حالة نشاط فنى يعيشها الفنان خالد صالح متنقلا بين السينما والتليفزيون بحثا عن أدوار غير متوقعة لجمهوره، فبعد أن ارتدى ثوب العالم فى فيلم «فبراير الأسود»، الذى يعرض حاليا بدور السينما، يعكف حاليا على تصوير مشاهد مسلسله «فرعون» الذى ينافس به فى دراما رمضان المقبل، كما ينتظر أيضا طرح فيلمه «الحرامى والعبيط» بدور العرض خلال أيام، وهو الفيلم الذى أثارت صور الشخصية التى يجسدها جدلا واسعا بمجرد نشرها بالصحف. خالد صالح يتحدث ل«الشروق» فى حوار، لم يقتصر على نشاطه الفنى، وتطرق خلاله إلى رؤيته لأحوال البلاد، وتوقعاته لمستقبلها. بداية تحدث خالد صالح عن مسلسل «فرعون»، قائلا: أجسد شخصية رجل أعمال، وأتحدث فى العمل عن شخصية الفرعون بشكل عام سواء المدرس الذى لا يرغب فى إعطاء المعلومة للطالب إلا من خلال درس خصوصى أو سائق الميكروباص الذى يسير فى الشارع بطريقة مخالفة ويكسر الإشارات، فالمسلسل يتحدث عن فكرة الفرعون على نطاق واسع.. فكم فرعونا أصبح موجودا الآن فى حياتنا.
• وما الرسالة الموجهة للمشاهدين من خلال العمل؟
رسالتى هى «حتى البلطجة لها أصول» بمعنى أن كل شىء فى الدنيا له قواعد وأسس حتى الأشياء الخارجة عن القانون لها أصول فعندما تغيب الأصول عن التعاملات بين البشر تسود الفوضى بالتأكيد.
• هل تتوقع أن يربط الجمهور بين «فرعون» وخيرت الشاطر، كما ردد البعض عند الإعلان عن المسلسل؟
دائما أسأل نفسى هل أستطيع أن أنتقد الأحداث الحالية من خلال عمل درامى، نحن لدينا جمهور واعى وذكى جدا ولا أخاف أن يربط بين «فرعون» وخيرت الشاطر، لكن فى الواقع أنا ليست لدى الرغبة فى تقديم نموذج من التيارات الموجودة الآن، فليس لدى الحماس الفنى لتقديمه، فالريان رجل أعمال وفرعون رجل أعمال والاثنان مختلفان وأقدم أعمالى بشكل حر ومن الممكن لأى شخص وضعه فى التفصيلة التى يراها مناسبة له.
• هل تشعر بالرضا عن نسبة النجاح التى حققها فيلمك «فبراير الأسود»؟
راضٍ جدا فى ظل تلك الأحداث التى تمر بها مصر الآن، كما أننى سعيد لتحقيقه إيرادات جيدة فى هذا التوقيت من عرضه، وسعيد لأننى استطعت أن أوصل الرسالة التى أريدها للجمهور من خلال الفيلم وهذا يجعلنى أشعر أن الفيلم نجح، وللعلم «فبراير الأسود» له مكانة خاصة فى قلبى، واهتم جيدا برد فعل الجمهور عقب المشاهدة أكثر من اهتمامى بأعداد الجمهور، فهى معادلة صعبة ولكنى أحاول جاهدا أن أوازن بينها.
• وماذا عن فيلمك الجديد «الحرامى والعبيط» الذى يجمعك بالفنان خالد الصاوى؟
خالد الصاوى صديقى منذ 25 عاما وبيننا أشياء كثيرة وذكريات ربع قرن ولكن لم أجتمع معه على مستوى الاحتراف إلا من خلال هذا الفيلم.
وأيضا «أحمد عبدالله» مؤلف الفيلم فهو صديق مشترك بيننا منذ أيام الجامعة وأنا فخور بالتعامل معهما جدا ولكنى أتمنى من صميم قلبى أن يحصل الفيلم على إعجاب الجمهور حتى تكتمل سعادتى بالعمل معهم.
• لماذا شخصية «العبيط»؟
شخصية العبيط التى أقدمها هى موجودة فى الشارع المصرى وكلنا رأيناها ولم أستعد للشخصية على الرغم من أننى كنت سببا فى تأجيل بدء التصوير أكثر من مرة بسبب محاولاتى للاستعداد للشخصية، فتركيبة العبيط فى نفس درجة صعوبة شخصية «الريس عمر حرب» ونفس درجه صعوبة شخصية كمال الفولى، ويمكن أكثر فى التفكير فى حدود الشخصية فوجدت أنها شديدة الصعوبة واحترت كثيرا فى مدى إيقاع العبيط فى حركته وكلامه وطريقة تعبيره، ومدى نظرته تصل إلى أين وتتوقف متى وهل ممكن تحرج من شىء أم لا؟ لكن فى الحقيقة خالد الصاوى كان له نصيحة، وعملت بها وهى مهما أجلت لن تستعد فادخل وهاتستعد مع بداية التصوير مع الاستعانة بالخطوط العريضة للشخصية التى نراها فى الشارع وفى العادة أنا أسمع كلام الصاوى.. ولا أعلم لماذا.
• من اختار اللوك الخاص بالعبيط؟
أنا رأيت أن هذا أكثر مظهر ملائم ممكن أظهر به لتقديم الدور لأن الشخصيه تاركة نفسها فى كل شىء من المظهر والنظافة.. فهذه أشياء بالطبع لم يهتم بها العبيط.
• ماذا عن رأيك فى تراجع وتخوف معظم المنتجين عن هذا الموسم الدرامى نظرا لسخونة المشهد السياسى؟
المشهد السياسى جعل الجميع فى حالة من الإحباط مع التفكير الدائم فى ما الذى سيأتى بعد، فكثير من المنتجين فى حالة مقاومة وصدمة والذى يشتغل الآن هم فى حالة مقاومة دائمة وهم بمثابة الجنود الحقيقيين، فمصر قائمة على الفن ولا أقصد به فن التمثيل فقط بل الفن بشكل عام.
• وكيف ترى تراجع الإنتاج الدرامى؟
عدد الأعمال المنتجة هذا العام 15 مسلسلا فقط وباقى الأعمال التى ستعرض مؤجلة من العام الماضى، لكن لما لا ننظر لهذا من زاوية أخرى وهى أن الجمهور عادة يشتكى من زحمة الأعمال المقدمة فى رمضان وعدم قدرته على المتابعة الكاملة.
لكن الموسم القادم سيخلق جوا ملائما للجمهور فى المتابعة الكاملة والحقيقى أن الانسان لا يستطيع إرضاء كل الآراء فإذا شهد رمضان عرض 70 مسلسلا يقول الجمهور هذا كثير وللظروف الحالية سيعرض عدد قليل من الأعمال فيقول يوجد نوع من التراجع.
وبما أننى متفائل اعتبر هذا فى صالح المتابعة الجيدة المتأنية ولا أنكر وجود بعض التراجع.
• هل خفضت أجرك بسبب تلك الأزمة؟
لا لم أخفض أجرى هذا العام ولكن العام قبل الماضى تغاضيت بالفعل عن جزء من أجرى كى نعبر إلى الأمان ونستمر فى العمل لكن هذا الموسم مع قله الأعمال لكن هناك قدرة أفضل على التسويق ولو شعرت أن الأمور تستدعى بعض التنازلات كنت سأفعل ذلك فورا.
• كيف ترى الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين؟
بكل أسف الإخوان يتعاملون مع المصريين وكأنهم يتعلمون من جديد كيف يعيشون وكيف يبدأون الحياة مع أننا شعب نجسد المعنى الحقيقى للحياة.. فالجماعة تريد تعليم الشعب معنى الدين على طريقتهم مع أن كل بيت يعلم أمور دينه جيدا ونحن فى غنى عمن يعلمنا أمور الدين والذى يحدث منهم الآن يقود مصر إلى الوراء عقودا طويلة.
وأضاف صالح: أريد توضيح أنه بما أن عدد المصريين الآن تجاوز 88 مليونا، فلو قمنا بضرب هذا الرقم فى اثنين سيصبح 176 مليونا والإخوان المسلمين سيحاسبون على 176 مليون سنة لأن لكل مواطن سنتين.. أعتقد أنهم يتحملون مسئولية الحالة التى وصل إليها الشعب من الاكتئاب.