: لن نسمح لأحد بالاقتراب من الفن "نخنوخ" ليس "فرعون".. و"العبيط" حلمى.. والطبقة المتوسطة أملنا فى دولة حديثة أسعى لتكوين شركة إنتاج كبرى.. و"السبكى" يستحق التحية حاورته: شيماء محمد منذ إطلالته الأولى، أكد الفنان خالد صالح وضعه على خريطة فن التمثيل كنجم مثقف، يحمل الكثير من الخبرات، والقدرات التى تقربه من نجوم السينما فى العالم. لم يتردد فى التبرع لإقامة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كما لم يتردد فى تقدم الصفوف خلال أحداث ثورة 25 يناير، وما بعدها من أحداث، وصولا إلى اللحظة الراهنة. دائما ما تكشف أفلامه، أو أعماله الدرامية عن مغامرة محسوبة بدقة، لا تترك شيئا للصدفة، كما لا تشغلها حسابات الإنتاج، أو الربح والخسارة، وهو يؤكد عليه فيلمه الجديد "فبراير الأسود" الذى يعرض حاليا فى دور العرض، ويناقش بجرأة التحولات الاجتماعية فى مصر خلال الثلاثين عاما الأخيرة، من خلال سيناريو أقرب إلى "الفانتازيا" منه إلى الرصد الاجتماعى المباشر. وفى هذا الحوار يتحدث خالد صالح ل"فيتو" عن قصته مع "فبراير الأسود"، و"الحرامى والعبيط"، الفيلم الذى انتهى من تصويره مؤخرا، ومسلسل "فرعون" الذى يستعد لتصويره وفيما يلى نص الحوار: كيف ترى عدم عرض "فبراير الأسود" فى المهرجان؟ - كنت أتمنى أن يتم عرضه، ولكن ذلك قرار الشركة المنتجة وحدها، ولا أتدخل فيه. هل أنت راض عن ردود الأفعال حول الفيلم؟ - راض جدا، بدليل الإيرادات التى وصلنا إليها رغم الحالة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، وحالة الكساد التى تعيشها السينما، وتراجع الإيرادات. ماذا جذبك فى تجربة "فبراير الأسود"؟ - جودة العمل أكثر ما يجذبنى إليه، سواء كفيلم أو مسلسل، كما أننى لا أتعمد تقديم خط سياسى، وإن اتفقت مع الجميع على أن أغلب ما قدمته يتضمن خطًّا سياسيًّا واحدًا، ما عدا عملين أو ثلاثة، وأرى أن السر فى ذلك هو تكوينى الشخصى الذى لا يستطيع الانفصال عن مجتمعى. هل ترى الوقت مناسب لتقديم كوميديا سوداء من نوعية "فبراير الأسود"؟ - استقبال الناس، وإيرادات الفيلم الجيدة، تعبر عن افتقاد الجمهور لتلك النوعية من الأعمال، خصوصا أن الواقع الذى نعيشه حاليا ملىء بالكوميديا السوداء، نراها ونسمعها فى كل مكان حولنا، ونحن كشعب نجيد الضحك على مآسينا. أضف إلى ذلك أن الفيلم الجيد ليس له وقت، وخصوصا إذا كان مقدمه المخرج محمد أمين، الذى يمتلك مشروعا مميزا على شاشة السينما المصرية منذ أول أفلامه، وحتى "فبراير الأسود". هل تتفق مع الآراء الواردة فى الفيلم؟ - بالتأكيد، فالفيلم بالأساس يؤكد أن الحل لكل أزماتنا هو العودة للعلم، باعتباره طريقنا الصحيح إلى إنشاء الدولة الحديثة، وتكوين نظام اجتماعى حقيقى على أساس العدالة والمساواة، خصوصا أن الطبقة الوسطى قد انهارت تماما خلال السنوات الأخيرة. ولكننا رأينا تلك الطبقة تحاول جاهدة الالتصاق بطبقات وشرائح أخرى فى الفيلم.. لماذا؟ - الفيلم يقدم هذه المحاولات باعتبارها طوق نجاة من الغرق والضياع، وستلاحظ أن الطبقة المتوسطة تحاول الوصول إلى بر الأمان والطمأنينة، بعد أن تم دفنها تحت طبقات من الرمال، ونحاول من خلال الفيلم توصيل استغاثة تلك الطبقة المهمة لاتزان المجتمع، لأنه يجب علينا إخراجها . نأتى إلى فيلم "الحرامى والعبيط".. ألست خائفا من التعامل مع المنتج أحمد السبكى؟ - بصراحة، فى البداية كنت متخوفا من العمل مع السبكى لما كنت أسمعه عنه من أنه يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة، إلا أننى فوجئت أن كل ما يقال ليس له أساس من الصحة، بل إنه وفر للفيلم كل الإمكانيات اللازمة، وأعتقد أننا يجب أن نوجه له التحية على عمله إلى الآن فى صناعة السينما، رغم أن أغلب شركات الإنتاج قد توقفت. هل يمكن أن تخفض أجرك من أجل دعم الصناعة فى هذه الفترة؟ - قمت بذلك فعلا فى عدة أعمال، لأننى أؤمن بأهمية تقديم أعمال جيدة، كما أننى أسعى منذ فترة لتكوين شركة إنتاج سينمائى نستطيع من خلالها أن نقدم أعمالا على مستوى عال، خصوصا إننى لا أفكر فى خوض تجربة إنتاج أفلام قليلة التكلفة، لأن الفيلم الجيد يحتاج إلى ميزانية جيدة، وإلى أن تتوافر فيه كل العناصر بشكل متميز. ماذا جذبك فى "الحرامى والعبيط"؟ - أكثر ما أسعدنى فى هذا العمل هو تعاونى مع خالد الصاوى وأحمد عبدالله، فقد عملنا سويا فى مسرح الجامعة وتربطنا صداقة قوية، وكنا لفترة طويلة نبحث عن عمل جيد يجمعنا إلى أن وجدنا ضالتنا فى "الحرامى والعبيط"، وأجسد فيه شخصية مختلفة وجديدة عن ما قدمته وسيفاجأ الجمهور بها، خصوصا إننى عادة ما كنت أقلد شخصية العبيط أمام أصدقائى فى بداية عملى، لكننى اجتهدت حتى تخرج بشكل مختلف، لأنها شخصية شديدة الصعوبة. ما سر ظهورك هذه الأيام بشكل مختلف وجديد عما اعتدناه؟ - هذا هو "اللوك" الخاص بمسلسل "فرعون"، وأتعاون فيه مع المخرج المتميز محمد على والفنانة جومانا مراد والفنان صبرى فواز وكم كبير من النجوم وأقدم فيه شخصية رجل أعمال، والمقرر أن يعرض فى رمضان المقبل. تردد أنك تقدم فى هذا المسلسل شخصية صبرى نخنوخ؟ - هذا الكلام غير صحيح فالعمل كما يتضح من اسمه يناقش كيف يتحول الناس الى فراعنة، وتلك النماذج يمكن أن نراها فى الشارع حولنا وهى نتاج ما تعرض له الشعب المصرى من تغيرات اجتماعية خلال ال30 عاما الماضية، وجميعنا نعى ما يمثله ذلك من خطورة علينا. هل توافق على عرض العمل فى موسم آخر غير رمضان؟ - لا أرى مشكلة فى ذلك خاصة أن لدينا العديد من الأعمال التى تعرض حاليا لكبار النجوم مثل "على كف عفريت"، و"فى غمضة عين"، و"المنتقم"، وكلها حققت نجاحا كبيرا، وأتمنى أن تخلق مواسم درامية أخرى غير الموسم الرمضانى. كيف ترى الوضع السياسى فى مصر حاليا؟ - أنا متفائل، وأرى أننا جميعا أمام تغيرات كبيرة، وكل الأزمات التى نراها حولنا هى اختبارات لقدرة الشعب المصرى على الصمود. ما رأيك فيما يقال عن احتمالات هجرة الفنانين المصريين بسبب المناخ الحالى؟ - هذا الكلام غير حقيقى، فالفن المصرى باق، والفنانون المصريون مؤمنون بقضيتهم، ولن نسمح لأحد بالاقتراب من عملنا.