقطة الثالثة خاصة بضرورة الاحتكاك بالمدارس المتميزة في اللعبة التي يمارسها من خلال فترات معايشة مع الأبطال والنجوم في اللعبة نفسها وهنا ستكون النتائج مميزة، فضلا عن توفير المناخ سواء مدرب صاحب خبرة أو خبير علمي أو إخصائي نفسي يجنب اللاعب الدخول في أزمات نفسية عند الخسارة أو التعرض للإصابة.