أيام قليلة جدا تفصل بين «التحريض على الرئيس « و «المنصف المرزوقي» وهما عنوانا مقالين للكاتب والزميل الصحفي مؤمن الهًباء مدير عام تحرير الزميلة «المساء» التي تصدر عن دار التحرير. «الهباء» الذي تطوع بالدفاع عن الدكتور محمد مرسي في مقالته التي نشرتها الزميلة المساء الأربعاء الماضي الموافق 10 يوليو الجاري، لم يكن هو «الهباء» الذي كتب نقدا غير صريح ل»مرسي» أيضا في مقالته التي نشرته الجمعة الماضي الموافق 13 يوليو الجاري تحت عنوان « المنصف المرزوقي». مدير عام تحرير «المساء» كتب في المقال الأول -وفقا لتحليله الشخصي- كاشفا الحملة المغرضة التي يتعرض لها «مرسي» ومؤكدا أن الرئيس الجديد يتعرض لحملة تشويه من رجال النظام السابق قال عنها: المشكلة أن الذين يعارضون الرئيس ويحرضون ضده ويطالبون بعزله ليسوا فى الغالب الأعم من صناع الثورة أو شهدائها أو مصابيها.. وإنما هم حراس القديم.. وسدنة النظام البائد الذي يدافع عن نفسه وعن وجوده فى آخر معاركه. الذين نافقوا الرئيس المخلوع بكل الوسائل.. وزوروا له الانتخابات.. وتستروا على مفاسده.. ولم يُؤثر عنهم كلمة حق فى وجه الظلم الكثير الذى استشرى فى مصرهم الآن الذين يستأسدون على الرئيس محمد مرسى. الغريب أن حملة «الهباء» الشعواء ضد من اتهمهم ب»الفلولية» لم تستمر طويلا لأنها لم تؤت أوكلها لدي «ولي الأمر» وهو ما دفعه لأن يكتب تحت عنوان «المنصف المرزوقي» - العلماني الفكر والنزعة والأيدلوجية -قائلا: كان المشهد مهيبا رغم بساطته..يحمل ملامح النظام العربي الجديد الذي طالما حلمنا به..حيث يجلس المنصف المرزوقي رئيس جمهورية تونس الثورة في القاعة بين الصفوف ووسط العشرات من الوزراء ورجال الدولة والعلماء وأساتذة الجامعات،للاستماع لمحاضرة الدكتور أحمد زويل، وقد كان المشهد غنياً بالمعني والمغزى، فقد أثر رئيس الجمهورية أن يجلس في القاعة مستمعاً فقط. عبارات الإعجاب والغزل التي سطرها «مؤمن» في مقالته لم تجد لها طريقاً عند حديثه عن الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي قال عنه «الهباء» مرتديا ثياب الناصح الأمين»: لقد كبر الرجل في نظري كثيرا كثيرا ودفعتني الغيرة أن أتساءل في نفسي: لماذا لا نرى هذا المشهد في مصر ولماذا لا نرى الرئيس محمد مرسي جالسا في صفوف المستمعين للمحاضرة وهو خليق بذلك.