خلافات رئيس الاتحاد السابق مع «صفاء» أزعجت الحكومة.. وتوقعات بخروج مجدى لاشين من رئاسة التليفزيون «ما ندمت على سكوتى مرة.. لكننى ندمت على الكلام مرارا».. قول مأثور للخليفة العادل عمر بن الخطاب يمكن استخدامه عند الحديث عن كواليس وأسرار إقالة عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» السابق، الذي دأب على الشكوى مرارا وتكرارا من الإعلامية صفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار السابق والتي تم تعيينها رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بقرار من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مساء السبت الماضي. تكرار الشكوى أزعج مجلس الوزراء، لاسيما وأن علاقة عصام الأمير بصفاء حجازى كانت أشبه بلعبة القط والفار، وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق مساعد الرئيس للمشروعات القومية يتدخل بين الإثنين للصلح بينهم، مع الأخذ في الاعتبار أن «البلدوزر» كان يدعم تواجد صفاء حجازى في قطاع الأخبار بالتليفزيون بشدة، ما أفسد كل مساعى عصام الأمير في الإطاحة بها من «ماسبيرو». وحينما تقدم إبراهيم محلب باستقالته للرئيس عبد الفتاح السيسي من رئاسة الحكومة وتم تعيين المهندس شريف إسماعيل رئيسا للوزراء، تصور « الأمير» أن الفرصة أصبحت سانحة للتخلص من غريمة التقليدي، بعد أن فقدت الداعم الرئيسى لتواجدها في ماسبيرو.. ووفقا لمصادر داخل «مجلس الوزراء»، فإن الأشهر القليلة الماضية شهدت تردد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المقال على مقر مجلس الوزراء كثيرا والتقى المهندس شريف إسماعيل أكثر من مرة، وتقدم له بالعديد من المذكرات التي طالب فيها بضرورة اقالة صفاء حجازى من رئاسة قطاع الأخبار، للتخلص من هذا الصداع المزمن، كما أنه كان يعتبر تواجدها بماسبيرو عثرة أمام احلامه في الاستمرار رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. المصادر ذاتها أكدت أيضا أن «الأمير» أبلغ رئيس الوزراء أكثر من مرة أن استمرار صفاء حجازى في ماسبيرو يضر بخطة الحكومة للتطوير واعادة هيكلة المبنى، كما اشتكى من عدم تنفيذها للقرارات وتجاوزها رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورغم أن المهندس شريف إسماعيل وعد عصام الأمير في أكثر من اجتماع للنظر في طلبه بمزيد من الصلاحيات التي تتمثل في اختصاصات وزير الإعلام، إلا أن رئيس الاتحاد المقال فوجئ بقرار اقالته وتعيين صفاء حجازى رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون،لتعلن فوزها عليه بالضربة القاضية بفضل علاقتها الطيبة بالقيادة السياسية في مصر. وأوضحت المصادر أنه وفى نفس التوقيت لجأت صفاء حجازى إلى المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات، لطلب العون وإبطال تحركات عصام الأمير، وبالفعل نجح « البلدوزر» في إقناع الرئيس بضرورة تعيين صفاء حجازى رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتم استغلال بعض السقطات للتليفزيون المصرى في الفترة الأخيرة لاسيما فيما يتعلق بتغطية أنشطة الرئيس وزياراته، وأرجعوا مسئولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والإدارية في ماسبيرو لعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المقال. كما أشارت مصادر حكومية رفيعة المستوى أن الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والإصلاح الإدارى والمتابعة والذي يتولى مسئولية الإشراف على عمليات التطوير التي تتم باتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ تكليفه بها فترة رئاسة إبراهيم محلب للحكومة، كان له يد في الإطاحة بعصام الأمير من رئاسة ماسبيرو. المثير في الأمر، ووفقا لتأكيدات المصادر أن وزير التخطيط أوصى في تقرير سرى تقدم به للمهندس شريف إسماعيل بضرورة إقالة عصام الأمير من رئاسة الإذاعة والتليفزيون، بسبب المخالفات الإدارية الجسيمة بماسبيرو، والمتمثلة في انقطاع التيار الكهربائى أكثر من مرة عن مبنى الإذاعة والتليفزيون، والذي كان سببا في «تسويد» شاشات التليفزيون المصري. فيما توقعت المصادر قيام صفاء حجازى بالانتقام من مجدى لاشين رئيس التليفزيون بعد تعيينها في منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بسبب خلافهما السابق حول سحب جميع برامج قطاع الأخبار وعرضها على القناتين الخاصة به « صوت الشعب» و«النيل للأخبار» بعد ما تقدم رؤساء قنوات قطاع التليفزيون بمقترح للاشين وافق عليه رئيس الوزراء شريف إسماعيل بعرض البرامج على القناتين مع الابقاء على « صباح الخير يا مصر» والنشرات الإخبارية، وهو الأمر الذي أغضب صفاء حجازى بشدة وجعلها تخوض حربا ضروس لوقف تنفيذ القرار.