المؤشرات الاقتصادية حاليا أسوأ من 2010.. وثورة يناير وراء زيادة البطالة وتراجع السياحة انتخابات 2010 لم تكن مزورة بالكامل والدليل نجاح شخصيات من «الوطنى» في البرلمان هو واحد من زمن مبارك، كان من الشخصيات البارزة في الحزب الوطنى المنحل، اختفى طويلا عن شاشات التليفزيون ووسائل الإعلام المختلفة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، رفض أن يقول رأيه فيها حتى لا ينزعج منه الكثيرون، وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، رئيس المجلس القومى للشباب سابقًا، وزير الشباب في حكومة المهندس أحمد نظيف، والتي أطاحت بها ثورة يناير، وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل قبل ثورة يناير، حصل على جائزة الدولة التقديرية مع مجموعة من باحثى مصر وعلمائها، شغل العديد من المناصب بالدولة، منها عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو هيئة مكتب أمانة التدريب والتثقيف السياسي بالحزب الوطنى المنحل، وعضو المجلس الأعلى للسياسات به، كما ترأس وفد قيادات الحزب في المباحثات مع الحزب الاشتراكى الديمقراطى الحاكم في ألمانيا عام 2003. إنه الدكتور «صفى الدين خربوش» الذي تحاوره «فيتو» رغم عدم اتفاقنا مع كثير من آرائه ودفاعه عن نظام مبارك الذي أسقطه الشعب في ثورة يناير، وكان واحدًا من أركانه، غير أننا ننشرها إيمانًا منا بحرية الرأى والتعبير، ونؤكد أن «فيتو» كانت وستظل منبرًا حرًا لكل التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. هل زورت انتخابات 2010 لصالح الحزب الوطنى؟ لا أستطيع أن أثبت ذلك، أي ادعاء بتزوير في أي انتخابات المحكمة هي التي تستطيع إثباته، نجاح بعض الأشخاص ممن نجحوا في 2010 في انتخابات 2014، يدل على أن الحديث عن التزوير قبل 2011 كان مبالغًا فيه، والدليل على ذلك نجاح نجل الوزير كمال الشاذلى بدائرته، كان الشكل العام أن كمال الشاذلى ينجح بالتزوير، ولكن كان له شعبية في دائرته، نجله نجح في دائرته، وأيضًا بعض الأشخاص نجحوا مرة أخرى، ولدى الأسماء، ممن كانوا تابعين للحزب الوطنى، لو كان هؤلاء الأشخاص ينجحون بالتزوير، ما كانوا ليحصلوا على نتائج فيما بعد 2010. هل تعترف بثورة الخامس والعشرين من يناير؟ لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال؛ نظرًا لأن حديثى يسبب مضايقات لكثير من الأشخاص، ما حدث في المنطقة هو مؤامرة، لا أعنى أن كل ما خرج ليس جيدًا، أمريكا كانت تريد تقسيم المنطقة، على أساس طائفى أو عرقى، لكن من ذهبوا إلى ميدان التحرير لم يكن هدفهم تقسيم مصر. هل تسبب الحزب الوطنى في إسقاط مبارك وهل انزعجت من هدم مقره؟ هذا لم يكن مقر الحزب الوطنى، المبنى الأقل ضخامة كان مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى وموجود منذ عهد عبد الناصر، المبنى الكبير كان يحتوى على مؤسسات حكومية مثل المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأفرع من البنوك، والمجالس القومية المتخصصة، لا علاقة له بالحزب الوطنى، تعاملوا مع المبنى وكأنه الحزب، وكان ملكًا للمصريين وليس للحزب الوطنى، كنت ضد الهدم، نظرا لأنه ليس له علاقة بالحزب الوطنى، أساساته كانت سليمة. لم يكن الحزب الوطنى هو سبب إسقاط مبارك، كانت هناك مبالغات، ليس لدينا كل التفاصيل، الحقائق تظهر بعدها بفترات، كل حاكم له مزايا وعيوب ولابد أن نستفيد من الجزء الإيجابى، هناك إضافة من كل حاكم، ما يبقى هو المزايا والعيوب تندثر، ومنطق أن يكون الشخص إلهًا، أو يكون كله سيئات، ليس صحيحًا، من المفترض أن يكون للرئيس ظهير سياسي، وهو ما لا يحدث الآن؛ لأن الدستور أقر بأن الرئيس إذا انتخب على أساس حزبى فلابد أن يستقيل منه فور نجاحه، في كل دول العالم الرئيس يكون رئيسًا لحزب، ويظل في الحزب، لدينا بعض الوقت لكى نتعود على ذلك بأن يكون الرئيس رئيسًا لحزب. هل كنت تتوقع سقوط مبارك وهل كنت من المقربين منه أثناء فترة الحكم؟ كنت وزير الشباب، أثناء رئاسة المهندس أحمد نظيف للوزراء، ما حدث في تونس كان مفاجأة، وهو ما أعطى بعض الحماس لما حدث في مصر، وحدث في ليبيا واليمن، لا نستطيع أن نقول إنه كان لابد من حدوث ذلك أم لا، كان هناك مزايا لمبارك، المشكلة الأساسية، التي تم انتقاده فيها، هي حكومة رجال الأعمال، التي كان يرددها الكثيرون، كان الكثير يعتقد أن الحكومة هي حكومة الأثرياء، وهذا غير صحيح. كنت أستاذ علوم سياسية، وأجرت طالبة رسالة عن تقييم حكومة رجال أعمال، تحت إشرافى، وظهرت مؤشرات لقياس عمل الوزراء رجال الأعمال، اكتشفت الطالبة في رسالتها، أن أداء الوزراء رجال الأعمال في وزارتهم أفضل من غيرهم، اليوم كل المؤشرات الاقتصادية أسوأ من 2010، ليس حديثى لكن لدينا أرقام، جزء منه عدم الاستقرار الذي حدث بعد ثورة يناير، ما حدث في ثورة يناير لم يكن تغييرا، بمعنى أن النظام تغير. من كان يمول الحزب الوطنى وهل كنت تتلقى راتبًا أثناء عملك في سياسات الحزب؟ العمل الحزبى هو عمل تطوعى تمامًا، ولم يكن هناك أي شخص يتلقى أموالا من الحزب، بعض رجال الأعمال الأعضاء في الحزب هم من كانوا يقومون بتمويله، وكانت هناك اشتراكات سنوية، الشىء الذي كان يكلف الرقم الأكبر، هو المؤتمر السنوى للحزب، نظرا لوجود وفود من الخارج، عدد من أعضاء الحزب من الأثرياء كانوا يتحملون التكلفة، إذا كان يكلف 20 مليونا يتبرع به عدد من الأشخاص بالحزب، وكان رجل الأعمال أحمد عز أحد المتبرعين، كان معلنًا أمام الجميع، وأمام الجهاز المركزى للمحاسبات. من كان له الكلمة العليا في الحزب الوطنى؟ المكتب السياسي كان أعلى مستوى بالحزب الوطنى، كان يرأسه رئيس الجمهورية، يلى ذلك الأمانة العامة للحزب، التي يرأسها الأمين العام صفوت الشريف، وكان معه 6 أشخاص يعملون بمكتب الأمانة، الدكتور مفيد شهاب والدكتور زكريا عزمى وجمال مبارك، وكان هناك الدكتور على الدين هلال والمهندس أحمد عز، يشكلون هيئة مكتب الأمانة، المسئول عن إدارة العمل اليومى بالحزب. هل كانت زوجة مبارك وابنه يحكمان في أواخر عهده؟ قيل هذا الحديث كثيرًا، ولا يستطيع أحد أن يثبته، عام 2005 خرجت شائعة أنه تم تعديل الدستور حتى يترشح جمال مبارك، ولم يحدث ذلك وترشح مبارك، لا نستطيع إثبات ترشح جمال مبارك للرئاسة، حتى فبراير 2011 كان رئيس الجمهورية، هو محمد حسنى مبارك، كان هناك مبالغة في الحديث عن دور جمال مبارك، بالطبع كان هو الأمين العام المساعد للحزب الوطنى، لكن كان يرأسه الأمين العام للحزب. كيف ترى فترة حكم المجلس العسكري والإخوان والفترة الحالية؟ لا نستطيع المقارنة نظرا لأن المجلس العسكري كان في فترة غير مستقرة، كان لدينا اعتصامات وإضرابات وقطع للطرق، فترة الإخوان نفس الشىء، النظام المستقر لم يتبلور إلا الآن، الفترة الماضية كانت انتقالية، نظرا لعدم الاستقرار، ونتمنى مع استكمال المؤسسات الدستورية الآن، أن نتوجه نحو الأفضل. كيف ترى الجهاز الإدارى للدولة حاليا؟ أعداد الخريجين تزايدت بشكل مذهل، وتشبع الجهاز الإدارى بالدولة، ولدينا الآن فائض، نظرا لأنه لدينا 6.5 ملايين ونصف المليون موظف، في شعب لديه 90 مليونا، وهى النسبة الأعلى، في العالم بين عدد العاملين في الجهاز الحكومى مقارنة بعدد السكان، وأيضا الخدمة الحكومية ليست جيدة، المواطن المصرى يشكو من عدم تلبية الجهاز الإدارى لمطالبه. هل تحسن الوضع بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؟ البعض تصور أن التغيير الذي حدث في ثورة يناير، سيؤدى إلى تراجع معدلات البطالة، بشكل قوى، لكن ما حدث هو العكس، حدث عدم استقرار في مصر منذ خمس سنوات، السياحة تراجعت، الاستثمار الأجنبى تراجع حتى من كانوا يعملون في السياحة، أصبحوا عاطلين، ما حدث من 2011 حتى الآن أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة. لماذا قبلت العمل كأمين عام لحزب الشعب الجمهورى رغم ابتعادك عن العمل السياسي بعد عهد مبارك؟ تفرغت لعملى كأستاذ بالجامعة في فترة ما بعد 2011، الشعب الجمهورى مجموعة قريبة من بعضها ومتوسطة الأعمار، رأيت من المناسب أن أقدم شيئًا من خلال حزب سياسي ناشئ، وأن ندخل انتخابات مجلس النواب، وتقديم الرؤى من خلال النواب في المجلس لحل المشكلات، لإبداء رأينا في التشريعات، وهو نوع من الحرص على الخدمة العامة، لم أنقطع فترة طويلة عن العمل السياسي، استمريت في منصبى التنفيذى حتى 2011. كيف ترى فترة حكم الرئيس السيسي حتى الآن؟ نحقق نجاحات لا بأس بها في هذه الفترة، في السياسة الخارجية، لكن موقف الولاياتالمتحدة سيظل حتى نهاية حكم أوباما، غير راض عن مصر، نظرا لفشل التخطيط في المنطقة، لن يؤيدوا نظام الرئيس السيسي حتى تنتهى فترة أوباما، وأيضا الاتحاد الأوروبي لديه بعض التحفظ، أوضاعنا الاقتصادية سيئة منذ 2011.