بينما كان المشاركون فى حفل عيد «الاستقلال الأمريكى» الذى أقامته السفارة الأمريكية بالقاهرة يستمتعون بالعروض العسكرية المبهرة التى قدمها ضباط المارينز، ووصلات الموسيقى الكلاسيكية المبهرة التى قدمتها إحدى فرق البحرية الأمريكية كانت آن باترسون سفيرة واشنطن الخبيرة فى شئون الحركات الاسلامية تختلى بالدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور السلفى فى إحدى القاعات الملحقة بالسفارة لتبلغه بنيتها زيارة حزبه وبدء حوار جاد مع التيار السلفى باعتباره ثانى التيارات السياسية حضورا فى المشهد السياسى بعد جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة. لم يعلق عبد الغفور على العرض الذى تلقاه من «باترسون» وطلب منها مهلة قصيرة لترتيب اجراءات الزيارة والعودة الى الهيئة العليا للحزب لمعرفة رأيها والحصول على موافقتها وبعد انتهاء الحفل أجرى رئيس النور اتصالات مكثفة بأعضاء الهيئة العليا وأبلغهم بالعرض الأمريكى وكانت ردودهم مرحبة بالزيارة رغم الخلاف الواضح حول القضايا التى سيتم طرحها خلال لقاء السفيرة الأمريكية. بعدها بيومين كان «عبد الغفور» يبلغ «باترسون» بموافقته على استقبالها داخل مقر حزب النور فى أبراج عثمان بمنطقة المعادى لكنه طلب منها ألا يتم الاعلان عن الزيارة الا بعد القيام بها وهو ما وافقت عليه السفيرة الأمريكية والتى طلبت هى الأخرى بدورها ألا يتم التطرق لقضية الشيخ عمر عبد الرحمن المعتقل فى السجون الأمريكية وأكدت أن ذلك الحديث فى تلك القضية يعنى تدخلا فى الشئون الداخلية للولايات المتحدةالأمريكية. وفى تمام الساعة الرابعة من مساء يوم الأربعاء الماضى كانت قوات خاصة تابعة للمارينز تتولى مهمة تأمين مقر حزب النور انتظارا لقدوم «باترسون» وبصحبتها مجموعة عمل تابعة للسفارة الأمريكية تضم مستشارين للأمن القومى الأمريكى وعملاء ل «سى آى إيه». لم تمر سوى سويعات قليلة حضرت بعدها السفيرة الأمريكية الى مقر النور وكان فى استقبالها الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب ومحمد نور المتحدث الرسمى باسم الحزب ونادر بكار عضو الهيئة العليا. وخلال اللقاء الذى استمر لما يزيد على الساعتين حرصت السفيرة الأمريكية على التعرف على موقف السلفيين الرافض لتولى شخصية قبطية منصب نائب الرئيس بالإضافة الى موقف حزب النور من المرأة وجاء الرد قاطعا من قيادات النور حول النائب القبطى مؤكدين أن الحزب يرفض اختيار القيادات على أساس طائفى وأنهم يؤيدون اختيار الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية. واستفسرت «باترسون» عن موقف «النور» من الاتفاقيات المبرمة بين مصر ودولة العدو الاسرائيلى وخصوصا اتفاقية «كامب ديفيد» التى أكد لها قيادات الحزب أنهم ملتزمون بالاتفاقية مع حرصهم على المطالبة بتعديل بعض البنود المجحفة فى حق مصر. وحينما حاول عضو بارز بالهيئة العليا ل «النور» فتح ملف عمر عبد الرحمن جددت باترسون رفضها الحديث فى الموضوع، وقدمت عرضا لقيادات الحزب بتشكيل وفد سلفى للقيام بزيارة للولايات المتحدةالأمريكية نهاية الشهر الجارى للتباحث مع المسئولين فى الإدارة الأمريكية حول آخر المستجدات على المشهد السياسى المصرى وجاء رد الدكتور عماد عبد الغفور بتأجيل الحديث حول أى زيارات للحزب الى واشنطن الى مرحلة مقبلة .