لم يكن باقياً إلا أن يضيف عبارة "حماها الرئيس مرسي" لتكتمل السيمفونية الغنائية التى خرج الكاتب والزميل الصحفى مؤمن الهباء رئيس تحرير الزميلة "المساء" – بأمر مجلس الشورى- ليتغنى بها فى مقاله المنشور الأربعاء الماضى الموافق 22 أغسطس الجارى الذى حمل عنوان "حريتنا وطنيتنا". " نحن مدينون فى حريتنا للثورة المباركة التى حطمت أغلال الرقابة وأسقطت قوى القهر والاستبداد" هكذا بدأ رئيس تحرير "المساء" وصلته الغنائية - التى يسميها مجازاً مقالا صحفيا- ، وأكمل قائلاً: لم يعد هناك جهاز أمن الدولة الرهيب، ولم تعد هناك تقارير أمنية سرية يكتبها الرؤساء عن المرؤوسين، ولم يعد هناك محاكمة للفكر وتجريم للرأى والمعتقد ولم يعد هناك تصنيف للناس يرفع هذا ويخفض ذاك حسب الميول والتوجهات. ويبدو أن "الهباء" وجد نفسه استخدم "لم كثيرا " فلم يجد بداً من أن يضع حلاً لهذا الأمر إلا بأن دخل فى صلب الموضوع وقال: ولكن المشكلة أن البعض فهم الحرية على أنها فوضى، وفرصة للانفلات والتحلل من القانون و التقاليد والأعراف، وأعطى لنفسه الحق فى أن يشتم ويسب ويلقى الاتهامات جزافاً على الخصوم والمنافسين بغير دليل، وصارت الساحة مفتوحة على مصراعيها لمن لا يعرف ولا يحسن ممارسة الحرية ولمن لم يتدرب مهنيا ولا سياسيا على قواعد الحرية وقوانينها. الزميل "مؤمن" الذى قدم درسا لمن يجهلون العمل فى مناخ الحرية لم تكفه الكتابة على طريقة "كل لبيب بالإشارة يفهم" ويبدو أيضا أنه أراد أن ينير بصيرتنا نحن زملاءه فى المهنة ومن قبلنا القارىء العزيز عن رفقاء السوء فى بلاط صاحبة الجلالة الذين قال عنهم " لا يحسنون معاملة الحرية" لهذا كتب قائلاً: هل يصدق أحد أن يأتى الزمن الذى يكون فيه أنصار الحرية مضطرين إلى الدفاع عن السخف الذى تكتبه صحيفتا الدستور والفجر ولا يمت بصلة إلى العمل الصحفى خوفاً من أن تكون محاكمة الصحيفتين مقدمة لهجمة شرسة على حرية الصحافة. "الهباء" ب" حريتنا..وطنيتنا" أزاح النقاب عن حقائق كانت غائبة عن الجميع -وعنه هو شخصيا حتى اعتلى مقعد رئاسة تحرير المساء - تمثلت فى أن ثورة 25 يناير ثورة مباركة المصريين مدينين لها بالحرية التى ينعمون فيها، وأن الرئيس الدكتور "محمد مرسي" ما ينطق عن الهوى" وأن الزميلتين الفجر والدستور لا يقدمان عملاً صحفيا لكنهما ينشران سخافات لا تتناسب مع مناخ الحرية الذى تعيشه مصر فى عهد الدكتور الرئيس.