يمكن تعريف الفساد بأنه سوء استعمال السلطة أو الوظيفة العامة وتسخيرها لقاء مصالح ومنافع تتعلق بفرد أو بجماعة معينة. وأيضًا غياب العدالة الاجتماعية هو نوع من أنواع الفساد والعدالة الاجتماعية هي: توفير متساوٍ للاحتياجات الأساسية.. كما أنها تعني المساواة في الفرص، وما يميز النظام الاجتماعي العادل هو قيامه على التوزيع المتوازن للفرص والإمكانات المتاحة بين جميع المواطنين. وعلى العكس من ذلك فإن النظام الظالم هو ذلك الذي يسمح بتسخير موارد البلاد العامة لفريق محدد من المواطنين يستأثرون بها دون سواهم. إذًا من حصل على مال أو أرض أو قرض أو عقار أو وظيفة أو منفعة لم تكن من حقه يمكن أن نطلق عليه شخصا فاسدا وأيضًا من تسبب وشارك في غياب العدالة الاجتماعية يعتبر أيضًا شخصا فاسدا بعد تعريف الفساد والظلم الاجتماعي.. تعالوا نسأل أنفسنا من منا لا ينطبق عليه هذا اللقب.. من منا لم يستخدم وظيفته أو علاقاته أو أقاربه أو دفع رشوة مادية أو حتى غير مادية للحصول على منفعة.. قد يكون شخص آخر أحق منه للحصول عليها.. من منا لم يستخدم واسطة للحصول على: رخصة سيارة، رخصة بناء، عدم الانتظار في طابور ما أو تسهيل إجراءات معينة، دخول كليات عسكرية.. تعيين نفسه أو أقاربه في وظيفة دبلوماسية أو في بنك أو شركة بترول أو مكان ما مميز قد لا يكون مؤهلا له.. إن الموظف الكبير القريب من السلطة يستطيع أن يحصل على أراضٍ بملايين ويدفع ملاليم وقد لا يدفع أصلًا.. حتى ضباط الجيش والشرطة والمخابرات والخارجية وأعضاء مجلسي الشعب والشورى ومعظم الأماكن العليا في الدولة.. يستطيعون الحصول على امتيازات خيالية لا تتوافر لعامة الشعب وذلك ليس لكفاءة أو علم أو شهادة أو خبرة.. ولكن فقط لمواقعهم التي وصل أغلبهم إليها أيضًا بنوع من أنواع الفساد والظلم الاجتماعي وهي الرشوة أو الواسطة والمحسوبية إلا من رحم ربي، إن الموظف الصغير في المصلحة الحكومية الذي يأخذ جنيهات رشوة لتسهيل الحصول على رخصة قيادة لشخص لا يعرف القيادة.. والذي قد يتسبب في موت إنسان بريء أو رخصة بناء لعقار مخالف قد ينتج عنه ضحايا لا يقل فسادًا عن شخص سهل قرضًا بملايين لرجل أعمال فاسد.. أيضًا لا يقل فسادًا عن شخص عين أحد أقاربه في وظيفة غير مؤهل لها ويستحقها غيره، وأخيرًا أقول كما قال الحديث: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون"، ولذلك أتمنى أن نفكر بمنطقية ونراجع أنفسنا ويسأل كل واحد منا هل شارك يومًا في عملية فساد بأن أخذ أو دفع رشوة نظير مصلحة ما أو شارك في عملية من عمليات الظلم الاجتماعي واستفاد بشيء ليس من حقه بسبب وظيفته أو موقعه أو علاقاته.. وإذا وجدنا أن الإجابة نعم فيجب أن نصارح أنفسنا ونعترف بأننا فاسدون ونتوب إلى الله ونراعي ضمائرنا كل في موقعه ولا نظل نرمي التهم على الغير فقط ونبدأ بأنفسنا وكما قال الشعر: أراك تصلح بالرشاد عقولنا أبدًا وأنت من الرشاد عديم لا تنه عن خُلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم [email protected]