وقعت محافظة قنا فى حيرة من أمرها بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية التى قُسمت إلى ثلاث دوائر لمقاعد الفردى، والتى ستشمل 6 مقاعد، منها مقعدان لكل دائرة وهى الدائرة الأولى "قنا- قفط"، والدائرة الثانية "قوص- نقادة" والدائرة الثالثة "نجع حمادي_ وأبو تشت_ وفرشوط_ ودشنا_ والوقف". فى حين أن نظام القائمة سيضم دائرتين، كما كان فى عهد النظام السابق، مما أثار غضب أبناء قنا، لأنها ستضم بذلك "قنا_ وقفط_ وقوص_ ونقادة"، لكل منها قائمة تحوى أربع مقاعد، أما الدائرة الثانية فتضم "نجع حمادي_ وأبوتشت_ وفرشوط _ ودشنا_ والوقف"، وتضم قائمتها ثمانى مقاعد، وجميع هذه المراكز تضم كبار العائلات وتكتلات أعضاء الحزب الوطنى المنحل. ترسانة السلاح تستعد لدائرة "الدم والنار" ويستأثر صعيد مصر بنصيب الأسد من الصراعات الدموية بين العائلات والقبائل، ففى محافظة قنا هناك صراع منذ عام 1940، بين قبائل "العرب، والهوارة، والأشراف"، يمتد إلى أبناء القبيلة الواحدة، فكل واحدة منها تضم عشرات العائلات الكبيرة يوجد بينها صراع دامٍ ذهب ضحيته مئات الشباب ورموز العائلات. وفى شمال قنا فإن الهوارة ببطونهم الست المنتشرة فى 4 مراكز، بجانب مركز دار السلام بسوهاج يقفون بالمرصاد للدفاع عن نفوذهم التاريخى، ويدفعون بكل ما يملكون لاقتناء الأسلحة؛ دفاعًا عن سلطانهم، وخاضوا معارك قوية مع منافسيهم قبيلة العرب. وتصل ذروة الدموية فى قرى حمرا دوم، التى أنجبت «خط الصعيد» الراحل نوفل سعد ربيع، وقرى "أبوحزام، والياسنية، وفاو قبلى"، والتى شهدت مقتل عشرات من خيرة الشباب، والأطفال، خاصة أن هذه القرى لا يستطيع الأمن الاقتراب منها، ويعتمد فى ضبط المتهمين على زعماء العائلات والقبائل، وهناك العشرات من المطلوبين أمنياً منذ سنوات طويلة، بعيدون عن أعين العدالة اعتماداً على نفوذهم وسطوتهم. وتمثل كميات السلاح فى قنا ترسانة حربية معروفة للجهات الأمنية، وفى حالة نشوب معركة، يطلب الأمن من كل عائلة تسليم عدد من الأسلحة الرخيصة، لتغض الطرف عن الأسلحة الحديثة. قطب "الفلول" يعلن عن تواجده استعدادًا للترشح وهذه الدائرة تضم العديد من أقطاب الحزب الوطنى المنحل، ومنهم فتحى قنديل، وعبدالرحيم الغول، الذى بدأ يتواجد فى مختلف المناسبات العامة. وكان ينعم فيها الإخوان المسلمون بجو من الدفء لكثرة تعدادهم، ولكن نظرًا لانسحاب الكثير من المرشحين السابقين من بعض الأحزاب الإسلامية سوف يخوضون غمار تلك المعركة مستقلين؛ لضمان سيطرتهم على" دائرة الدم والنار" كما يطلق عليها البعض. صراع القبائل على مقاعد البرلمان بقنا ما زال الصعيد يعيش الصراع "الجديد - القديم" بين قبائل العرب والهوارة والأشراف، إحدى العقبات الحقيقية التى من الممكن أن تفجر الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة أن تلك الانتخابات ستتم فى ظروف أمنية بالغة التردى. وينقسم الهوارة إلى ثلاثة أفرع، "الهمامية، وأولاد يحيى، والبلابيش"، أعلاهم مكانة بالطبع الهمامية الذى ينتسب إليهم شيخ العرب "همام"، الذى حكم الصعيد لأربع سنوات، أيام على بك الكبير، لكن حكمه لم يدم بعد أن أرسلت إليه تجريدة عسكرية قضت على نفوذه فى المنطقة تمامًا. أما أولاد يحيى والبلابيش فهم أقل مكانة من الهمامية، لكنهم أيضا يرفضون مصاهرة العرب أو أى عرق آخر لا ينتمى للهوارة. وقد كان هناك صراع مسلح بين العرب والهوارة قبيل ثورة يوليو مباشرة، مما جعل الملك فاروق وقتها يرسل وزير داخليته "مصطفى المراغى"، باعتباره ابنا من أبناء المراغة بسوهاج، وقادر على فهمهم وهو ما نجح بالفعل فيه.