كشفت مصادر مطلعة أن شخصيات إخوانية حضرت اجتماعا سريا مع وفد إسرائيلى زار مصر مؤخراً لعدة ساعات، منوهة إلى أنه تم الاتفاق على عودة السفير المصرى إلى أسرائيل وقيام وفد مصرى يضم عددًا من المسئولين بوزارة الخارجية والمخابرات بزيارة إلى تل أبيب لبحث ترتيبات عودة السفير. وأفادت المصادر أنه من المحتمل أن يرأس الوفد المصرى الدكتور عصام الحداد، مساعد الرئيس للشئون الخارجية، مشيرة إلى تصريح الحداد لوكالة الأنباء رويترز بأن "التعاون اليومى مع إسرائيل مستمر كالمعتاد، رغم عدم وجود اتصالات على المستوى الرئاسي، وأن الرئيس محمد مرسى سيحترم بدقة معاهدة السلام مع إسرائيل". فى سياق متصل، أكد الدكتور طارق فهمى - رئيس قسم وحدة إسرائيل فى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط- أن زيارة الوفد المصرى تأتى فى إطار 3 تطورات فى مجرى العلاقات، الأول زيارة أوباما للمنطقة ومحاولة أن تكون هناك مساعِ لاستئناف عمليات التسوية على أسس جديدة، ومن المحتمل أن يكون هناك دور لمصر فى هذا الإطار، المتغير الثانى هو الظروف المعلنة والمباشرة فى مصر من خلال الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بعودة السفير المصرى لتل أبيب لممارسة أعماله بعد أشهر من تثبيت الهدنة على أرض الواقع. التطور الثالث - وهو الأهم- أن هناك ضغوطًا من إسرائيل فى ذكرى استئناف العلاقات ومعاهدة السلام بعد 34 عاماً من قيامها، وهذه الأمور تفرض زيارة الوفد. وأضاف فهمى أن هناك مراجعات دورية لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهذه المراجعات بعيدة عن الإعلام ، بناءً على مقررات كامب ديفيد، وتتم كل 6 أشهر فى بئر سبع والعريش، وهدف تلك اللقاءات مراجعة التزام الجانب المصرى بالمعاهدة والعكس. وأكد أن الزيارة يمكن أن تكون مركزة فى إطار أن هناك دورًا واضح المعالم لمصر، رسمه الواقع بعد حرب غزة الأخيرة، باعتبار مصر شريكًا ضامنًا فى عملية التهدئة وتثبيت الهدنة على الأرض، ومصر تتحرك من منطلق التسوية المباشرة، وفى تطور خطير حدث فى الأيام الأخيرة - ولم يهتم به أحد- أنه أثناء زيارة أوباما تم إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل، وذلك يعنى خرق اتفاق الهدنة، وذلك يحتاج أن تتحرك مصر فى أكثر من مسار، ومحاولة أن يكون هناك تثبيت للهدنة وتأكيد لها على أرض الواقع، وخشية أن تندلع عمليات غير مسبوقة فى هذا الإطار. وعما إذا كانت زيارة الوفد المصرى لإسرائيل هى أحد شروط أمريكا للموافقة على زيارة الرئيس مرسى لها، قال فهمى: إن زيارة الرئيس مرسى لأمريكا لم تتحدد بعد، لكنّ هناك مساعى مصرية لإتمام هذه الزيارة، لكن لا أحد يعلم إذا كانت الزيارة ستتم أم لا، فلم يحدد الأمريكان موعدها، ولم يوجه الرئيس أوباما الدعوة رسميًا للرئيس مرسى، وبالتالى احتمال قيام الرئيس مرسى بزيارة مباشرة، لكن ليس شرطًا أن تقدم مصر أوراق اعتمادها لإسرائيل للموافقة على الزيارة. والمرحلة المقبلة ستشهد عودة العلاقات بين مصر وإسرائيل فى إطارها الطبيعى، وفى إسرائيل يقولون "رويدًا رويدًا تعود القاهرة لنمط علاقتها"، فالإخوان ومحمد مرسى موجودون، وهذا لا يعنى أن الأمر سيختلف كثيرًا، فهناك حرص مصرى على الالتزام بالمعاهدة، وفى ذكرى 34 عامًا على المعاهدة هناك فعاليات تتم فى إسرائيل، وستكون هناك ندوة مهمة ستعقد فى إسرائيل هذا الأسبوع حول المعاهدة ومشكلاتها.