"الخطبة لا تقدم جديدا، معرفة موضوع الخطبة مسبقًا"، ربما يعتبر الكثير من الشباب هذه أسباب كافية لعدم حضور خطبة الجمعة والاستماع لأحاديث ودروس الخطيب، ؛ فتكرار تناول الموضوعات التي يتناولها الخطيب، في كل مناسبة، بالإضافة إلى ابتعاد ما يقوله الخطيب عن الواقع ومقتضياته؛ جعلت الشباب يعزفون عن الاهتمام بالخطبة، ويتعاملون معها على أنها أحد روتينات يوم الجمعة كإحضار "الإفطار والبطيخة" بعد الصلاة وارتداء الجلباب الأبيض. وحتى لا يتم اتهامنا بالحديث دون أدلة، قررنا البحث في موضوعات خطب الجمعة، التي ألقيت منذ بداية عام 2016 وعلى مدى ستة اشهر، واكتشفنا أن عددها 23 خطبة من بينهم 16 خطبة معتادة، ومكررة كل عام وهى الخطب المرتبطة بالمناسبات والأعياد الدينية والمجتمعية. ومن بين الخطب الخطبة المعتادة في الأول من أبريل، والتي جاءت بعنوان "نحو علاقات أسرية ومجتمعية سوية مستقرة تكفل اليتيم وترعى المحتاج"، والتي تأتى كل عام تزامنا مع عيد اليتيم في أول جمعة من شهر أبريل. وخطبة كل عام في شهر رجب والتي تتناول رحلة الإسراء والمعراج والدروس والعبر المستفادة منها، والتي لا يختلف حتى عنوانها من عام إلى آخر؛ فهى "الإسراء والمعراج دروس وعبر"، والتي ألقيت يوم الجمعة 29 أبريل الماضي. وكذلك الخطبة السنوية الخاصة باستقبال شهر شعبان، وكيف يستفيد المسلم من هذا الشهر، والتي جاءت بعنوان "فضائل شهر شعبان وفضل العمل الصالح فيه". ولا يمكن أن ننسى خطبة استقبال شهر رمضان، والتي تحدثت هذا العام، وككل عام عن كيفية استقبال شهر رمضان بالتكافل والتراحم. وبالبحث في موضوعات خطب الجمعة، كذلك، تبين أن هناك موضوعات أخرى بعيدة عن الأعياد والمناسبات الدينية والمجتمعية، والتي يتم تناولها بشكل سنوي، ولكنها ليست مرتبطة بموسم بعينه، كالخطبة التي تتحدث عن الدروس المستفادة من تحويل القبلة، وصفات المؤمنين في القرآن الكريم، ونعمة الرضا والصبر وأهمية الشكر، وواجبنا نحو القرآن الكريم، والوفاء بالعهود والعقود. وعلى الرغم من أهمية هذه الموضوعات في حياة كل مسلم ودورها في التقرب من الله وزيادة العمق الايماني، إلا أن طريقة معالجاتها وتكرارها جعلت الشباب يشعرون بالروتينية والتكرار وعدم تقديم الجديد، وفضل الكثير منهم قراءة محتواها على الإنترنت أو الاستماع إليها في الراديو أو التليفزيون أثناء الاستمتاع بشيء آخر. وحتى نكون منصفين؛ فإن هناك تسع خطب خلال هذا العام تحدثت عن قضايا مهمة، وإن كانت تناولتها بشكل سطحي، كالحديث عن أمانة الكلمة ومسئوليتها وحق الطفل في التنشئة السوية، وضوابط البيع والشراء والمنتج الوطنى وأهمية إتقان صنعه وشرائه وكذلك الاصطفاف لبناء الوطن وحماية أراضيه. ويبقى السؤال الآن، لماذا تتجاهل الوزارة في خطبها فقه الواقع، وعلاج مشكلات الأمة وتقويم مسيرتها.والى متى تظل خطبة الجمعة أسيرة توجيهات الوزير محمد مختار جمعة؟