كشف الكاتب الصحفي محمد طرابية - الذي قاد على مدار نحو عامين حملة للكشف الفساد داخل مبنى "ماسبيرو" - عن الأسرار الكاملة للإطاحة بعصام الأمير من منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتعيين صفاء حجازي خلفًا له. وقال طرابية إن الواقعة التي حدثت خلال الأيام الماضية، عندما دعا أحد الضيوف خلال ظهوره في برنامج على القناة الثالثة إلى التظاهر ضد النظام الحالي ليست هي السبب الوحيد للإطاحة بالأمير، لأن هناك وقائع كثيرة مماثلة حدثت من قبل ولم يتحرك أحد ضده. وكشف طرابية في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم أسرار وكواليس إقالة الأمير وتصعيد صفاء حجازي خلفًا له، إن الأمير تلقى اتصالاً هاتفيًا مساء السبت من مكتب رئيس الوزراء يبلغه فيه بقرار إقالته من منصبه وتعيين صفاء حجازي لخلافته وهو ما جعله يغادر مكتبه في السادسة مساء وتوجه إلى منزله مباشرة بدون الحديث مع أحد. وأضاف أن صاحب القرار الأول في إقالة الأمير لم يكن المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء , حيث إن الأخير تلقى تعليمات من جهات عليا في الدولة باتخاذ القرار، نظرًا لأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون من بين الجهات التي منح الرئيس عبدالفتاح السيسي تفويضًا لرئيس الحكومة باتخاذ القرارات الخاصة بشأنها. وكشف أن "إسماعيل لم يكن راضيًا عن القرار ولكنه رضخ للتعليمات وأصدر القرار عقب الاجتماع الذي عقد داخل مجلس الوزراء في الساعات الأولى من مساء أمس وانتهى بإقالة الأمير". وفي المقابل، قال طرابية إن صفاء حجازي تظاهرت بأن الأمر كان مفاجئًا بالنسبة لها, وزعمت أنها تلقت اتصالاً من مجلس الوزراء يبلغها بالأمر، وقامت باستغلال "الوعكات الصحية التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، وجعلت خصومها الألداء وفي مقدمتهم عصام الأمير ومجدي لاشين رئيس قطاع التليفزيون على يقين تام بأن (نهايتها قربت) وأن كل ما تتمنى تحقيقه أن تتحسن أحوالها الصحية. وأشار إلى أنها نجحت في تسريب أخبار تؤكد أنها جهزت استقالتها لأنها تريد الراحة ولم يعد لها أي مطمع في المناصب داخل المبنى وأن كل ما تتمناه أن تصبح مستشارة لرئيس الاتحاد. كما قامت بتسريب أخبار أخرى بأن هناك حالة من الغضب الشديد من جانب بعض الشخصيات النافذة في الدولة التي تساندها ضدها وأنهم توقفوا عن دعمها، وهو ما أدى إلى تضليل الأمير ولاشين لدرجة أنهما شربا المقلب الذي رسمته صفاء بدهاء شديد، بحسب طرابية. وقال إن "أكبر دليل على دهاء صفاء أنها قامت فى نهاية الأسبوع الماضى بتسريب أخبار عن طريق بعض (جواسيسها ) – لدينا أسمائهم - أنه سوف يتم نقلها هى وحسين زين رئيس قطاع القنوات المتخصصة إلى وزارات أخرى بنفس درجاتهم الوظيفية وهو ما أدى إلى أن كل من عصام ولاشين قد وضعا فى بطنهما ( شادر بطيخ صيفى) واقتناعهما بأن صفاء أصبحت خارج الحسابات داخل ماسبيرو نهائيا ثم كانت المفاجأة الصادمة بالنسبة لهما" . على الجانب الآخر، أشار إلى أن هناك الكثير من القيادات داخل المبنى قد أصيبت بالصدمة القاتلة بعد معرفتهم بأنباء تعيين صفاء وفى مقدمتهم مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون الذى حاول الإدعاء بأنه لا توجد خلافات بينه وبين صفاء حجازى وحاول البرهنة على ذلك بقيامه بالاتصال بها مرتين لتهنئتها ولكنها رفضت الرد عليه، وهو ما وضعه فى موقف محرج جدا أمام من كانوا معه فى نفس اللحظة. وتابع: "لم يجد لاشين مفرًا سوى الاتصال ببعض الشخصيات الرفيعة المستوى لمطالبتهم بالتدخل والضغط على صفاء من أجل عدم إقالته خوفًا من فتح ملفاته السوداء التي تورط فيها منذ أن تولى رئاسة قطاع التليفزيون منذ أكثر من عامين, وكذلك مطالبتهم بالتدخل لعقد جلسة صلح بينهما ونسيان الخلافات التي اشتعلت بينهما بعدما "خان" لاشين اتفاقه مع صفاء والذي تضمن وضع خطة لإقالة الأمير وتعيين صفاء لخلافته مقابل قيامها بالضغط على رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب لإصدار قرار بتثبيت لاشين في منصب رئيس التليفزيون في يناير 2015 وهو ما كشفنا تفاصيله الكاملة في مقالي "تحالف لاشين وصفاء للإطاحة بالأمير"!!!!.